مادورو يسعى لـ"قمة تاريخية" لبحث تراجع أسعار النفط ويأمل 70 دولارًا حدًا أدنى للبرميل

كراكاس- رويترز

قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إنه سيواصل مساعيه لحشد تأييد لمسعاه الرامي إلى عقد قمة بين المنتجين في أوبك ومنتجي النفط خارج المنظمة بشأن أسعار الخام المنخفضة.

ويسعى مادورو منذ أشهر من أجل اجتماع طارئ وتنسيق مع الدول المنتجة للنفط غير الأعضاء في أوبك لكن المنتجين الخليجيين في المنظمة تعهدوا بالابقاء على الانتاج مرتفعا في معركة للدفاع عن حصتهم في السوق امام منافسة متزايدة.وجدد مادورو هذا الأسبوع دعواته إلى إجراءات داخل أوبك وخارجها مشيرا إلى قيود على الانتاج ونطاقات للأسعار.وقال الزعيم الفنزويلي في ختام حديث تلفزيوني استمر اربع ساعات "سأسافر في الايام المقبلة على الارجح لتعزيز العمل لتحقيق هذه القمة التاريخية بين منتجي أوبك والمنتجين غير الاعضاء في اوبك". وتأتي دعواته للتحرك بينما تفاقم اسعار النفط الفنزويلي -التي بلغت في المتوسط 41.08 دولار للبرميل الأسبوع الماضي- أزمة اقتصادية موجعة تسببت في نقص في المعروض من سلع شتى بينما يقوض تضخم مرتفع القدرة الشرائية قبل انتخابات برلمانية مهمة في ديسمبر.لكن اعضاء اوبك الخليجيين الاكثر غنى يقودون تحولا في استراتيجية المنظمة منذ العام الماضي للسماح للأسعار بالهبوط من أجل الحفاظ على حصة السوق.

وسافر مادورو إلى الشرق الأوسط واجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إطار مسعاه لتشجيع اتخاذ إجراءات بشان النفط لكن السعودية تقول إنها لا ترى حاجة إلى عقد قمة لزعماء اوبك او التدخل في سوق النفط.وقال مصدر في اوبك انه اذا لم يسفر مثل هذا الاجتماع عن نتيجة ملموسة فانه سيكون له تأثير سلبي على الأسعار.وقال مادورو بعد أن التقى وفدا سعوديا "إنني أتقدم باقتراح أثق بأن الدول ستنفتح عليه ببطء لكن بثبات". وأضاف: "هذا إقتراح مربح لكل الأطراف. لا أحد يربح مع أسعار غير مستقرة. النفط عند 40 دولارا لا يمثل الحد الأدنى، الحد الأدنى ينبغي أن يكون 70 دولارًا".

وفي السياق، عزز النفط الأمريكي مكاسبه أمس الأربعاء بفعل سحب غير متوقع من المخزونات، بينماسجلت أسواق الخام العالمية ارتفاعات دون ذلك قليلا على خلفية التوقعات بتراجع النمو الاقتصادي في آسيا.

وجرى تداول الخام الأمريكي في العقود الآجلة لأجل شهر بسعر 45.05 دولار للبرميل بزيادة 46 سنتًا عن سعر آخرتسوية.إلا أنّ سعر خام برنت في العقود الآجلة سجل ارتفاعًا أضعف بالمقارنة بالخام الأمريكي حيث ارتفع 27 سنتا فقط ليصل إلى 48.02 دولار للبرميل.وأدت التباينات في الأسواق العالمية والأمريكية في الآونة الأخيرة إلى تقلصفارق السعر بين النفط الأمريكي وخام برنت القياسي بنحو الثلثين خلال الشهر الأخير ليصل إلى 2.50 دولار فقط للبرميل.وارتفع سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة بعدما أعلن معهد البترول الأمريكي تراجع المخزونات من الخام بمقدار 3.1 مليون برميل خلال الأسبوع الأخير بما يخالف توقعات محللين بزيادة المخزونات.وتتجه أنظار الأسواقإلى واشنطن حيث تعقد اجتماعات لجنة السياسات النقدية بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) على مدار يومين لاتخاذ قرار بشأن رفع أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ نحو عشر سنوات.وستؤدي زيادة أسعار الفائدة الأمريكية على الأرجح إلى جذب أموال المتعاملين في أسواق المال وبالتالي ارتفاع سعر الدولار وهو ما سينظر إليه على أنه نذير سوء للنفط من شأنه أن يجعل واردات الوقود أكثر كلفة للمشترين بعملات أخرى.

تعليق عبر الفيس بوك