أو لم تُعلن الحرب بَعْد؟

 

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنَّ حكومته أعلنتْ الحربَ على المدافعين عن الأقصى، تطفحُ بالاستفزاز، وتعبِّر عن عنجهيَّة الاحتلال الذي مافتئ يصعِّد ضد الفلسطينيين، مُستهدفا حياتهم ومقدساتهم.

... إنَّ الحربَ التي يتوعَّد بها نتنياهو الفلسطينيين -خاصة حُماة الاقصي- هي حربٌ مُستمرة ولم تتوقَّف يومًا، ولم يخمد أوارها لحظة منذ اغتصبَ الغاصبون فلسطين، وجثم الاحتلال على أرضها.. حربٌ يومية تطال الفلسطينيين، تتعدَّد أشكالها قتلا وتشريدا وتنكيلا، وتتنوع آلياتها من ترسانة البطش الإسرائيلية.

إنَّ اجتياحَ قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد حلقة في سلسلة متصلة من الحروب يتفنن الاحتلال في إشعال فتيلها لتحقيق مآربه في التهويد والاستيطان والتمدُّد السَّرطاني على حساب الأراضي الفلسطينية، مُتغوِّلا على الحقوق المشروعة لأصحاب الأرض، وضاربا عرض الحائط بكافة المواثيق الدولية.

... إنَّ الحربَ التي يتحدَّث نتنياهو عن إعلانها قائمة بالفعل، ويدفع فاتورتها الفلسطينيون تضحيات ودماء. وكان الأحرى برئيس وزراء الاحتلال أن يكشفَ عن نواياه الحقيقية والمتمثلة في تعطُّشه إلى إراقة مزيدٍ من الدَّم الفلسطيني، مُتذرعا بحجج واهية ومبرِّرات فجة، وهي أنَّ المرابطين في المسجد من الفلسطينيين يرشقون القوات المعتدية على حُرمة الأقصى بالحجارة، وأنهم يُقابلون بالاستنكار وصيحات الاستهجان الاقتحامات الواسعة للمستوطنين والشرطة الإسرائيلية لساحات ثالث الحرمين، مع استخدام قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز والصوت.

إنَّ العربدة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، وانتهاك حرمته والاعتداء على المصلين واستفزاز مشاعر المسلمين في العالم، ينبغي أن تُقابل برد فعل من المجتمع الدولي يتجاوز حدود الشجب والإدانة والاستنكار، إلى موقف عملي يكفُل حماية الشعب الفلسطيني واستعادة كافة حقوقه المشروعة.

تعليق عبر الفيس بوك