تدافع منى .. الدرس المستفاد

حسناً فعلت المملكة العربية السعودية بالإعلان عن اعتزامها التحقيق في حادث التدافع الذي وقع بمشعر منى أول أيام عيد الأضحى المبارك ونجم عنه حتى الآن وفاة 769 حاجاً وإصابة أكثر من 900 حاج، في واحدة من أفدح الحوادث التي شهدتها المشاعر المقدسة خلال أكثر من عقدين من الزمن..

كما جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للجهات بمراجعة الخطط المعمول بها في موسم الحج، لتطوير هذه الخطط وضمان استيعابها للمستجدات بصورة أكثر شمولية، الأمر الذي يسهم في أداء الحجاج لمناسكهم في أجواء أكثر أمناً وطمأنينة بعيداً عن مخاوف التعرض للحوادث..

والحق يقال إنّ المملكة العربية السعودية تبذل جهوداً متعاظمة ومقدرة من قبل جميع المسلمين، في سبيل تهيئة كافة سبل الراحة للحجاج من منطلق استشعار مسؤولية خدمة ضيوف الرحمن باعتبار أنّ ذلك شرف لا يضاهى، وواجب لا ينبغي التقاعس عن أدائه على أكمل وجه..

ويقف شاهداً على حجم الجهود المبذولة، هذه المشاريع التي تمّ تنفيذها في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي المشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام..

إنّ الدعوة لتطوير خطط الحج، خاصة فيما يتعلق منها بتأهيل الكادر البشري العامل في خدمة الحجاج في مجال أساليب إدارة الحشود، أمر لا ينتقص أو ينال من جهود السعودية، بل يدعم توجهها ومساعيها للارتقاء المستمر بخدمات الحج..

كما أنّ هنالك جانباً متعلقاً بمسؤولية الدول التي يفد منها الحجاح، وهو ضرورة التوعية بالكيفية المثلى لأداء مناسك الحج في هدوء وسكينة بعيداً عن مسلك التدافع والتزاحم الذي تنجم عنه الكثير من الحوادث المفجعة..

إنّ الدرس المستفاد من حادث التدافع بمنى يتمحور حول العمل الجاد لاستنباط الخطط الكفيلة بعدم تكراره.

تعليق عبر الفيس بوك