استعراض مجالات التنافس على جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب في "تطبيقية صلالة"

برعاية حصرية من "أوكسيدنتال عمان"

 

المحروقي:جائزة الرُّوية في تطور مستمر والإقبال على المشاركة في برامجها يتزايد

الطائي: "الرُّوية" تحرص على تنويع مجالات التنافس لاستيعاب اهتمامات المبتكرين الشباب

زعبنوت: إيجاد البيئة المحفزة للابتكار مسؤولية جماعية تستوجب تكاتف جهود مختلف الجهات المعنية

مقيبل:إعداد مناهج توجه المبتكرينإلى آليات ووسائل تنمية مهاراتهم أمر ضروري

العوادية:لابد من استغلال الموارد المتاحة في البيئة التعليمية لتنمية قدرات المبتكرين الصغار

 

 

صلالة - إيمان الحريبي - عادل البراكة

تصوير/ أصيل نصيب - طلال البراكة

 

رعى سعادة الشيخ عبدالله بن سيف المحروقي نائب محافظ ظفار فعاليات البرنامج التعريفي بجائزة الرُّوية لمبادرات الشباب في محطته السابعة بمقر كلية العلوم التطبيقية في صلالة، بحضور حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرُّوية والمشرف العام على جائزة الرُّوية لمبادرات الشباب وعدد من مديري العموم في القطاعين العام والخاص وطلبة المؤسسات التعليمية بمحافظة ظفار.

وثمّن سعادة الشيخ عبدالله بن سيف المحروقي نائب المحافظ وراعي المناسبة دور جريدة الرُّويةفي دعم المبادرات الشبابية منذ سنوات، وقال إنّه يُتابع تطور ونمو الإقبال على المشاركة في منافسات جائزة الرُّوية من عام إلى آخر، وما تحققه من أهداف نتمنى استمرارها لما لها من عوائد إيجابية على مجتمعنا المحلي وخاصة فئة الشباب ونتمنى من جميع الشباب الاستفادة من برامج المبادرة والخروج بأكبر استفادة ممكنة تعود عليهم بالنفع من خلال بلورة أفكارهم وإبداعاتهم وتحويلها إلى واقع ملموس.

أهمية دور الشباب

وبدأ برنامج الحفل، بالترحيب براعي المناسبة والضيوف واستهل رئيس التحرير حاتم الطائي الفعالية بكلمة أشار فيها إلىجانب من مضامين البيان التاريخي الأول لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه، حيث قال الطائي إنّ لقاء الرُّوية بشباب محافظة ظفار الواعد وما نحن بصدده من فرح نوفمبري يتوج مسيرة 45 عامًا من النهضة العمانية المباركة تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- يقودنا إلى أن نجدد مافي ذلك الخطاب التاريخي من مضامين ورؤى سامية حكيمة من لدن مولانا قائد البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه-.

وقال رئيس تحرير جريدة الرُّوية والمشرف العام لجائزة الرُّوية لمبادرات الشباب إنّ ذلك الخطاب به الكثير من المعاني والرؤى التي تستشرف تاريخ عمان العظيم في الماضيويدعو فيها جلالته أبقاه الله إلى أن يكون الخلف خير خلف للسلف الماضي الذي حقق الكثير من الأمجاد والانتصارات والإنجازات العمانية العظيمة والتي جعلت من بلادنا الغالية بلاداً ذات تاريخ عظيم وشكل هذا التاريخ جزءًا كبيراً من الشخصية العمانية وفلسفتها التي بلورها قائد النهضة العمانية بحكمته ورؤيتها وصواب توجهه منذاللحظات الأولى للنهضة العمانية المباركة.

