الرياضة بديلا للنفط...!

يوسف البلوشي

تدخلُ الرياضةإلى عالم الاقتصاد من الباب الواسع؛ كونها الحل الأمثل للخروج من الأزمات الاقتصادية، لاسيما بعد تدهور أوضاع أسعار النفط، والتوقعات السوداوية حيال تكهنات المستقبل حولعودة الأسعارلوضعها الذي كانت عليه.

فقد بدأت الدول تعتمد على مصادر حيوية أخرى؛ مثل: استضافة البطولات الرياضية وإنشاء المواقع والأماكن الرياضية والفعاليات الرياضية التي تقل فيها التكلفة ويزيد عليها الإقبال. وتلعب البنية الاساسية للمنشآت الرياضية دورا مهما في تمكين الاقتصاد من حيث استقطاب أكبر عدد من الزوار والحضور، وتكون مهيَّأة بكل سبل الراحة والخدمات والجوانب الفنية والسلامة التي تعطي للمنشآت حضورا آخر، واستقطابا للمشاهدين ومحبي الرياضات المختلفة.

وأصبح تعزيز دور الرياضات الشعبية أمرا مهما في عمل بطولات محلية مهمة ودولية، وهي الأخرىتضف بُعدا جماهيريا فهي لها محبوها وعشاقها الدائمون.

وتقوم الرياضة الآن فيدول العالم بدور تعزيزييعطي الحيوية للسياحة والاقتصاد؛ لذا فإنَّ كل المعطيات تشير إلى أنَّ المردود الاقتصادي من وراء الألعابالرياضية والفعالياتوالأنشطة هو الحل البديل لترويج السياحة وتعزيز الاقتصاد؛ فالإنفاق على الخدمات والسلع المرتبطة بالحدث الرياضي يؤدي إلى انتقال أموال من جيوب السائحين إلى جيوب أصحاب هذه الخدمات والسلع المشتغلين بها؛ فيتفرَّع عن هذا الانتقال للأموال سلسلة أخرى من الإنفاق مثلالإقامة بالفندق للفرق الرياضية المشاركة والجماهير الوافدة المناصرة لفرقها من الجنسيات المختلفة، يتفرع عن هذا الإنفاق سلسلة أخرى من الإنفاق؛ ومنها: الإنفاق على الخدمات الفندقيةوالإنفاق على دخول المتاحف، إضافة إلىالإنفاق على المشتريات من المصنوعات التقليدية اليدوية وعلى المرشدين السياحيين.

كما أنَّالإنفاق على خدمات أعمال الصرافة والتأمين والاتصالات...وغيرها بلا شك يزيد معتدفق حجم الحركة السياحية الرياضية خاصة أثناء التظاهرات الرياضية -سواء المحلية أو الدولية- زاد الإنفاق العام على السلع الاستهلاكية؛ وبالتالي إلى ارتفاع معدلات الادخار مما ينشط هذه الصناعات والخدمات المتصلة بصناعة السياحة سواء بالطريق المباشر أو غير المباشر.

ولو أمعنا التركيز في بعض الدول التي بدأت باستغلال الرياضة لتكون موردا واعدا للسياحة، فإن أقرب مثال خليجي: قطر، التي تستضف ملفكأس العالم في 2022، إضافة إلى تصريحات مسؤوليهم التي تعتبر أنَّالمنشآت والمشروعات العملاقة التي تم تشييدها في قطر ليست آنية،وإنما ستساهم في تطور ونهضة البلاد، كما ستساهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات المحلية والعالمية، فاستثمار في هذا المجال له عوائد مجزية، كما أنه جاذب للاستثمارات العالمية.

لذا؛ يجب أن نركز مليًّا في هذا الجانب، ونصنع من رياضاتنا الشعبية والمحليةموردا للترويج السياحي والاقتصادي.

yousuf@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك