وجعٌ.. هل له حلول؟!


شيخة الهنائيَّة


نحتاجُ إلى طبيب مُختص في التأهيل النفسي لهذه الفئة التي تتبخَّر أحلامُهاوأمنياتُها في الحصول على طفل يملأ الدنيا ضجيجا.

نحتاج إلى وَعْي مُجتمعي من أجل منع المجتمع من تهميش هذه الفئة التي تُعتبرركيزة أساسية في الحياة لا تملك سوى الرضا بالقدر، وتكتفي بالسعي الدؤوبمن أجل حلمها، وتحتاج إلى قلوب رحيمة تساندها وتدعم سعيها.

العقم.. وجعٌ هل له حلول؟

تزوَّجا حديثا، وكان زفافهما بكل تفاصيلهرائعا.. كان جمالهما لافتا للأنظار وعُرسهما مبهرا.. علقت أحداهمابقولها: "سينجبان أطفالا في غاية الجمال". مرَّ عام منذ زواجهما وبدأت الهمسات والأحاديث الجانبية عن حَمْلها الذي لميلُح في الأفق بعد.. تغمز لها صديقاتها: "متى ستنجبين؟"، تُشيح بوجهها أو تتبسم مُجبرة مُحرجة.. تعود إلى غرفتها باكية.

ماذا تفعل؟ الأمر ليس بيدها.. يهدِّئ الزوج من روعها.. غدًا سيرزقنا الله.

أشارت إليها إحداهن بمراجعة المستشفى.. ظنت أنَّ الأمر في منتهى السهولة وذهبت، قصَّت القصص على الطبيبة، وقامتبجميع الإجراءات التي طُلبت منها، اتَّضح أنها تعاني من "تكيُّسات على المبايض"، طمأنتها الطبيبة بأن الأمر في غاية البساطة، وأن حملها بات وشيكا.. مضت سعيدة متفائلة.

مرَّت أعوام على هذا الحوار الجميل ولم تُنجب أبدا. طرقتْ كلَّ عيادات العُقم.. ذلك الطريق الوعر لتحقيق حلم الأمومة والأبوة،أين تذهب بعقمها؟! حتى صديقاتها المقربات ابتعدن عنها لأنها جالبة للشؤموالنحس. أصبحت وحيدة تجاهد المشاق بصحبة زوجها الذي بدا راضيا بقضاء الله رغمرغبته في ابن يحمل اسمه ويسير معه جنبا إلى جنب.

ضاقتْ ذَرْعًا بعيادات النساء الحكومية، فلم تُسهب أي طبيبة في شرح وافٍ يُقنعها، وكلما عادت للمراجعة وجدت طبيبة أخرى لتضطر لسرد حكايتها من جديد وبدءخطة علاج جديدة.

ذهبت إلى العيادات الخاصة والحال نفسه لا جديد،استسلمت لقضاء الله واندفعت للاستشفاء بالقرآن والأعشاب.

... إنَّ مشكلة العقم تتفاقم عاما بعد عام، وتنتشر بشكل مخيف حتى بين الشاباتالعشرينيات، وتستمر معاناة المرأة العقيم في مستشفياتنا الحكومية، لا توجد عيادتخاصة للعقم وحده، بطبيبة تخصصية في العقم، وكذلك الحال بالنسبة للرجال فطبيب الجلد هو نفسه الذي يعالج العقم عند الرجال، أرى أنَّ الأمر غريب؛ فقد وصف أحد أطباء الجلد دواءً لأحد الشباب وأصابهبالحساسية في جميع أجزاء جسده؛ فتوقف عن تناوله... لم يقتنع أبدا بمعالجةطبيب الجلد له.

إنَّ الاهتمام بالنساء اللائي لم يُنجبن أمر عقيم في مستشفياتنا ومستهان بهبطريقة مشينة. صحيح أنَّ هناك عيادات للعقم لكنها لا تؤدي دورها بالشكل الحقيقي؛ فهي تفتقرإلى الطبيب المتخصص في العقم وحده، والذي من المفترض أن يجمع الزوجيْن معافي العيادة ليشرح لهما مشكلتهما بالضبط، وبإسهاب شديد؛ كي يفهم الزوجان مالهما وما عليهما.

نحن نحتاج إلى عيادة خاصة في كل مستشفى حكومي تسمى "عيادة الأمومة" أو"عيادة الأمل" لجلب التفاؤل للزوجين؛ نحتاج طبيبين -رجل وامرأة- متخصصين في العقم فقط؛ لشرح مشكلة الزوجين معا.

تعليق عبر الفيس بوك