ويبقى صوتك قرارك !

أمل بنت طالب الجهورية

تمر الأيام سريعاً، وتتوالى اللحظات التي تقترب بنا من موعد انتخابات الشورى للفترة الثامنة، كل شيء حولنا يشير إليها، الجلسات الحوارية، واللقاءات الاجتماعية، وكذلك الحراك الإعلامي الكبير بجميع مجالاته، وفي خضم هذه الأحداث جميعها تتردد عبارة "صوتك قرارك"؛ التي تستوقفني كثيرا وأنا أجدها معلقة على الطرقات وفي اللوحات الإعلانية والتوعوية، وأسمعها في البرامج والمحطات؛ولكن من المخاطب بها، هل العقول؟ أم الضمير الحي؟.

نحن ندرك اليوم بما وصل إليه أبناء الوطن من نضج فكري ومعرفي معنى أن نصنع للوطن مرحلة جديدة تنتقل به للأفضل، كما أننا نعي تماماً أنّ الواجب الوطني يدعونا جميعًا أن نمنح أصواتنا لمن يستحقها عن قناعة تامة بعيداً عن أي اعتبارات أو مجاملات؛ لأن هذا الصوت لن يشكل مصلحة شخصية ووقتية، بل سيُعيد صياغة حديثة لمفهوم الديموقراطية في الوطن، الديموقراطية الحقة التي تختار من تريد لتحقق من خلاله ماتريده لعمان.

إنّ المعايش للمرحلة الحالية وللحراك الوطني يستشعر أن ثمة شيء جميل يلوح في الأفق قريباً؛ لأن اهتمام المؤسسات والأفراد بصناعة الشورى الجديدة ينم عن وعي، ويكشف عن نضج أبناء المجتمع من مختلف الفئات، والتي ينتظر منها أن تكون على مصداقية طاهرة مع الذات أولاً خلال الفترة المقبلة لتختار مرشحها الأكثر كفاءة في يوم الاقتراع؛ فنحن لمسنا من خلال التوعية والحملات الإعلامية، وكذلك الجهود المختلفة مؤشرات جيدة للتعاطي مع المرحلة المنتظرة؛إلا أنّ الفاصل بيننا وبين ذلك الواقع هي الترجمة الفعلية، ووضع النقاط على حروفها في اللحظة الحاسمة التي لا يستطيع أي عامل أو مؤثر خارجي أن يتدخل فيها لنصنع القرار باختيارنا لمن نريد.

ولن نستطيع أن نجد مبرراً مقنعاً عن تراجعنا وتخاذلنا عن تلك العملية الوطنية بحجة أننا لم نجد من يستحق أن نعطيه صوتنا!!!

إنّ صناعة المرحلة القادمة من عمر هذه النهضة تحتاج لقناعة مختلفة بما يحتاجه منها رسم خارطة طريق الشورى في السلطنة؛ فما نجزم عليه أننا لن نجد شخصية كاملة تتوافق مع كل مانريد؛ولكن ثمت شخصيات كثيرة تمتلك من الخبرة والمعرفة وكذلك من السيرة الواضحة في العطاء والعمل من أجل عمان، وتستحق في المقابل أن ندعم وجودها كونها الأقرب لما نريد والأقدر على تحقيق الأفضل.

ويبقى هنا القرار لك أيها المشارك/ المشاركة في صناعة الغد الأفضل؛ فاختيارك هو اللبنة التي سترفع معها جميع أصوات الناخبين في كل عُمان لاختيارممثليهم في الشورى؛ فاحسنوا الاختيار ليكون البناء أكثر قوة، ويعكس مؤشرات مختلفة تغير واقعنا بشكل يعكس نضج المجتمع، ويؤكد أنك تصنع بصوتك قراراً مختلفاً، واختياراً أجمل لعمان.

*باحث إعلامي أول- مجلس الشورى العماني

Amal.shura@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك