طريق (العامرات- بوشر ).. وقفة

ابراهيم الهادي
السالك لطريق العامرات بوشر والذي يمر عبر سلسلة جبلية تلفت انتباهه اللوحات المحددة لسرعة المركبات والتي وضعت بصورة عشوائية في أماكن مختلفة من الطريق، ودون الرجوع حتى إلى المعايير المعترف بها عالميًا في تحديد السرعة بما يتواكب مع وعورة وخطورة الطريق.. فمثلا في الموضع الذي يمكن أن تكون فيه السرعة ثمانين كيلومترا أو مائة كيلومتر تجد أمامك لوحة تحدد السرعة بأربعين كيلومترا، وتحتها أو حولها يركن رادار أرضي متحرك تخطف أضواؤه المئات من المركبات يوميا.
المتأمل لمواصفات هذا الطريق يتساءل بين إعوجاج هندسته التي تحصد الأرواح جراء الحوادث المتكررة عليه وبين إمكانية عمل إنفاق أرضية لتختصر الطريق وتوصل بين ولايتي العامرات وبوشر بكل سهولة وروعة وبين وضع الرادارت وتحديد السرعة العشوائية، وبين هذا وذاك ما يلفت الانتباه أكثر هو الطريق الأرضي الذي يربط دوار المحج المتجه إلى العقبة، فقد حددت فيه السرعة بمائة كيلومتر في الساعة بينما حددت السرعة قبله بكيلومتر تقريبًا بثمانين كيلومترا وفي هذه المنطقة تحديدًا يوضع الرادار على اعتبار أن قائد المركبة يقود في سرعة مائة كيلومتر في الساعة ولا ينتبه لتحديد السرعة قبل الصعود إلى العقبة؛ فهل الهدف هو حصد الأموال أم سلامة المارة؟ وإذا أحسنا الظن وقلنا إنّ ذلك عملا بمبدأ السلامة المرورية فلماذا تتركز الحوادث فقط في المنعطفات الخطرة وبعض الأماكن ذات الإعوجاج الهندسي في الطريق. وأزيدكم من الشعر بيتا؛ وهو إنّ نفس ذلك الطريق بعد النزول من العقبة اتجاها إلى دوار المحج وضعت فيه لوحة واحدة فقط في بداية النزول لتحدد السرعة بثمانين كيلومترًا في الساعة، وهناك تكثر الرادارات لأنّ الطريق مزدوج وممتد وغير مزدحم فلا يضع قائد المركبة في ذهنه أنّ السرعة أصلا ثمانين كيلومترا، وتلقائية الملاحظة تكمن في عدم ضرورة وضع الرادار في هذا الطريق لعدم وجود خطورة فيه ولأنّ مسافته طويلة تصل الثمانية كيلومترات! وهنا تكمن أيضا مفارقة غريبة ففي نفس الطريق المتجه عكسًا حددت السرعة بمائة كيلومتر في الساعة ولم يجد قائدو المركبات تفسيرًا لذلك إلى اليوم.
ما يندهش له مرتادو طريق العامرات بوشر هو وجود الرادارات خلف الصخور بالقرب من اللوحة التي حددت فيها السرعة بأربعين كيلومترًا للطريق فوق الجبل والذي تلقائية السرعة فيه هي مائة كيلومتر في الساعة.. ومجمل القول من هذا كله أنّ هذا الطريق فضلا عن إعوجاجه الهندسي وإمكانية وضعه في أنفاق أرضية أو الاستغناء عن المنعطفات باتجاه بوشر فإنّه يمكن أن يكون في مسار أسلس وأجمل وأكثر أمنًا لمن يشاهد الشق الطبيعي للجبل، وقد ترك للناظرين يتفكرون فيه، والأدهى والأمر هو أنّ الطريق أصبح لافتًا في وقوع الحوادث المؤسفة التي تقع فيه بشكل مستمر وبدلا من معالجته فقد استثمر لحصد المخالفات إلى جانب حصده للأرواح!.
ibrahim@alroya.net

تعليق عبر الفيس بوك