كيف سيتصرف برشلونة في غياب ميسي؟!

 

حسين الغافري

جاءتْ الإصابة التي تعرَّض لها نجم برشلونة في أول دقائق لقاء لاس بالماس لحساب الدوري الإسباني كالصاعقة -إن صح التعبير- على محبي كرة القدم أجمع قبل جمهور برشلونة العريض عبر العالم. فبالرغم من الفوز الضيق بهدفين لهدف، إلا أنَّ قلوب المتابعين وعقولهم تجاهلت أحداث المباراة وتفاصيلها والدخول في حيثيات صراعات اللقاء، وكانت تسأل فقط عن مدى خطورة إصابة ميسي وفترة غيابه عن برشلونة في الفترة المقبلة، في وقت تكفَّل فيه الأورغوياني سواريز بتأمين النقاط الثلاث بصعوبة نسبية من الضيف لاس بالماس الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء في صراع اللقب لهذا العام، واحتلال برشلونة لمركز الوصافة بعد سقوط ريال مدريد على أرضه وبين جمهوره بنتيجة التعادل السلبي أمام ملقا.

وفوق المتوقع، فقد تمَّ الإعلان الرسمي عن غياب ميسي لفترة تصل إلى الشهرين وهي صدمة معنوية لنجوم برشلونة قبل محبيه، ولعل تساؤل سواريز بين شوطي المباراة عن ميسي وصحته ومدى خطورة إصابته يثبت ذلك ويثبت قيمة ووزن غياب ميسي عن الفريق والمجموعة. وهو تحدٍّ جديد لبرشلونة لكيفية الظهور في الفترة المقبلة دون نجمه الأول، واختبار حقيقي عن مدى اعتماد وحسم بقية نجومه، ومن ثم هو تحدٍّ آخر سيعيشه انريكي (مُكرهاً) حول قدرته في تخطي الفترة المقبلة محلياً وأوروبياً!

حسابياً.. سيفتقد برشلونة والمنتخب الأرجنتيني لميسي لما يصل إلى اثنتى عشرة مباراة قادمة، ولعل الاختبار الأكثر جدية سيكون أمام أشبيلية في الدوري وبايرن ليفركوزن في دوري الأبطال الأوروبي وكذلك أربعة لقاءات أخرى في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا عام 2018م. وأكثر ما يزيد الأمور تعقيداً هو أن أداء برشلونة يُعدّ متراجع كلياً مع بداية الموسم رغم وجود ميسي، ولعلها أسباب مترابطة في بعضها البعض لما يقال إنَّ نجوم برشلونة يعيشون فترة إرهاق بدني رغم أنَّ الدوري في مراحله الأولى وهو ما يوضح كمية اللقاءات الكبيرة التي خاضها نجومه في العام المنصرم، أضف إلى مشاركة بعض نجوم قارة أمريكا الجنوبية في بطولة كوبا أمريكا بالتشيلي.

انريكي أمام اختبار حقيقي في قادم اللقاءات، وعليه أن يجد الخطة الملائمة لتجاوز أصعب شهرين سيمرّ بهما في مشوار تدريبه لبرشلونة، ومطالب قبل أي شيء بالنتيجة ومواصلة نسق الصعود بالأداء إلى حين عودة بقية الأسماء تدريجياً والوصول إلى فترة الانتقالات الشتوية على خير ما يرام حتى يتمكن إما من الحصول على انتدابات وتعزيزات للمجموعة أو إمكانية إشراك التركي توران والإسباني فيدال بعد انقضاء عقوبة الفيفا. شخصياً أرى أن إصابة ميسي جاءت نعمة لبرشلونة في هذا التوقيت، فعدا لقاء إشبيلية الصعب ومن ثم خيتافي فتبدو ورقياً باقي اللقاءات ليست بذلك التعقيد على نجوم كبار يملكهم الفريق الكتلوني وحتى لو تحدثنا عن لقاءات دوري الأبطال فهي ليست صعبة وأمر تجاوز المجموعة ولو لم يشارك ميسي طيلة المباريات فإن فرق الإمكانيات مع بقية الأندية واضح للعيان. ومن جهة أخرى، فإنَّ ميسي مرَّ بأعوام مرهقة للغاية ومشاركته بمتوسط ستين مباراة في العام الواحد منذ آخر إصابة أبعدته لفترة مماثلة في عام 2005م؛ فبالتالي الراحة مطلوبة حتى يعود أقوى قبل لقاء الكلاسيكو في نهاية نوفمبر المقبل. إلى ذلك الحين، تبدو الأمور تحتاج إلى اختبارات جدية قادمة لمن يقول بأن برشلونة هو ميسي وبدونه سيفقد الفريق قوته، فهل سيجد برشلونة وانريكي الطريق الصحيح في مواصلة النتائج الإيجابية؟! أرى أنَّ الأمور لن تتعقد وسيستمر برشلونة رغم هذه الظروف بنتائج جيدة، ولكن دعونا ننتظر.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك