مكتبة الطفل.. الميلاد المنتظر!

 علي بن بدر البوسعيدي

خمس سنوات أو يزيد على التوجيه السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة بتدشين مكتبة عامة للطفل في منطقة القرم بمسقط، ظلَّ خلالها الشارع العُماني مُترقبا أن يَرَى المشروع النورَ؛ باعتباره مشروعا قوميا مهمًّا يُسهم في الارتقاء بمدارك أطفالنا من خلال فتح المجال أمام الأطفال لطرق أبواب الثقافة والمعرفة؛ سواء الدينية أو العلمية أو الأدبية أو الاجتماعية، فضلا عن المتعة والتسلية.

إلا أن هذه السنوات الخمس، وللأسف الشديد، لم تشهد حتى كتابة تلك السطور ميلاد هذا المشروع المهم والحيوي على الرغم من إنجاز المبنى منذ سنتين، نتيجة لعدة أسباب متشابكة؛ فوزارة التراث والثقافة -المعنية أساسا بالمشروع- ترى أنها أدَّت ما عليها بمجرد أن تمَّ إنشاء المبنى المخصَّص للمكتبة، وأنَّ الأمر الآن برمته في يد المسؤول عن إدراة المبنى، في حين هذا المسؤول يشترط وضع اسمه واسم عائلته على المبنى كشرط لإدارة المكتبة بشكل كامل.. وبين هذا وذاك يبقى الأمل في أن يرى مشروع المكتبة النور في الفترة القريبة المقبلة، خصوصا وعُمان على مشارف الاحتفال بعيدها الوطني الخامس والأربعين من عُمر نهضتها المباركة، حيث يحدونا الأمل أن يكون اكتمال مشروع المكتبة منجزًا جديدا يضاف إلى سجل منجزاتنا التنموية الواعدة.

والأمر من وجهة نظري يتعلق بـ"المسؤولية المجتمعية" سواءً من قبل الوزارة التي لم تتابع "اللمسات النهائية" التي تضمن للمكتبة أن ترى النور (باعتبارها جهة الاختصاص)، وكذلك المسؤول الذي يضع شرطا كهذا لإدارة مشروع قومي بحجم "مكتبة الطفل".

... إنَّ المسؤولية المجتمعية تفرض على كافة الأطراف المعنية معرفة المهمة الوطنية التي أُوكلت إليهم، خصوصا وأنَّ المستهدفين منها هم عماد المستقبل وأمل الغد، وأن تلك المرحلة العمرية من أهم مراحل النمو على الإطلاق في تكوين الاتجاهات الإيجابية لدى الطفل، وأن للقراءة أثراً كبيراً في مجال تربيهم والارتقاء بسلوكهم، إضافة إلى التعرف على خبرات وتجارب الآخرين في مختلف مجالات الحياة مما يجعل أطفالنا يعيشون بخيالهم ويستخدمون عقولهم ويكتسبون مجموعة من الأفكار والقيم والسلوكيات تعينهم في المستقبل على المساهمة في بناء الوطن وإكمال مسيرة النهضة والنماء التي ترفل في أثوابها عُماننا الغالية.

 

تعليق عبر الفيس بوك