وزاد الطائي أن كل ما جاء في مضامين ذلك الخطاب يحثنا جميعا دون استثناء للمزيد من العمل والاستفادة من كل تلك المعطيات والتاريخ والإرث الحضاري العريق والمجالات لمثل تلك الممارسات التي تستنهض الهمم وتدعو للعمل والحفاظعلى المنجزات العمانية كثيرة ونحن في جريدة الرُّوية ومؤسسات القطاع الخاص بادرنا لأن نأخذ بأيدي الشباب ضمن نهج فلسفي مستوحى من تلك الرُّوية السامية التي تجدد وتدعو على الدوام للمشاركة البناءة والفاعلة في كل الاتجاهات والمجالات ولذلك تأتي جائزة الرُّوية لمبادرات الشباب وهي تخطو خطى واثقة نحو عامها الثالث كنموذج لهذه الممارسة العملية والتطبيق الفعلي لدور الرُّوية في ركب النهضة العُمانية المُباركة.

وأضاف الطائي أنّ ذلك البيان التاريخي تصحبه رسالة ومجد عظيمين وعلى الشباب أن يكون على نفس مستوى الأسلاف وأن يأخذوا كل تلك المفردات والرسائل والمضامين على محمل الجد. وتابع الأستاذ حاتم الطائي قائلاً إن بداية تحقيق الطموح والأهداف تبدأ بهدف ويجب أن يكون لدى كل منّا هدف يسعى بكل جهد لتحقيقه وأشار إلى أنّ مسألة المهارات والقدرات لايمكن أن ينكر أيّ أحد منّا أنه لايملكها وقد تتفاوت ولكنها متوفرة لدينا جميعاً ويبقى عامل الهمة والإصرار على تحقيق الهدف هو المحك الذي يُحلق بنا لسماء وعالم الإبداع والتميز وتحقيق الذات.

وأوضح رئيس تحرير جريدة الرُّوية في كلمته الافتتاحية في اللقاء التعريفي بمحافظة ظفار أنّ الجائزة تراعي في كل عام أن تكون بصورة متجددة تستوفي في فئاتها أغلب مجالات الإجادة للشباب وفي كل دورة لها سمة تميزها وهذا العام اخترناأن يكون النصيب الأوفر للابتكار العلمي وذلك حتى نُعزز مهارات شبابنا في مجال الابتكار وفروعه المختلفة بالإضافة إلى فروع أخرى مختلفة.

 

تنوع مجالات الجائزة

 

وقدمت العرض التعريفي للجائزة فايزة بنت سويلم الكلبانية رئيس قسم الاقتصاد بجريدة الرُّويةوتناولت مجالاتجائزة الرُّوية لمبادرات الشبابالثمانية وقالت إنها تتضمَّن: جائزة الرُّوية لمبادرات الشباب (مجال الابتكار العلمي)؛ وتشمل: الإلكترونيات والطاقة المتجددة والروبوت التي تتوافر كافة تصاميم تنفيذها. وجائزة الرُّوية لمبادرات الشباب (في مجال الثقافة والآداب) وتتمثل في النص المسرحي. وجائزة الرُّوية لمبادرات الشباب (في مجال الفنون)؛ وتُمنح هذا العام لأفضل ثلاثة أفلام قصيرة، إلى جانب جائزة الرُّوية لمبادرات الشباب (أفضل مشروع إعلامي)؛ وتتضمن: مبادرة إعلامية مثرية للمجتمع أو إلكترونية هادفة. وكذلك جائزة الرُّوية لمبادرات الشباب (أفضل مشروع إلكتروني). إضافة إلى جائزة الرُّوية لمبادرات الشباب (الأعمال التطوعية)؛ وتُمنح هذا العام لأفضل ثلاث مبادرات أو مشروعات ساهمت في خدمة المجتمع بشكل مباشر أو على صعيد التوعية والتثقيف (لا تدخل فيها الأعمال الخيرية).

أما عن أبرز شروط الترشح، فقالت يشترط أن يكون المرشّح عُماني الجنسية؛ وتستهدف الجائزة الشباب العُمانيين المبدعين، وطلاب المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، والأفراد، والجماعات، والفرق الشبابية الأهلية. وأن يتراوح عمر المتقدم للجائزة بين 18 إلى 40 سنة باستثناء مجال الابتكارات العلمية - الروبوت فالمجال مفتوح على أن يكون عُمر المتقدِّم من 6 سنوات فصاعدًا. وأضافت أنّه لا يجوز أن يتقدَّم المرشح إلا لمجال وفرع واحد محدَّد من الجائزة، لكن يجوز أن يُشارك المرشح بأعمال له مُشتركة مع آخرين. وتستمر فترة التسجيل للجائزة بتاريخ 31 أكتوبر 2015.

