حل للأزمة أم شرارة حرب عالمية؟

يتفاقمُ الصراعفي سوريا يومًا بعد آخر؛ ليأخذ منحًى جديدًا هذه الأيام يُهدِّد بتحوُّل هذا البلد إلى ساحة ليست لتصفية خلافاتالقوى الإقليمية الضالعة في أتون الصراعفحسب، بل أرض معركة تتبارى فيها القوى العظمى "الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا"لاستعراض واختبار فاعلية ترساناتهما من الأسلحة الفتَّاكة التي تنهال من السماء على رؤوس المدنيين الأبرياءبدلا من استهداف الإرهابيين.

ولأنها المرة الأولى منذالحرب العالمية الثانيةالتي تنفذ فيها طائرات روسية وأمريكية طلعات قتالية في أجواء نفس الدولة، أصبح البلدان يتقاذفان الاتهامات بشأننتائجغاراتهما على سوريا، بدلا من تبنِّي مُبادرات سلمية لإنهاء الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، وطالت آثارها الكارثية المروِّعة البشر، ولم يسلم منها الحجر في شتى أنحاء سوريا؛ الأمر الذي دفع بنصف الشعب السوري إلى النزوح والهجرة؛ بحثاً عن ملاذات آمنة، وأماكنيتوافر لهفيها العيش الكريموتحفظ كرامته.

وتتصاعَد المخاوف من أنْ تتحوَّل سورياإلى بُؤرة تنطلق منهاالشرارةالتي تشعلمواجهة شاملة بين القطبين، وتوقِدنار حرب لا تبقي ولا تذر، لا سيما في ظل الإشارات التي تصدُر من كلاالجانبين عن تشكيكه فينوايا الآخر.

كما دخل حلف شمال الأطلسي على الخطبتشككه في التبريراتالروسية لواقعة انتهاك المجال الجوي لتركيا، مطلعهذا الأسبوع، والتي تُشير إلى أنَّها حدثتْ بطريق الخطأ، كما جاء تلميح الحلف إلى رَصْد حشد عسكري روسي كبير في سوريا يتضمَّن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط، كل هذا يشي بأن ثمةنزاعا كبيرا محتملا، ليس هدفه حل القضيةالسورية أو إنهاء معاناة الشعب السوري جراء الصراع الدموي الذي يرزح تحت وطأته، وإنمالتصفيةخلافاتالقوىالكبرى وتحقيق أجندتها الخفية.

تعليق عبر الفيس بوك