مبتعثون للدراسة في الخارج يناشدون الجهات المعنية زيادة المخصصات الشهرية لمواجهة ارتفاع الأسعار

أكدوا ارتفاع تكاليف المعيشة في بريطانيا بما لا يتناسب مع ثبات قيمة العلاوة

مسقط - طالب المقبالي

يُعاني كثير من الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج من ارتفاع تكاليف المعيشة والسكن والنقل والماء والكهرباء والغاز، ويواجهون مصاعب جمة لا يستطيعون مجابهتها في ظل تدني المكافأة التي تصرف لهم شهريًا للمعيشة، مما يشكل عامل ضغط نفسي عليهم، ويشعرهم بعدم الاستقرار في جو دراسي ملائم خال من المشاكل. وتنقل "الرؤية" عن عدد من الطلبة المبتعثين للدراسة في المملكة المتحدة تفاصيل تلك المعاناة، لإطلاع المسؤولين بوزارة التعليم العالي على وضعهم المعيشي في ظل الارتفاع المحموم في الأسعار .

وقال عمر بن إبراهيم بن سليمان البحري يدرس في مدينة كوفنتريإنّ المملكة المتحدة هي واحدة من الدول التي تضم عددا كبيرا من الطلبة العمانيين المبتعثين للدراسة، ونظراً للإقبال المتزايد على بريطانيا حيث يفد إليها الناس من شتى بقاع الأرض يتسبب هذا التهافت عليها في ارتفاع قيمة الإيجارات وارتفاع أسعار الملابس، فيما تتضاعف أسعار المواد الغذائية والمأكولات في المطاعم والمقاهي، ويقف الطالب العُماني حائراً في الموازنة بين ذلك كله بقيمة مبلغ المكافأة، خصوصاً وأن كثيرا من الطلبة يقضون يومهم بوجبة واحدة فقط، حيث إنّهم مجبرون على تناول وجبة لا تزيد عن الخمسة باوندات، وهي في العادة ما تكون من الوجبات السريعة الغنية بالدهون والخالية من القيمة الغذائية، وعند نهاية الشهر يكون الراتب قد تناهشته الفواتير فلا يبقى في الجيب سوى بطاقة البنك الخالية من المال، وهو ما يجعل الطالب يقضي أغلب وقته في سكنه بين التناوب على شرب الماء وأكل الخبزوالجبن من جهة، والنوم من جهة أخرى حتى لو كان على حساب محاضراته في الجامعة.

وقال عمار بن جمعة الجرادي: وهو يدرس في مدينة ادنبره إنه يتقدم بالشكر إلى الحكومة الرشيدة لما تقدمه للطلبة المبتعثين من رعاية وعناية ونقدر للمسؤولين حرصهم الشديد على توفير كافة سبل العيش الكريم التي تكفل لنا البيئة الملائمة للتحصيل الدراسي المتميز، أما بشأن العلاوة الشهرية فإنّها تشكل أهمية كبيرة في مساعدة المبتعثين على توفير سبل الحياة الكريمة لهم بطريقة تكفل لهم تحقيق أقصى درجات التحصيل الدراسي واكتساب المعارف والمهارات التي من شأنها أن تساعدهم على تحقيق القيمة المُضافة في رفد مختلف قطاعات العمل بالكوادر البشرية المؤهلة عند العودة الى أرض الوطن، حيث تساعد تلك العلاوة في توفير متطلبات الحياة الأساسية من نقل وسكن وغذاء والتي هي في حقيقة الأمر نجحت خلال السنوات الماضية في تحقيق الغرض من وضعها، إلا أنه ونظرا لما يشهده العالم من طفرة في الغلاء المعيشي خاصة هنا في المملكة المتحدة وعلى وجه التحديد مدينة إدنبرة في كافة جوانب الحياة الاستهلاكية والخدمية، حيث أصبحت غير كافية لتوفير تلك المتطلبات للمبتعث فالمتمعن في الأسعار يجد أن متوسط أسعار النقل بلغت 40 جنيهاً إسترلينياً وبلغ متوسط إيجار السكن 420 جنيها إسترلينيا للشخص الواحد بالإضافة إلى تكاليف الكهرباء والغاز 80 جنيها إسترلينيا وفقاً لما نشرته BBC news Scotlandفي يوم ٢٢ يوليو من العام الماضي فإنّ أسعار الإيجارات ارتفعت بنسبة ما يزيد 6% وهي ما زالت تشهد ارتفاعا، في حين أن أسعار الغذاء ارتفعت في الفترة الأخيرة حيث إنّ متوسط ما يصرفه الطالب على المأكل يتراوح بين ١٠- ١٢ جنيها إسترلينيا في اليوم الواحد أي ما يعادل 360 جنيها إسترلينيا شهرياً مما يعني ان إجمالي العلاوة الشهرية أصبحت لا تكاد تفي تكاليف المعيشة، والدلالة على ذلك سجلت صحيفة scotsmanالإسكوتلندية في إحصائية نشرتها في الثاني والعشرين من أكتوبر من العام 2013 أن متوسط الصرف المثالي الأسبوعي للشخص في مدينة أدنبره ما يعادل 372 جنيها إسترلينيا أي 1488 جنيها إسترلينيا شهرياً، مما قد يضطر المبتعث إلى العمل أو التنازل عن حاجات ضرورية أو الاستعانة بالأسرة، مما يشكل عبئاً اقتصاديا على العائلة من جهة ومن جهة أخرى يؤثر على قدرة الطالب على العطاء بشكل أفضل لاسيما في ظل الخروج للعمل، مما يؤثر على نجاحه الدراسي وتفرغه لاكتساب المهارات العملية المتعلقة بالتخصص.

وأضاف الجرادي: نناشد حكومتنا الرشيدة إعادة النظر وقراءة واقع السوق والحياة في بريطانيا بشكل عام، وإدنبره بشكل خاص، حيث إنها أصبحت تنافس العاصمة لندن من حيث الأسعار وغلاء المعيشة، ونأمل في إعادة صياغة العلاوة الشهرية بطريقة أنسب تماشياً مع واقع متطلبات الحياة المعيشية في المملكة المتحدة، آملين المولى عزّ وجلّ دوام التوفيق والنجاح.

ومن جانبه، قال أمجد بن محمد البحري الذي يدرس بمدينة ليدز إنّ ما يشهده العالم اليوم من تزايد مستمر وملحوظ في الأسعار في شتى المجالات يستدعي من الميزانيات الدولية أن تجدد دراستها وتوسيع شموليتها لتواكب هذا التطور في الأسعار . ومن المعروف أنّ المملكة المتحدة واحدة من الدول التي شهدت تضخما كبيرا خلال العشر سنوات الماضية على سبيل المثال الفترة من 2010 إلى 2014 بلغ حجم التضخم 16.97٪ وهذه النسبة كبيرة نوعا ما، ونحن الطلاب المبتعثين إلى المملكة المتحدة نعيش معاناة حقيقية بناء على العلاوة التي نتقاضاها شهرياً ألا و هي 1015 جنيها إسترلينيا التي أصبحت لا تتماشى مع مستوى التضخم المستمر وغلاء المعيشة، كما أنّ الإيجارات أيضًا تزداد أسعارها يومًا بعد يوم ونتيجة لذلك فإنّ الطالب العُماني يجبر على استئجار السكنات التي تجمع بين الرخص والحالة الرديئة وغير الآمنة.

وقال زهران المعولي الذي يدرس بمدينة كاردف إنه من الملاحظ في السنوات الأخيرة حدوثُ تضخم مالي وارتفاع كبير للأسعار وغلاء في تكاليف المعيشة، بحيث أصبح المخصص المالي الشهري المعطى للمبتعث العماني في المملكة المتحدة عاجزا عن تغطية النفقات الكثيرة المتمثلة في السكن وفواتير الكهرباء والماء والإنترنت والنقل والمأكل والمشرب وغيرها من النفقات الأخرى الهامة كالملبس وشراء المستلزمات الدراسية، وغنيٌّ عن الذكر أن المبتعث في ظلِّ هذه الظروف لا يبقى له من المال ما يدَّخره للحالات الطارئة والأوقات العصيبة بل قد يضطر إلى الاقتراض أو البحث عن مصادر دخلٍ أخرى، وهذا بطبيعة الحال يخلقُ قلقاً ويؤثر سلباً على الحالة النَّفسية للمبتعث. لذلك نحن كمبتعثين ندعو الجهات المعنيَّة إلى التَّنبه إلى هذه المصاعب والعقبات المالية التي يواجهها المبتعثون ووضع الحلول المناسبة لها لأجل ضمان وجود بيئة من الطمأنينة والراحة للمبتعث تسمح له بالتفرغ للدراسة والإقبال عليها بذهنٍ صافٍ.

 

تعليق عبر الفيس بوك