وزير ديوان البلاط السلطاني: توجيهات سامية بأهمية المواءمة بين التنمية وحماية البيئة

مسقط - الرُّؤية

أصْدَر المركزُ الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، نشرة بيئية شهرية تحت مسمى "الوشق"، وهي أول نشرة صحفية شهرية متخصصة في مجال البيئة في السلطنة؛ حيث تهدف إلى زيادة الوعي البيئي في السلطنة بأهمية الحفاظ على البيئة العمانية وصون مواردها الطبيعية، ومناقشة مختلف المواضيع والقضايا البيئية العالمية والمحلية، وتصدر هذه النشرة باللغتين العربية والإنجليزية، وتستقطب في توزيعها المنظمات البيئية العالمية والإقليمية، وعددًا من العلماء والباحثين والمهتمين بالجانب البيئي.

 

وأكد معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، في كلمته بمناسبة إصدار العدد الأول لنشرة "الوشق" البيئية الشهرية -التي يُصدرها المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني- أنَّ السلطنة أولت منذ بداية عصر النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- اهتماماً خاصاً بقضايا حماية البيئة والنظم المناخية؛ حيث انتهجت مسارا تنموياً متوازناً يرتكز على مبدأ الملائمة بين مقتضيات التنمية الشاملة وضرورة حماية البيئة وصون مواردها الطبيعية من كافة أشكال التلوث وبما يحقق احتياجات وتطلعات الأجيال الحاضرة وضمان احتياجات وتطلعات الأجيال القادمة.

 

وأوضح معالي السيد أنه تمت صياغة المرتكزات الأساسية للعمل البيئي في السلطنة في إطار استراتيجيات وخطط عمل متكاملة تضمن تحقيق الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية المنشودة مع أهمية المحافظة على البيئة وصون مواردها الطبيعية وفقا لمتطلبات التنمية المستدامة، وتأكيدا على مساندة السلطنة للجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن، فقد صادقت على معظم الاتفاقيات المعنية بحماية البيئة والنظم المناخية وأصدرت العديد من التشريعات الوطنية وهيأت الأطر المؤسسية والقانونية المناسبة لتنفيذ التزاماتها في هذا الشأن.

 

وأشار معالي السيد إلى أنَّ جهود السلطنة تأتي متناغمة مع توجهات المجتمع الدولي في حل القضايا البيئية والحدّ من آثارها الضارة من خلال جملة من السياسات والإجراءات التي وضعتها وتحرص على تنفيذها بتوجيهات من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والذي يحرص على أن تترافق الجهود المتصلة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية مع العناية المتواصلة بالبيئة وصون مواردها الطبيعية.

 

وأوضح معاليه أنَّ السياسة الحكيمة التي انتهجتها السلطنة كان لها دور إيجابي في معالجة الكثير من القضايا البيئية؛ حيث أسهم العمل الجاد والتنسيق المستمر بين مختلف الجهات الحكومية المعنية بالبيئة في السلطنة وبالتعاون مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني في إقرار العديد من التشريعات والأنظمة البيئية، والتي ساهمت في موازنة المعادلة بين متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومتطلبات الحفاظ على البيئة تحقيقا للتنمية المستدامة. وقد أكد إعلان مسقط الذي صدر عن اجتماع الدورة التاسعة والعشرين للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في ديسمبر عام 2008م على أهمية تطوير وسائل التنبؤ بالتحولات والتغيرات البيئية والمناخية وتكثيف التعاون الخليجي المشترك للإسهام في التعامل البناء معها، والعمل على تعزيز الخطط والسياسات الفعالة لمواصلة الحفاظ على البيئة واستدامة مواردها للأجيال القادمة.

 

ومن جانبه، أوضح الدكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، أنَّ المركز يسعى إلى نشر الوعي بأهمية البحث الميداني البيئي بين مختلف فئات المجتمع بهدف تعزيز الوعي لديهم بأهمية الحفاظ على البيئة العمانية وصون مواردها الطبيعية، وأهمية البحث البيئي العلمي بما يتواءم مع مقتضيات التنمية المستدامة في السلطنة والتطورات التقنية والعلمية في هذا الجانب.. مشيراً إلى أن التوعية بالبحث البيئي الميداني من الأسس المهمة التي يقوم عليها المركز؛ حيث يعتبر توعية الفرد بالمواضيع والقضايا البيئية وإيجاد الحلول المناسبة لها عنصراً مهمًّا من العناصر الأساسية في الجانب العلمي للتوعية البيئية، وتشكل في الوقت ذاته الأساس لتطوير العمل البيئي في السلطنة؛ لأنَّ الفرد هو المحور الأول في العملية التنموية البيئية ويؤثر ويتأثر بالبيئة بطريقة مباشرة. مشيرا الى ان النشرة التوعوية "الوشق" هي جزء من الخطة التوعية للبحث الميداني البيئي التي وضعها المركز بهدف إيصال أهدافه وتحقيق غاياته العلمية في المجال البيئي في السلطنة؛ حيث تجمع في ثناياها عددًا من المواضيع والقضايا البيئية المحلية والإقليمية والعالمية بأسلوب توعوي تثقيفي يسهم في زيادة المعرفة الثقافية لدى القارئ بالمواضيع البيئية، وينمِّي لديه الاتجاهات الإيجابية نحو بيئته والحفاظ عليها، وهو ما تسعى إليه هذه النشرة على المدى الطويل. كما أن هذه النشرة تفتح الآفاق للبحث العلمي النظري والميداني في المجال البيئي، وسوف تستعرض خلال أعدادها القادمة عددًا من الدراسات والبحوث العلمية البيئية؛ سواء المحلية أو الإقليمية أو العالمية، إلى جانب أنها تصدر باللغتين العربية والإنجليزية بغرض استقطاب عدد من الباحثين والعلماء من جنسيات أخرى؛ سواء داخل السلطنة أو خارجها من المهتمين بالبيئة والبحث الميداني، إضافة إلى توزيعها على عدد من الشخصيات العلمية البارزة والمنظمات الدولية المعنية بالبيئة خارج السلطنة. ولفت إلى أن المركز يقوم حالياً بوضع إستراتيجية وخطة عمل علمية بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص في السلطنة وعدد من المنظمات الدولية المعنية بالبيئة؛ حيث ستسهم هذه الإستراتيجية والخطة في وضع الأطر العلمية الصحيحة والمناسبة لدراسة مفردات البيئة العمانية وتحديد أولوياتها والعمل على تنميتها واستدامتها، كما يقوم المركز بتنفيذ عدد من المشاريع البحثية المهمة بالتعاون مع منظمة ايرث ووتش منها مشروع دراسة الغطاء النباتي في منطقة الجبل الاخضر وجبل شمس بمحافظة الداخلية، ومشروع دراسة حيوان الوعل العربي في جبال الحجر، ومشروع دراسة النمر العربي في منطقة جبل سمحان بمحافظة ظفار، ومشروع دراسة المياه العذبة المرتبطة بالأفلاج "فلج لزع بولاية سمائل بمحافظة الداخلية نموذجا"، ومشروع الوحدة الميدانية البيئية المتنقلة لمسح التنوع الإحيائي بجبال الحجر، إلى جانب تنمية وتطوير القدرات البشرية العاملة فيه من خلال الدورات التدريبية الخارجية والداخلية، وذلك بهدف مواكبة المستجدات العلمية والتكنولوجية في المجال البيئي.

 

تعليق عبر الفيس بوك