بادرة إنسانيَّة تجسِّد النهج الحكيم

 

مرَّة أخرى، تتكلَّل المساعي الإنسانية العُمانية بالنجاح في الإفراج عن أجانب في اليمن؛ حيث نجحت الوساطة العُمانية هذه المرة في الإفراج عن اثنين من المواطنين الأمريكيين، وثلاثة مواطنين سعوديين، ومواطن بريطاني، كانوا مُحتجزين أيضاً لدى الأجهزة الأمنية اليمنية، وتمَّ نقلهم إلى السلطنة تمهيداً لعودتهم إلى بلدانهم.

هذه البادرة الإنسانية تؤكِّد مجددا أنَّ السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تسعى حثيثا للقيام بواجبها الإنساني، وبما يتَّسق وموقفها الدَّاعي إلى ضرورة إيجاد حلٍّ سلميٍّ للصراع في اليمن، وإيصال رسالة في منتهي الأهمية تعكسُ وجهة النظر العُمانية القائلة بضرورة جلوس الفرقاء إلى طاولة الحوار للتوصُّل إلى مخرج سلمي من الأزمة التي تعيشها بلادهم جرَّاء هذا الصراع الدموي الذي يروح ضحيته الكثيرون من أبناء الشعب اليمني، ويهدد أمن واستقرار المنطقة.

ولقد حرصتْ السلطنة منذ اشتعال الحرب في اليمن على العمل الجاد والمخلص لإيجاد حلٍّ سلميٍّ يُبعد عن اليمن شبحَ الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة، تفتِّت نسيجها الاجتماعي، وتضعها في وجه دوَّامة اقتتال لا مُنتهية، وهذا السعي يأتي من مُنطلق الإدراك بأنَّ استمرارَ هذه الحرب على المدى غير المنظور قد يُمثل تهديداً لاستقرار المنطقة؛ الأمر الذي يُحتِّم بذل مزيدٍ من الجَهْد لإنهاء الأوضاع الحالية، وتشجيع الأطراف اليمنية على الحوار وتحقيق استقرار بلادهم.

وفي السياق ذاته، ما فتئت السلطنة تدعو الأمم المتحدة لاتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل إنهاء الحرب في اليمن، كما تحث الأطرافَ اليمنية على ضرورة نبذ الخلافات فيما بينها لضمان عودة الاستقرار والأمن إلى اليمن.

... إنَّ هذا النهج العُماني الحكيم في الدعوة إلى السلم والعمل على توطيد أركان الاستقرار في المنطقة، نابعٌ من صميم السياسة الخارجية العُمانية المتزنة التي أرسى قواعدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أيَّده الله- وهو نهج أثبت جدواه وفاعليته بشهادة الجميع.

تعليق عبر الفيس بوك