هل قلت أهمية دوري أبطال أوروبا عند الإنجليز؟

حسين الغافري

تابعت لقاءات زعماء إنجلترا مانشستر يونايتد وآرسنال ومانشستر سيتي في خضم الجولة الأولى من دوري أبطال أوروبا، وللأسف جاءت جميعها سلبية في نظر محبي كرة الإنجليز ودوريهم الذي يتسم بالسرعة القوية والتنافس الشرس فسقطوا أمام آيندهوفن الهولندي ودينامو زغرب الكرواتي ويوفنتوس الإيطالي على الترتيب، بينما كان انتصار تشيلسي على نادي الكيان المحتل برباعية بيضاء هو الفوز الوحيد الذي حفظ ماء وجه الإنجليز ولو أن نادي الكيان ليس بذلك الفريق الذي سيقارع تشيلسي المدجج بالنجوم!. لقاءات أولى لم تُقدم المُتعة الأسبوعية التي نشاهدها واعتدنا عليها في الدوري الإنجليزي، أحد أفضل الدوريات الكبرى على العالم إن لم يكن أفضلها على الإطلاق وبشهادة واسعة من محبي كرة القدم فوق البسيطة، ويحب أن يصنفه أغلب المحللين والنقاد على أنه في المرتبة الأولى (تنافسياً) ضمن دوريات العالم؛ لما يتمتع به من شعبية جارفة عالمياً وتنافس محتدم في كل الجولات الـ 38 ناهيك على القيمة السوقية والدعائية العالية التي تضخ من خلاله المليارات سنوياً وأوصلته إلى أرقام قياسية في النقل التلفزيوني وقيمة اللاعبين السوقية ومعدلات رواتبهم وهو ما يفسر اكتساحهم لسوق الانتقالات الصيفية الماضية بتعاقدات عالية القيمة.. ما يثير الاستغراب والدهشة في أول اللقاءات هو أن دوري عريق كدوري الأبطال الأوروبي والذي يُعدّ أعرق منافسة أوروبية وأشهرها بدأ يفقد ولو شيئا بسيطاً من زخمه (عند الإنجليز والأندية الإنجليزية) وهنا يكمن تفسير ذلك إلى شقين، أولهما: أن الأندية الإنجليزية أصبحت لا تغامر بالنزول بكل ثقلها في الحضور الأوروبي والمنافسات الأوروبية ولا تقاتل على الفوز بتلك الروح القتالية المعروفة عنها في لقاءات البريمر ليغ، وإنما أصبحت تدخل بشيء من الاستحياء البارد مثل محاولة الحفاظ على بعض نجوم الأندية على الدكة وعدم الزج بهم من صافرة الحكم الأولى كما شاهدنا في لقاءات الجولة الأولى للبطولة الأوروبية وهو ما يشير إلى اهتمامهم البطولة المحلية بشكل أكبر من الأوروبية!. ثانياً: العقلية التي تدور على مستوى الإدارة والمدربين واللاعبين يضعون الفوز بدرع الدوري الإنجليزي فوق بطولة دوري الأبطال وهو سبب مرتبط بالأول وكلها أمور تندرج تحت اعتبارات قائمة المشاريع التجارية العملاقة والتي أوصلت هذا الدوري لأن يثبت أقدامه كأكبر دوريات العالم تداولاً للمال.

والمثير أن هذا الأمر ينذر بأمر سلبي آخر، فضعف النتائج في مسابقة دوري الأبطال لا يتم تمريره وطيه بدفاتر النسيان عند القائمين على اليويفا، وإنما يخضع إلى تصنيف وتقييم مستمر، فالدوري الإنجليزي يمثله حالياً في البطولة أربعة أندية حاله كحال الليغا الإسبانية والبوندسليغا المتطورة يوماً بعد يوم والتي أخذت منذ أعوام بسيطة مقعد إيطاليا الرابع في دوري الأبطال بعد عاصفة التراجع الاقتصادي الذي ضرب إيطاليا وألحق بها خسائر اقتصادية لم تسلم منها الأندية الكبرى؛ مما أدى إلى هجرة النجوم وانتقالهم إلى فرنسا وأسبانيا وإنجلترا وألمانيا. هذا التراجع المستمر في الدوري الإنجليزي قد يحول المقعد الرابع في الدوري الإنجليزي لصالح إيطاليا. فحسابياً ومع استمرار غياب كل ممثلي الدوري الإنجليزي عن دور الثمانية بأقل تقدير (مثلما حصل العام الماضي) سيضع الأفضلية تقفز لإيطاليا في الظفر بالمقعد الرابع -إن ذهب روما أو يوفنتوس إلى أدوار متقدمة- والذي تتصدره الليغا؛ وذلك لتفوق أنديتها أوروبيا في آخر السنوات على صعيد دوري الأبطال الأوروبي أو اليوروبا ليغ. فهل هي مرحلة جديدة عند الإنجليز يضعون فيه الدوري الإنجليزي فوق كل المنافسات الأوروبية، واحتمال خسارتهم للمقعد الأوروبي الرابع دلالة على ذلك؟! وهل فعلياً أصبحت أهمية الدوريات الأوروبية مطلبا ثانويا؟! عموماً دعونا ننتظر لنرى حتى نهاية الموسم وما ستؤول إليه نتائج الأندية الكبرى.

تعليق عبر الفيس بوك