 

بيئة محفزة للابتكار

 

واشتمل البرنامج على ندوة بعنوان (نحو بيئة محفزة للابتكار) وتسلط الضوء على المحفزات لبيئة تدعم الابتكار وتشجع المواهب. وتهدف الندوة المصاحبة للبرنامج التعريفي بالجائزة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الابتكار وتعزيز القدرات البحثية والابتكارية التعليمية، وتشجيع المؤسسات التعليمية لتكون بيئة محفزة وحاضنة للابتكار والمواهب المختلفة للشباب ودعوة المبتكرين والموهوبين والمبدعين للمشاركة والتعريف بمواهبهم ومشاريعهمإضافة إلى الترويج للابتكارات والمشاريع الرائدة من خلال جائزة الرُّوية لمبادرات الشباب وكذلك تبادل الخبرات والتجارب ومناقشة أبرز التحديات وستناقش الندوة عدداً من المحاور منها تعريف بيئة الابتكار المناسبة لابتكارات ريادية: كيف يمكن تحقيقها؟ وكيف يمكن إيجادها؟ وناقشت الندوة دور المؤسسات التعليمية في تعزيز بيئة الابتكار: الآليات وسيتم تسليط الضوء على واقع الابتكار في السلطنة، وماهي أبرز التحديات التي تحد من انتشار ثقافة الابتكار والإبداع لدى الشباب ودور القطاع الخاص في تعزيز بيئة الابتكار وأخيرًا تحديدأفضل السبل لإيجاد بيئة ابتكار إبداعية.

وشارك في الندوة الدكتورزايد بن أحمد زعبنوت، عميد كلية العلوم التطبيقية بصلالة والدكتورسالم بن عقيل مقيبل، الرئيس التنفيذي لمركز الرُّوية للتنمية البشرية وآمنة بنت خادم العوادية، مديرة دائرة تقنية المعلومات بتعليمية ظفار وبدر بن أحمد الحبسي، مشرف بمركز الاستكشاف العلمي بإبرا بتعليمية شمال الشرقية والمهندسعوض بن سعيدالسعدوني، باحث علمي ويدير الندوة الدكتورأحمد بن عبدالرحمن بالخير، مساعد العميد بكلية العلوم التطبيقية بصلالة للشؤون الأكاديمية.

واستهل الدكتور أحمد بالخير مدير الندوة المحاور بطرح سؤال لتعريف معنى الابتكاروالإبداعمن قبل المشاركين في الندوة وقالإنالإبداع عبارة عن عملية أو أسلوب أو طريقة لإنشاء شيء جديد من غير مثال سابق. والإبداع يشمل الابتكار والاختراع.أما الابتكار فهو إيجاد طريقة جديدة لاستخدام اختراع سابق بشكل مُفيد.

وقال الدكتور زايد زعبنوت عميد كلية العلوم التطبيقية بصلالةخلال الندوة: يجب ألا يقترن الابتكار بمؤسسة المدرسة أو المنزل أو الجامعات والكليات فقط، بل يجب إيجاد البيئة المحفزة للابتكارات في كل مكان وهي مسؤولية جماعية بين كل المؤسسات والأفراد، مشيرًا إلى أنّها حلقة متصلة تتكامل فيما بينها للوصول للهدف المطلوب وهو إعداد مبدع ومبتكر يخدم نفسه ويفيد وطنه وهو مايجب أن نسعى إليه جميعًا. واقترح عميد كلية العلوم التطبيقية بصلالة في إطار تحفيز بيئة الابتكار في السلطنة أن تكون هناك جائزة وطنية تدعم الابتكار وتمنح للمجيدين في مجالات مختلفة.

