المخططات الجديدة في ولاية الرستاق تعاني نقص الخدمات.. والمياه ورصف الطرق وإنشاء مدرسة بالمقدمة

 

◄ خليل الجابري: ينبغي شق الطرق وتمهيدها قبل بدء بناء المخطط

◄ الهطالي: مئات المنازل في حي الأمجاد تعاني من تطاير الغبار

◄ الرمحي: نطالب بالسماح بإقامة صلاة الجمعة في مسجد الحي لتخفيف معاناة المصلين

◄ إسحاق الجابري: التسارع العمراني بحي الأمجاد يستلزم إنجاز توصيل الخدمات

◄ الغافري: غياب واضح للمشاريع التنموية بالمخطط رغم النمو العمراني

 

 

 

 

شكا أهالي حي الأمجاد بولاية الرستاق من عدم توافر الخدمات الأساسية.. وأشاروا إلى أن المخططات الحديثة في الولاية تعاني من فقر الخدمات وتراجع اهتمام المسؤولين بها، رغم النمو العمراني المتسارع.

وطالب الأهالي الجهات المعنية بتوفير خدمات مياه الشرب والصرف الصحي والإنترنت ورصف الطرق...وغيرها من الخدمات التنموية التي تنعم بها قرى أخرى مجاورة. مناشدين المسؤولين سرعة إنجاز هذه الخدمات لتخفيف المعاناة عن كاهلهم.

ويُعدُّ حي الأمجاد من الأحياء الحديثة التي شهدت طفرة سريعة في العمران خلال بضع سنوات قليلة لا تتجاوز الأربع سنوات؛ فقد تجاوز عدد المنازل الحديثة بهذا الحي أكثر من ثمانمائة منزل، إلا أنَّها تفتقر إلى أبسط الخدمات والتي يُفترض أن تكون من ضمن الخدمات الأساسية عند الانتهاء من المخططات السكنية قبل توزيعها للمواطنين، خاصة وأنَّ غالبية السكان يأتون من الأحياء القديمة بالولاية، والتي كانت تتمتَّع بجميع الخدمات كالطرق والمياه والهاتف والإنترنت والصرف الصحي والمحلات التجارية والأسواق والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ومراكز الخدمات...وغيرها.

 

الرُّؤية - طالب المقبالي

 

 

 

 

غير أنَّ هذه المخططات تنعدمُ فيها كل هذه المقوِّمات، ومن أبسط الخدمات الملحة التي يطالب بها المواطن الكهرباء والمياه؛ حيث لا يزال الأهالي يعانون من عدم توافر المياه رغم قرب محطة التوزيع منهم؛ فيتكبدون مبالغ طائلة لجلب المياه إلى بيوتهم تصل إلى عشرات الريالات.

ويُعاني الحي من عدم تمهيد الطرق وفق المخطط الإسكاني لتحديد مسارات الطرق؛ مما يدفع المواطنين إلى شق طرق بأنفسهم وتحديد مسارات غير تلك المرفقة في المخطط.

 

رصف الطرق

وقال خليل بن ناصر الجابري من سكان الحي: إنَّ الحي يحتاج إلى رصف الطرق الرئيسية فيه، والطرق الفرعية كذلك، بما يضمن تسهيل الحركة، حفاظا على نظافة البيوت وصحة ساكنيها من الغبار. واوضح أنه أثناء سير السيارات على الطريق، تتطاير الأتربة على المنازل، نظرا لافتقار الحي للطرق -سواء المرصوفة أو حتى الممهدة في أحسن الأحوال- إذ كان من المفترض شق الطرق وتمهيدها قبل شروع السكان في بناء مساكنهم.

وأشار الجابري إلى أنَّ الحي في حاجة كذلك إلى خط أرضي للهاتف؛ بما يُسهِّل على السكان الحصول على خدمات الإنترنت المنزلي السريع، وهي الخدمة المتوفرة في كثير من القرى المجاورة.. لافتا إلى أنَّ الهاتف والإنترنت لم يعودا من أدوات الترفيه، وإنما من الأساسيات في حياة الناس كالكهرباء والماء...وغيرهما من الخدمات الأساسية. وأوضح أنه نظراً لبعد الحي عن ولاية الرستاق، فإن التغطية تكاد تكون معدومة في بعض الأماكن، خاصة تلك المتاخمة للجبال.

ومضى قائلا: إن سكان الحي يعتمدون على شراء الماء من خلال "التناكر" (الصهاريج)، علما بأن البعض يتسلم معونة والأغلبية لا يتسلمون، والماء هو شريان الحياة، ولا حياة للإنسان دون الماء. لافتا إلى أنه ونظراً لبُعد الحي عن مدينة الرستاق، فإنَّ أسعار شحنات المياه مرتفعة ومكلفة خاصة لذوي الدخل المحدود، كما أنَّ من بين سكان الحي أُسر من الضمان الاجتماعي يتسلمون معونة شهرية بالكاد تسد حياتهم المعيشية.

وقال يونس بن حمود الرمحي: إنَّ حيَّ الأمجاد بولاية الرستاق مخطط سكني كبير، إن لم يكن المخطط الأكبر على الإطلاق في الولاية. وأضاف بأنَّه للأسف الشديد يفتقر الحي لأقل الخدمات الأساسية اللازمة للمعيشة؛ حيث يشتمل الحي -بمراحله الخمس- على مئات المنازل ولا يوفر أدنى الخدمات من طرق داخلية وخدمية أو حتى مداخل من الشارع العام؛ مما يتسبَّب في حوادث متعددة للأسف. وعبَّر الرمحي عن دهشته من عدم اهتمام الجهات الحكومية بتوصيل المرافق العامة والخدمات الأساسية.. مشيرا إلى أنَّ الهيئة العامة للكهرباء والمياه لم توافق على إمداد المواطنين حديثي السكن بالمياه عن طريق الناقلات أسوة بسكان المنازل السابقة.

 

صلاة الجمعة

وتابع بأنَّه يُناشد وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الموافقة على إقامة صلاة الجمعة في المسجد القائم بالحي، وهو جامع كبير يتسع لكل الحي وتم بناؤه بتبرعات الأهالي.. مشيرا إلى أنَّ الأهالي يصلون الجمعة إما في مسجد أبو بكر الصديق بولاية العوابي، أو في مسجد الحلة بولاية الرستاق؛ مما يدفعنا للخروج مبكرا من منازلنا للصلاة، وفي كثير من الأوقات يصلي السكان الجمعة تحت لهيب الشمس الحارقة بعد امتلاء المسجد بالمصلين في أوقات مبكرة.

وقال رباح بن خلفان الهطالي: إنَّ عدد المنازل في حي الأمجاد خلال السنوات الأربع الماضية، بلغ قرابة الـ800 منزل، وحتى الآن لا تتوافر الخدمات الأساسية، باستثناء المدرسة التي تم افتتاحها هذا العام.

وأضاف بأنَّ أهالي المنطقة يعانون من شح المياه التي تنقل لهم عبر الصهاريج، كما يواجهون العديد من المشكلات في حالة تعطل المحطة والتي غالبا ما تتعطل. وزاد بأنَّ الأهالي يواجهون كذلك معاناة كبيرة من الطريق غير المعبد، والذي يتسبَّب في العديد من المشكلات، ليس أقلها الغبار المتطاير نتيجة سير الشاحنات التي تنقل مواد البناء في المنطقة.

 

تسارع عمراني

وقال إسحاق بن سيف الجابري: إنَّ مخطط حي الأمجاد يعد من المخططات التي تشهد تسارعا عمرانيا؛ فعلى امتداد أكثر من أربعة كيلو مترات تنتشر أراضي هذا المخطط الذي يفوق تعداد أراضيه الثلاثة آلاف قطعة، ولكن هذا المخطط للأسف خارج دائرة أبسط الخدمات، فلا طرق معبدة ولا شبكة مياه ولا محلات تجارية.

وأضاف الجابري بأنَّ الأهالي يعيشون يومياً معاناة الطرق الترابية التي تكلفهم الوقت والمال، فضلا عن معاناة طلاب المدارس مع الأتربة والغبار في الذهاب والعودة، ورفض أصحاب الحافلات الدخول إلى عمق المخطط لوعورة الطريق، مما يضطر الكثير من الطلاب للذهاب سيرا على الأقدام لمسافات طويلة رغم مخاطر الطريق. وتابع بأن المخطط يفتقد لتخزينات آمنة على جوانب مداخل الحي؛ الأمر الذي كان سببا في وقوع حوادث أليمة.

وقال سعيد بن مرهون الغافري: إنَّ الحركة العمرانية في حي الأمجاد بدأت منذ العام 2011 تقريبا، إلا أنها وبحكم موقعها الذي يتوسط ولايتي الرستاق والعوابي، أصبحت مكتظة بالسكان، وقد أدَّى نقص الخدمات بها إلى توقف البناء والتعمير فيها، علاوة على غياب المشاريع والأنشطة بالحي. وأوضح أنَّ الشارع المؤدِّي إلى المنازع وعر، وهو ما يتسبَّب في طرد السكان عن العيش في الحي، علاوة على عدم توصيل المياه إلى المنازل رغم وجود محطة المياه بالقرب من الحي بمسافة لا تزيد على الكيلومتر الواحد، كما أنَّ الحي يفتقر إلى الصرف الصحي لمياه المجاري.

وأعرب عن خشيته من أنْ تتأخر هذه الخدمات؛ مما يفاقم من معاناة السكان ويزيد من حجم الضرر الملقى على عاتقهم. وتحدَّث الغافري عن تخوف الأهالي من قيام الجهات المختصة بتكسير الشوارع بهدف توصيل خدمات المياه والصرف الصحي؛ حيث من الأولى توفير هذه الخدمات عاجلا قبل إنشاء شبكة الطرق لتفادي التكسير، ورفع التكلفة الإجمالية للمشاريع، إضافة إلى حاجة الطرق للصيانة لمرور خدمات المياه والصرف الصحي. وطالب الغافري الجهات المختصة بتوفير الخدمات الأساسية للحي في أقرب وقت تزامنا مع توفير باقي الخدمات.

 

مطالب وآمال

وقال ياسر بن سليمان الهطالي: إنَّ مُخطَّط حي الأمجاد بولاية الرستاق يُعدُّ أحد المخططات السكنية الحديثة التي شهدت نموًّا مضطردا خلال السنوات الخمس الأخيرة في البنية العمرانية، وفي الوقت ذاته يفتقد إلى أبسط الخدمات الواجب توافرها في المخططات السكنية الحديثة. وأوضح الهطالي أنَّ المخطط يفتقر إلى الطرق الداخلية؛ فنظرا لانعدام الطرق الداخلية المسفلتة والممهدة في المخطط ولعدم وجود خط واضح يحدد مسار الطرق الداخلية بين التجمعات السكنية مما يجعل الأهالي يُنشئون ذاتيا طرقًا داخلية "ترابية" قد تمرُّ بعضها بقطع أراضي ملك.

وتابع بأنَّه على الرغم من مناشدة الأهالي للجهات المختصة المتمثلة ببلدية الرستاق ودائرة الإسكان بالولاية بشأن الموضوع، إلا أنَّنا لم نرَ إلا الوعود وعدم التجاوب، والكل يُخلي مسؤوليته.

وعن الطريق الرئيسي المرصوف الذي يربط الولاية بولاية العوابي، قال إنه شهد ازديادا مضطردا في أعداد سالكيه؛ مما تسبَّب في كثرة الحوادث والوفيات به؛ نظرا لعدم ازدواجيته وتعدد المداخل والمخارج وغير الممهدة، كذلك عدم وجود أكتاف على جانبي الطريق؛ مما يُشكل خطورة كبيرة على سالكيه، فضلا عن انعدام الثقافة المرورية لدى بعض سالكي الطريق المترجمة في التهور والسرعة الزائدة.

 

شبكة المياه

ومضى الهطالي قائلا: إن المنطقة تعاني من عدم توصيل شبكة توزيع المياه للمنازل رغم وجود محطة تزويد المياه الحكومية في المخطط؛ حيث يتمُّ تزويد بعض المنازل بالمياه الحكومية عن طريق ناقلات المياه "الصهاريج" نقلتين في الأسبوع بسعة (650 جالون) لكل نقلة، التي غالبا لا تُلبِّي الغرض والاحتياجات المنزلية؛ مما يجعل رب الأسرة يستزيد بناقلة ثالثة من حسابه الشخصي. أما البعض الآخر، فيشتري المياه بنفسه، وكان الأولى من الهيئة العامة للكهرباء والمياه -ممثلة بدائرة خدمات المشتركين بالمحافظة- أن تأخذ في الحسبان أن يكون للمخطط نصيب من المشروع الحكومي الحالي القائم على تزويد منازل مركز الولاية بشبكة أنابيب مياه التحلية؛ نظرا الوجود المحطة في المخطط ذاته، ناهيك عن كثرة الانقطاعات للمياه التي شهدتها الولاية وبعض ولايات السلطنة في الآونة الأخيرة ومطالبة الأهالي المستمرة بوجود بئر ماء احتياط في المخطط كبديل وقت للانقطاعات.

وتابع بأنَّ معاناة الأهالي مستمرة من ضعف شبكة الاتصالات المتنقلة مع انعدام شبكات الإنترنت التي أصبحت الحاجة إليها مُلحَّة في الحياة اليومية لقضاء الأعمال والترفيه كذلك، ورغم كثرة المخاطبات المرفوعة من الأهالي لمشغلي الخدمة، إلا أنَّ الوضع لا يزال كسابق عهده.

وأوْضَح الهطالي أنَّ المخطط يفتقر إلى مركز صحي حكومي أو عيادة خاصة لعلاج أهالي الحي ولإسعاف الحالات الطارئة؛ مما يجعل الأهالي يقصدون مركز ولاية العوابي أو مركز الرستاق الصحي الذي يبعد عن مخطط الحي ما يقارب الـ15 كيلومترا، فضلا عن الروائح والسحب الدخانية التي تصل للحي والناتجة عن محرقة ولاية العوابي، وهو مردم النفايات المحاذي للحي.

 

نقص الخدمات

وقال مُرشد بن راشد الكندي إنَّ المنطقة تعاني من نقص في مختلف الخدمات.. مشيرا إلى أنَّ الحي يفتقر إلى محل للمواد الغذائية يلبي الاحتياجات الضرورية العاجلة، وأيضا يعاني الحي من نقص واضح في الخدمات الأساسية مثل خدمات الإنترنت المنزلي التي لم تقم شركات الاتصال بتوفيرها حتى الآن، علاوة على ضعف الإرسال بالمنطقة الذي يُسبِّب انقطاعَ التواصل بشكل دائم. وتحدَّث الكندي عن وعورة الطرق؛ حيث تهالكت السيارات نتيجة لعدم رصف الطرق.. مضيفا بأنه ورغم ابتعاد محطة الماء عن منازلنا 300 متر، إلا أنَّه لم يتم توصيل الخدمة للمنازل عن طريق الأنابيب، ولكن يحصل الأهالي على المياه من خلال ناقلات الماء التي تزيد الأعباء على المواطن بمبالغ طائلة. وناشد الهطالي الجهات المعنية بسرعة تنفيذ هذه المشروعات وتوفير الخدمات الأساسية اللازمة.

تعليق عبر الفيس بوك