تعزيز رفاهية الكوكب

اعتماد الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة لجدول أعمال التنمية المستدامة الذي سيحدد عمل التنمية العالمية خلال السنوات الـ15 المقبلة، يعد إنجازا هائلا بكل المقاييس كما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في افتتاح مداولات الجمعية العامة السنوية أمس .. إلا أن المحك يكمن في تطبيق ما تمّ التوافق عليه من نقاط وبرنامج عمل للعقد ونصف العقد المقبلين، وترجمة الوعود التي على الورق إلى تغيير على أرض الواقع .. خاصة في ظل حاجة العالم لتطبيق برنامج التنمية المستدامة لمعالجة واقع عدم المساواة الذي يرزح تحته العالم، ويُعاني من جرائه المستضعفون والمظلومون والمشردون والمهمشون والمنسيون..

عالم يُعج بأكثر من مائة مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وأكثر من ستين مليوناً اضطروا إلى الفرار من ديارهم أو بلدانهم لأسباب شتى، هذا عدا عن اشتعال أكثر من بلد في العالم بنيران الحروب والصراعات المدمرة والتي تقتات على أرواح الضحايا، وتلتهم مقدرات الشعوب وموارد الدول .. مما يرفع من سقف المعاناة إلى مستوى لم يشهده أيّ من الأجيال السابقة.

يواجه العالم في الوقت الراهن تحديات جمّة، ينبغي أن يكون للأمم المتحدة دور في مواجهتها والتغلب عليها وذلك تمشياً مع ميثاقها، واتساقاً مع أهدافها المرسومة .. ووفقاً لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.. وعلى جميع بلدان العالم المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة بذل المزيد من الجهد لتحمل مسؤولياتها إزاء إيجاد الحلول الملائمة لأزمة المهاجرين، والصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا ..

إنّ دول العالم مطالبة اليوم بإظهار الالتزام القوي بتنفيذ البرنامج الإنمائي في المستقبل والهادف إلى القضاء على الفقر المدقع والأمراض الاجتماعية بما يضع البشرية في صميم التنمية ويُعزز الرفاهية والازدهار على ظهر هذا الكوكب.

تعليق عبر الفيس بوك