 

توجيه ودعم المبتكرين

وأكد الدكتور سالم بن عقيل مقيبل الرئيس التنفيذي لمركز الرُّوية للتنمية البشرية على ضرورة الاهتمام بالنشء وتهيأتهم على النحو السليم الذي يسهم في إيجاد أجيال سوية وتعي أهمية دورها في التنمية والبناء. وأشار مقيبل في حديثه ضمن محاور ندوة (نحو بيئة محفزة للإبداع) إلى أن وجود مناهج توجه الطالب إلى الطريق السليم وتجعل منه شخصية توظف مالديها من موهبة وذكاء وقدرات ومهارات لتقديم نمادج رائدة وإبداعية أمر ضروي، مشددًا على ضرورة تبني نظرية الذكاءات المتعددة في التعليم وتحديد الشخصيات والقدرات العقلية للطلبة وتقديم المنهج المناسب لتلك العقليات وهو أمر يسهم بشكل كبير في إيجاد جيل مبدع يكمل مسيرة البناء والتنمية الشاملة في بلادنا.

وأشاد الدكتور سالم بن عقيل مقيبل بالدور الكبير الذي يلعبه مجلس البحث العلمي في تعزيز بيئة الابتكار والحث على البحث العلمي وقال إنّ واحدة مما يمكن أن نسميها تحديات لتفعيل وتعزيز بيئة الابتكار والبحث العلمي عدم وجود المراكز المجهزة والتعليم الذي يقود للابتكار بأدوات مناسبة ومجهزة لهذا الغرض. ودعا مقيبل إلى ضرورة تفعيل دور الأندية العلمية في المدرسة لما لها من دور فاعل في تعزيز بيئة الابتكار.

وتطرق مدير الندوة الدكتور أحمد بالخير مساعد عميدة كلية العلوم التطبيقية بصلالة للشؤون الأكاديمية المساندة إلى مناقشة الحضور حول منظومة الابتكار وواقع التعليم الذي يرى فيه انطلاقة لتحقيق الابتكار وإيجاد بيئة الابتكار المنشودة.

وقالت آمنة العوادية مديرة دائرة تقنية المعلومات بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار إنّ دور المدرسةفي دعم الابتكار هام جدا. وبالمقارنة بين ماتوفر في السابق من إمكانيات وتجهيزات داخل المدارس والوضع الحالي نجد فارقًا كبيرًا، إلا أنّه في كل جيل يسعى أصحاب الهمة العالية والطموح إلى توظيف المتاح من أجل تحقيقأحلامهم وطموحاتهم المنشودة.

وأشارت إلى أهمية استغلال الموارد المتاحة في أيمؤسسة من أجل تحقيق الابتكار المطلوب حيث إنّكل التجهيزات تهدف إلى التطوير والتجويد وعلينا أن نكون أول من يستفيد من كل مايتاح لنا في بيئة العملمن أجل الارتقاء بما نُقدم. وقالت إن توافر الدافعية هو نقطة الانطلاق الحقيقية نحو تحقيق الابتكار فالإمكانيات والوسائل متوفرة.

واستعرض المهندس عوض السعدوني وهو باحث علمي جانباًمن تجربته في مجال البحث العلمي وقال إن الأخذ بأيدي الباحثين والمهتمين بالابتكارات العلمية أمر ضروري وقال إنّتوثيق الابتكارت العلمية وتسجيلها يمنح الباحث أو المخترع حقوقه ويحميهمن أي سرقة. وأكد على أهمية أن نكون جادين في هذا النهج حتى نرتقي بيبئة البحث العلمي في السلطنة. وشدد على ضرورة المرونة في استيعاب مشاريع المبتكرين وتشجيعهم لتقديم الأفضل من خلال تبسيط الإجراءات.

ومن جانبه، أشار بدر الحبسي مشرف بمركز الاستكشاف العلمي بإبراء بتعليمية شمال الشرقية إلى الجهود التي يقوم بها المركز في إطار تعزيز بيئة الابتكار والبحث العلمي وقال إنّ المركز يبذلجهوداً كبيرة وهو نموذج فريد لبيئة البحث العملي التي تحفز الطلبة على الإبدع والابتكار والاختراع.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك