"نفق العامرات".. حاجة مُلحَّة!

إبراهيم الهادي

تتكاثف سُحب الغموض حول تأخُّر الجهات المعنية في التعاطي مع مشكلات طريق "عقبة بوشر-العامرات"، ففي حين تتضاعف أعداد الحوادث جرَّاءً المنعطفات الخطيرة، تَبْقى حال الطريق على ما هي عليه، في وقت تتعالي فيه الأصوات مناشدة بوقف نزيف الدماء عبر إدخال تغييرات على هندسية الطريق بتصميم نفق جبلي يُسهم بحل المشكلة؛ تأسيا بما تم مؤخرا من اعتماد خطط جديدة لربط بعض ولايات محافظة مسندم، في مسعى يقلل (من ناحية أخرى) المبالغ التي يتم صرفها من حين لآخر لتركيب سياج على الحجارة المتساقطة من الجبل، سيما وأن تكلفة النفق-وكما يقول خبراء الطرق- أقل بكثير من تكلفة الطريق القائم حاليا.

... إنَّ الكثافة المرورية التي بات يشهدها هذا الطريق تستدعي بشكل مُلحالإسراع في إقرار فكرة النفق لضمان سرعة تنفيذه، بحيث يربط بين قاطني جنوب ولاية العامراتبشمالها؛ فلم تعد العقبة سوى مصدر لمزيد من الخطورة والوعورة (باعتباري واحدا من مرتادي هذا الطريق يوميا). كما أنني لا أعتقدأنالأمر يتعلق بالتكاليف، حيث إن تكلفة النفق(من وجهة نظري المحدودة) لن تزيد على تكلفة تزيين بعضالدوارات بمجسمات أسماك القرش وسعف النخيل والتي تُرصد لها مبالغ مليونية بين الحين والآخر، خصوصا وأن الحاجةفعلا باتت ملحة لحل أزمة طريق عقبة العامرات-بوشر.

ومناشدا بلدية مسقط، أطلب من المسؤولين عن تخطيط الطرق أنيأخذوا هذا الأمر على محمل الجد ووضعه في قائمة الأولويات؛ استنادا للتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- والتي تضع الأمنوالأمانعل رأساهتمامات الحكومة.. ومن هذا المنطلق يكتسب النفق الأرضيأهميتهبين "الضروريات القصوى"، خاصة بعدما شهدت ولاية العامرات كثافة سكانية عالية خلال الفترة الأخيرة وما استتبع ذلك من تنامي عدد مرتادي الطريق. كما لا تفوتني الإشارة إلى أن النفق "المنشود" سيسهل حركة المرور كذلك على سكان ولاية قريات وبعض ولايات محافظة جنوب الشرقية؛ حيث سيختصر عليهم قرابة العشرة كيلومترات، وهو بلا شك ما سيزيد الحركة الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة مسقط.

وفي السياق، أبعث برسالةإلى قيادة مرور محافظة مسقط حول الرادارات الموضوعة بشكل كثيف ببعض طرق العامرات؛ والتي لفت انتباهي وجودها بكثرة في أماكنلا تشهد حوادث أصلا، وأخص تلك الموضوعة بالقرب من لوحات حُدِّدت فيها السرعة بـ"40 كيلومترا" فقط في عقبة بوشر.. وهو ما يتطلب مراجعة أماكن بعضها، والتي يبدو أن مخططي الطريقومنفذيهلم يحالفهم التقدير الصحيح حيالها.

ibrahim@alroya.net

تعليق عبر الفيس بوك