تعدد الزوجات.. الهروب من إهمال "الأولى" إلى جحيم المشكلات الأسرية

قال إنّ تجربة زواجه الثاني دفعت زوجته الأولى إلى الاهتمام بنفسها

رصد التجربة- مدرين المكتومية

خاض "م. ح"الرجل الأربعيني تجربة الزواج بشكل تقليدي دون معرفة سابقة أو مجال واسع للاختيار، فقد كانت العروس ابنة عمه، وأنجب منها أطفاله، ولم يربط بينهما مشاعر أكثر من مجرد احترام العلاقة العائلية، واستمرت حياته العائلية في هدوء وسكينة نسبياً. حتى مرضت زوجته بمرض السكر وانفتح عليها باب الأمراض المرتبطة، فشعر بأنّ زوجته غير قادرة على أن تقوم بواجباتها تجاهه على أكمل وجه، بل أصبحت تميل أكثر إلى البقاء لدى عائلتها وأهملت في سبيل ذلك حقوق المنزل والأطفال.

لم يكتف "م.ح" بمراقبة الوضع في صمت، وإنما ذهب إلى منزل عائلة زوجته وتحدث مع والدها، وهو عمه، بشكل مباشر: زوجتي تكاد تقضي أيام الأسبوع كلها معكم، لا في بيتي، ولا تعتني بي وبالأطفال إلا الخادمة، فإن كانت راضية بذلك الحال سألجأ إلى الزواج من أخرى، فما كان من العم إلا أن وعد ابن أخيه بأنّه سيتحدث مع ابنته ليعرف موقفها.

مرت الأيام، وكان شغل "م. ح" الشاغل البحث عن فتاة ليرتبط بها، وبالفعل تعرف على معلمة كان قد عجل في خدماتها البنكية بحكم طبيعة عمله، وبدأ في التقرب إليها، حيث كان لا يريد أن يرتبط بزواج تقليدي دون معرفة حقيقة بالطرف الآخر، وكانت المعلمة فرصةمناسبة له، وجدها جميلة وتتميز بلباقة في الحديث والمعاملات.

حاول "م . ح" أن يستفز زوجته في البداية بقوله إنّه سيتزوج عليها من معارف العائلة، لكنه وجدها لا تبالي بالأمر، مما شجعه على تكثيف لقاءاته مع المعملة التي يُريدها زوجة له، لكن بمواصفات وتصرفات الحبيبة، وصارحها بوضعه الأسري وعدد أطفاله ورغبته في أن تكون أم ثانية لأبنائه، ووافقت أن تشاركه حياته. فما كان منه إلا أن ذهب إلى عمه وأبلغه أنه سيتزوج، ولم يعترض العم لعلمه أن ابنته دفعت زوجها إلى ذلك التصرف في ظل إهمالها له ولبيتها. وعلى الجانب الآخر، سرد لوالدته تفاصيل لقائه بالعروس الجديدة وطمأنها على أنّها تحبه ولن تضر أبناءه في شيء، فوافقت الأم وذهبت معه ليتقدموا لخطبة الفتاة، وكان الرد إيجابيا، وتحدد يوم الزواج سريعا.

وفي يوم الزفاف، مرضت الزوجة الأولى وبقيت في المستشفى، فاضطر للبقاء معها في المستشفى، وفي الوقت نفسه لم يستطع الاعتذار أو تأجيل موعد عقد القران، فانتهت ليلته بأن بقي بين زوجة في المستشفى وأخرى في المنزل، خصوصًا وأن عمه لم يتفهم موقفه بأنّ يترك زوجته مريضة ويذهب ليقضي ليلة الزفاف مع أخرى، حتى أنه طلب منه أن يطلق ابنته، فرفض "م.ح" لأن زواجه من الثانية كان برضا واتفاق مع زوجته الأولى ووالدها.

وبعد أسبوع تقريبًا، خرجت الزوجة من المستشفى وقررت أن تذهب للبيت مع زوجها وأبنائها، وكانت زوجته الثانية تمارس طقوس الزوجه في المنزل، تطبخ وتغير الأثاث وتهتم بمظهرها، وبدأت الغيرة تشب بين الزوجتين، وبدأت الأولى تختلق المشكلات، مما دفع الزوجة الثانيةإلى رد السباب بالسباب. وتحول المنزل إلى صراخ في الليل والنهار.

وعن توقع الخلافات الزوجية، قال "م. ح" إنه بدأ التأخر عن العمل يوميًا وطوال اليوم بقي مشتت الذهن، فقد كنت أجد الزواج حلاً لكل المشكلات التي أعانيها، ولم يحدث. وما كان من أصدقائي إلا أن نصحوني باستئجار شقه لزوجتي الثانية وأعيش مع كل واحدة منهن يومًا، وكان الحل الأنسب لتجنب الخلافات في المنزل، وانتقلت للعيش في شقةإيجار مع زوجتي الثانية، وقسمت الأيام بينهن بالتساوي، وبدأت المشاكل تتلاشى، كما بدأت زوجتي الأولى تهتم بالمنزل وتهتم بنفسها، والحمدالله شعرت بارتياح أخيراً. لذلك يرى "م.ح" أن الزواج الثاني ليس نقمة، وإنما ربما يكون حلاً للمشاكل بشرط أن يكون الزوج قادرًا على الصرف على بيتين منفصلين.

تعليق عبر الفيس بوك