سجال حول الفن والنسوية في احتفاء مختبر السرديات بمجموعة "الإشارة برتقالية الآن"

مسقط - الرُّؤية

شهدتْ الجلسة الاحتفائية بمجموعة "الإشارة برتقالية الآن" للقاصة هدى حمد، التي نظَّمها مختبر السريات العماني أمس الأول، سجالا واسعا حول الأيديولوجيا والفن وقضايا النسوية والجندر...وغير ذلك من المواضيع التي طرحت في الورقتين النقديتين اللتين قدمهما كلٌّ من: الدكتور مبارك الجابري والباحث مبارك الحمداني، وأدار الجلسة الباحث يونس النعماني؛ وذلك في النادي الثقافي.

وقدم الدكتور مبارك الجابري ورقة بعنوان: (أيديولوجيا الخطاب في "الإشارة برتقالية الآن")، خلص فيها إلى أن "الخطاب القصصي في المجموعة ينبني أساسا على استبطان لأيديولوجيا خطاب الجندر، يعرض الوعي الواقعي بأيديولوجيته المسيطرة، ولكنه يعرضه تهكما، ساعيا بذلك إلى تسويغ وعي ممكن أقصى ينبني أساسا على أيديولوجيا الخطاب النسوي الذي يعلي من شأن المرأة، ويسعى إلى تحقيقها، وإيجاد فعلها في الوجود، وتخليصها من سطوة الذكورة، وقد رأينا كيف حشدت المؤلفة لهذا الأمر كل ما استطاعت بدءا من العنوان، والصفحة التعريفية مرورا بالقصص وما تحمله من إشكالات، ووصولا إلى الغلاف.

وقدم الباحث مبارك الحمداني ورقة بعنوان: (نحو أنطقة المسكوت عنه اجتماعيا: قراءة سوسيولوجية في مجموعة "الإشارة برتقالية الآن"): قال فيها: لقد قدمت لنا هدى حمد نص "مشرحة اجتماعية" نصا عنوانه الأساسي في تقديري "قلق الهوية" الذي أبرزت له هدى "الذات الفردية" كموضوع للسرد الأدبي، ولكنه يعكس ما هو أبعد من ذات الفرد ويتجاوزها إلى ذات المجتمع في كينونته الحضارية والاجتماعية ومرحلته الآنية.إن أسئلة القلق والهوية أو قلق الهوية التي بثتها هدى في هذه المجموعة تتشابه مع غيرها من الأسئلة الصارخة للأنا، وتفعل فعلها عناك. تقلقها أو تروضها. تهيجها أو تطيح بأسباب توترها. ولا تترك لها فرصة للتخلص، وعلى نحو نهائي وصارم، من سطوة تلك الأسئلة التي تجتمع على تمثيل مأزقها الوجودي وتشعب تضاريسه. ذلك المأزق الذي يعود على الأنا، حين تفقد أدوات صده، بعديد الأهوال والمتاعب".

وفي ختام الأمسيةفُتح باب النقاش للحضور. وأعربت الكاتبة منى حبراس السليمية عن استغرابها من التركيز على البعد النسوي في القراءتين لقصص المجموعة، ورأت في ذلك تكريسا لرؤية محددة تشي باهتمام القاصة بقضايا المرأة فحسب.

وأكد الروائي محمد اليحيائي على أن الأدب لا ينبغي أن تحكمه الأيديولوجيا، مبديا خشيته من أن تتحول الكاتبة إلى "ناشطة نسوية" على حساب الأبعاد الفنية والإبداعية. الأمر ذاته أكده الروائي محمود الرحبي الذي أوضح أن العمل الفني والإبداعي لا يمكن أنيكون وثيقة تاريخية أو اجتماعية، وإن كان يستند في أساسه إلى الواقع الذي يعد صياغته فنيا ورؤيويا.

ورأت القاصة بشرى خلفان أن موضوع الجندرية تهمة جاهزة لجميع الكاتبات وليس لهدى حمد وحدها. مشيرة إلى أن جميعنا أناثا وذكورا في داخلنا مجموعة من الأفكار تشكل بدورها الأيديولوجيا الخاصة به.

ويتفق الدكتور محمد زروق مع بشرى خلفان أن الجميع لديه أيديولوجيا، وليس من باب الانتقاص أن يكتب النص برؤية نسوية. وقالت الكاتبة هدى حمد إنها ضد تجنيس الأدب، وتمنت لو تمت مناقشة المجموعة من النواحي الفنية والتقنيات السردية، بعيدا عن قضايا النسوية والأيديولوجيا. ويذكر أن الأمسية تأتي في إطار فعاليات "مختبر السرديات العماني" التي تسلط الضوء على المنجز السردي العماني، وتسعى للتعريف به داخليا وخارجيا.

تعليق عبر الفيس بوك