مدرسة الحياة...!


مدرين المكتوميَّة


في مدرسة الحياة نتعلَّم كلَّ يوم شيئا جديدا، نُخطئ لنتعلم، نجرِّب لنستفيد، نقع لننهض، ونختار لنكتشف.. نمُدَّ أيدينا لأحدهم فيخذلنا، وآخر يرافقنا إلى نهاية الدرب. هكذا هي الحياة: مُعتركات مُختلفة وطرق وعرة، وسماء ملبَّدة بالغيوم، وبحر هائج يجرفنا للمجهول؛ ليخبرنا بأنَّ هناك ميناءً يُمكننا الوصول إليه ذات يوم لتحقيق مبتغانا.. ومن هنا جاءت المقولة الشهيرة "اعرف نفسك"، حاثَّة الجميع على التعلُّم والاستفادة من الأخطاء؛ إذ ليس هناك أحد معصوم والخطأ ليس نهاية المطاف، وأنَّ النجاح الحقيقي في عدم تكرار الأخطاء.

نعيش حيواتنا وكلٌّ منا يقاتل على كافة الجبهات من أجل تحقيق أحلامه؛ في العمل، في حياته الاجتماعية أو حتى العاطفية.. ولن يمكننا العبور إلى شاطئ الأمان دون خوض غمار التجربة، فهي الشيء الذي يُكسبنا الخبرة الكافية لتجاوز عثرات اليوم إلى حيث فضاءات المستقبل المنتظر. وفي رأيي أنه من أجل ذلك كان سن الأربعين هو سن اكتمال الرُّشد؛ حيث يكون المرء منا قد عاين بأمِّ عينه من التجارب ما يؤهله لأن يتخطى أية عقبات قد تطرأ على حياته فيما بعد.

... إنَّ التجارب التي نمرُّ بها دوما تُكسبنا مهارات التعاطي مع الواقع الجديد؛ حيث تمنحنا القدرة على الاختيار وتمييز الصواب من الخطأ، وهو ما يدحض فكرة "المثالية المطلقة"، ومن أراد الثبات على الطريق فعليه أن يتحمَّل ويُثابر ويتخطى عثراته من أجل الوصول لحلمه، فكما قيل "كي تبني قادمًا أجمل عليك أن تخطط له".

إنها دعوة للتفاءل، دعوة للعمل، دعوة للانطلاق من الخنادق الضيقة إلى حيث عالم أرحب؛ عبر منهاج حياتي يقوم على عدة أسس؛ منها: أن نكون ممتنِّين لكل الأشياء من حولنا لنضمن تواجدها الدائم معنا، وعلينا أنْ لا نيأس حال تعرَّضت أمنياتنا للتعثر؛ فقدرتنا على الحلم كل يوم وكل ساعة كفيلة بأن تمنحنا الأمل في غدٍ أفضل، فإنْ عاشت النفس بكل عزيمة وإصرار نحو بذل المزيد وتحقيق الأهداف وعدم الوقوف عند النهايات والتحديات، ستستطيع أن تحقق ما تريد، فمن لم ينجح في وظيفته سيأتي الوقت الذي يستقر فيه في عمل يحبه، ومن لم تنجح علاقته العاطفية سيسخِّر له القدر الشخص المناسب في لحظة ما.. كل ذلك بـ"الإيمان والرغبة والعمل" فقط؛ إيمانه بأن له ربًّا كريمًا يرزقه، ورغبته في تحقيق آماله، وعمله لبلوغ مرامه.

... إنَّ إيمان الإنسان بقدراته الذاتية الكامنة داخله كالسحر، يُغيِّر كلَّ شيء بلمح البصر ودون أن نشعر؛ لذلك هناك أشياء تأتينا على شكل هبات وهدايا، سعينا للحصول عليها؛ لأننا نعيش بأمل متجدد وإيمان قوي في غدٍ أفضل.


madreen@alroya.info





تعليق عبر الفيس بوك