روسيا تدعو تركيا لتفادي "سوء تفاهم" بشأن اختراق المجال الجوي.. و"الناتو" يرفض "تبريرات" موسكو

عواصم- الوكالات

قال أناتولي أنتونوف نائب وزير الدفاع الروسي، أمس، إنَّ موسكو سترحب بوفد من وزارة الدفاع التركية لبحث تفادي وقوع أي "سوء تفاهم" في سوريا؛ حيث تنفذ روسيا وتحالف من دول غربية وحلفائها من الشرق الأوسط ضربات جوية.

فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، إنَّه يتشكك في الرواية الروسية لواقعة انتهاك المجال الجوي لتركيا في مطلع الاسبوع، والتي تشير إلى أنها حدثت بطريق الخطأ وطالب روسيا بعدم تكرار ذلك. وأضاف ستولتنبرج أن هناك تقارير تتحدث عن حشد عسكري روسي كبير في سوريا يتضمن نشر قوات برية وسفن في شرق البحر المتوسط.وتابع في مؤتمر صحفي: "لن أتكهن بشيء عن الدوافع، لكن هذا لا يبدو حادثا عارضا وهناك واقعتان"، مشيرا الى واقعتي التوغل الجوي في منطقة هاتاي واللتين قال إنهما "استمرتا فترة طويلة".والواقعتان اللتان وصفهما حلف شمال الأطلسي بأنهما "بالغتا الخطورة" و"غير مقبولتين" تسلطان الضوء على مخاطر تصعيد دولي في الصراع السوري في الوقت الذي تنفذ فيه طائرات روسية وأمريكية طلعات قتالية في أجواء نفس الدولة لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الاثنين إن مقاتلة من طراز سوخوي-30 دخلت المجال الجوي التركي على الحدود مع سوريا "لبضع ثوان" يوم السبت بطريق الخطأ بسبب سوء الأحوال الجوية. ويقول الحلف إن طائرة دخلت المجال الجوي التركي يوم الأحد أيضا وهو ما تقول روسيا إنها تتحرى صحته.ورفض ستولتنبرج التعليق على ما إذا كانت الطائرة الروسية ثبتت الرادار على المقاتلات إف-16 التي أرسلتها تركيا يوم السبت لابعاد الطائرة الروسية عن مجالها الجوي، وهو إجراء عادة ما يكون مقدمة لاطلاق النار.

وفي السياق، قال مسؤول أمريكي -طلب عدم نشر اسمه- لرويترزإنَّ انتهاك المجال الجوي التركي استمر لأكثر من بضع ثوان ووصف تأكيدات موسكو بأن الواقعة كانت بطريق الخطأ بأنها "بعيدة الاحتمال".وقال ستولتنبرج ان حلف شمال الاطلسي -الذي تقوده الولايات المتحدة وتركيا عضو فيه- لم يتلق "اي تفسير حقيقي" لما حدث. وصرح بأنه لم يجر أي اتصال مباشر مع موسكو لكن الحلف بحث امكانية استخدام خطوط الاتصال العسكرية مع روسيا.

وتريد الولايات المتحدة -التي تقود تحالفا لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق- تفادي جرها إلى حرب بالوكالة مع روسيا التي تدافع عن حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لن يرسل قوات برية إلى سوريا التي تخوض حربا أهلية أسفرت عن سقوط نحو 250 ألف قتيل.ولكن ستولتنبرج قال إن هناك تواجدا كبيرا للقوات الروسية في سوريا.وأضاف "يمكنني أن أؤكد أننا سجلنا حشدا كبيرا للقوات الروسية في سوريا.. قوات جوية ودفاعات جوية وأيضا قوات برية فيما يتصل بقاعدتهم الجوية وسجلنا أيضا زيادة في الوجود البحري".

وقال الجيش التركي إن مقاتلة من طراز ميج-29 مجهولة الهوية وأنظمة صاروخية متمركزة في سوريا "تداخلت" مع ثماني طائرات تركية من طراز إف 16 كانت تقوم بدورية على الحدود السورية يوم الاثنين.ولم يفسر البيان الصادر عن هيئة الأركان العامة المشتركة ما يعنيه بكلمة "تداخلت".وجاء البيان بعد واقعتي انتهاك للمجال الجوي التركي من جانب طائرتين روسيتين في مطلع الأسبوع.

تعليق عبر الفيس بوك