فرنسا تبدأ طلعات استطلاع فوق سوريا اليوم.. وبريطانيا تنفذ ضربات بطائرة دون طيار

روسيا تنفي تغير موقفها من الأسد.. و"داعش" يسيطر على حقل نفطي-

عواصم - وكالات-

نددت وزارة الخارجية الروسية أمس بتقارير إعلامية عن تغير موقف روسيا من الصراع في سوريا ومستقبل الرئيسالسوري بشار الأسد بوصفها "تلفيقات ومغالطات".وأضافت في بيان "لا نعين الرؤساء الأجانب ولا نفصلهم.. لا من تلقاء أنفسنا ولا بالتآمر مع أي شخص."وأحجم ممثلون عن الوزارة عن التعليق على طلب أمريكي لأثينا بمنع روسيا من استخدام المجال الجوي اليوناني في نقل مساعدات إلى سوريا.

ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند أمس إنّ فرنسا ستبدأ طلعات استطلاع فوق سوريا اليوم، وقد تشن ضربات جوية ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية هناك. وتابع في مؤتمر صحفي "لدينا دليل على أنّه جرى التخطيط من داخل سوريا لهجمات ضد عدة دول خاصة فرنسا،مسؤوليتنا هي ضمان اطلاعنا على أي تهديدات لبلادنا قدر المستطاع.ومن ثمّ طلبت من وزير الدفاع أن يبدأ اعتبارًا من يوم غد طلعات استطلاع فوق سوريا ستمكننا من بحث توجيه ضربات جويّة ضد الدولة الإسلاميّة."

وحتى الآن لم تشارك فرنسا سوى في حملة الضربات الجوية ضد التنظيم المتشدد في العراق لأنّها تخشى أن تؤدي الضربات ضد التنظيم في سوريا إلى تعزيز الرئيس السوري بشار الأسد.وكان من المقرر أن تنضم فرنسا للضربات الجوية ضد نظام الأسد في سوريا عام 2013 قبل أن يتراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشكل مفاجئ عن الخطة.

وذكر أولوند أنّ تنظيم الدولة الإسلامية رسّخ أقدامه في سوريا خلال العامين المنصرمين وأن باريس بحاجة إلى أن تعرف بالضبط ما الذي يحدث على الأراضي السورية.

وتقترب بريطانيا أيضا من العمل العسكري فيما تشير تقارير إلى أنّ من الممكن إجراء تصويت في البرلمان الشهر المقبل لتفويض قصف أهداف تنظيم الدولة الإسلامية. وهزم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في البرلمان عام 2013 عندما سعى للانضمام للخطة المقترحة آنذاك.واستبعد أولوند أي تدخل بري في سوريا قائلا إنّ الأمر يرجع للسوريين ودول المنطقة للقيام بالعمل على الأرض.

وجدد تأكيده على أن الحل الوحيد للأزمة في سوريا لن يكون سوى من خلال انتقال سياسي يتضمن رحيل الأسد عن السلطة "في مرحلة أو أخرى".وقال "الأسد هو المسؤول عن الوضع في سوريا. لقد أطلق النار على شعبه وقصف المدنيين واستخدم الأسلحة الكيماوية ورفض الحوار مع المعارضة." وتابع "الحل لا يمكن أن يتحقق عبر إبقاء الأسد على رأس السلطة في سوريا. كيف يمكن لسوري شاهد أسرته وهي تذبح أن يقبل العودة للجلوس على طاولة مع الأسد؟"وأضاف "ينبغي العثور على حل مع النظام.. مع الدولة لكن في النهاية يجب أن يرحل الأسد.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إن بريطانيا نفذت ضربة بطائرة دون طيار أسفرت عن مقتل مواطنين بريطانيين اثنين يشتبه بأنهما من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا، على الرغم من أن الحكومة لم تحصل على تفويض برلماني للقيام بعمل عسكري في هذا البلد.

وقال كاميرون للبرلمان إنه في تحرك دفاعا عن النفس قتل بريطاني في ضربة جوية دقيقة نفذتها طائرة للقوات الجوية الملكية يجري التحكم فيها عن بعد. وقتل أيضا اثنان آخران كانا مسافرين مع الرجل أحدهما بريطاني آخر.وقال كاميرون "اتخذنا هذا العمل لأنّه لم يكن هناك بديل عنه." وأضاف أنّ الرجلين كانا يتآمران لشن هجمات على بريطانيا.

وفي سياق متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إنّ مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية سيطروا على آخر حقل نفطي كبير كان تحت سيطرة الحكومة السورية خلال معارك على منطقة صحراوية واسعة بوسط البلاد.

وأضاف المرصد ومقره بريطانيا إنّ حقل جزل الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة تدمر أغلق بينما تتواصل المعارك شرقي حمص مع ورود تقارير عن وقوع خسائر في الجانبين.

وقال الجيش السوري إنّه تصدى لهجوم في المنطقة ذاتها لكنّه لم يذكر الجزل أو يتحدث عن كم تبقى من البنية التحتية المستنزفة لقطاع الطاقة تحت سيطرته. وقال الجيش إنّه قتل 25 مقاتلا بينهم جهاديون أجانب. وقال المرصد إنّ النظام فقد السيطرة على آخر حقل نفطي في سوريا.

وفي السياق، قالت صحيفة لبنانية إن خبراء روسًا وصلوا سوريا قبل أسابيع يستطلعون الأوضاع في قواعد جوية ويعملون على توسيع بعض مدارج الإقلاع والهبوط ولا سيما في الشمال رغم أنّ موسكو لم تلب طلبا سوريا بعد بالحصول على طائرات هليكوبتر مقاتلة.

ونقلت صحيفة السفير عن مصدر سوري قوله أمس إنّه لم يكن هناك "أي تعديل جوهري" في القوات الروسيّة على الأرض في سوريا وإنّ القوات "لا تزال تعمل في إطار الخبراء والمستشارين والمدربين".

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ نظيره الروسي يوم السبت أنّ الولايات المتحدة تشعر بقلق بشأن التقارير بأن موسكو تتحرك باتجاه حشد عسكري كبير في سوريا ينظر له على نطاق واسع بأنه يهدف إلى تعزيز الرئيس بشار الأسد.

وروسيا هي حليف مهم للأسد على مدى الحرب التي يقدر أنها تسببت في مقتل ربع مليون شخص وقسمت سوريا إلى مناطق تخضع لسيطرة جماعات مسلحة متنافسة بينها تنظيم الدولة الإسلامية فضلا عن الحكومة.

وذكرت السفير أنّ الروس "بدأوا التقدم نحو مبادرة نوعية في العلاقات التسلحية للمرة الأولى منذ بدء الحرب على سوريا إذ بدأت فرق من الخبراء الروس استطلاع مطارات حربية سورية قبل أسابيع وهي تعمل على توسيع مدارج بعضها ولا سيما في الشمال السوري." وأضافت الصحيفة التي لها صلات وثيقة بدمشق ألا شيء تقرر بشأن "طبيعة الأسلحة التي قد تتلقاها دمشق لكن السوريين طلبوا تزويدهم بأكثر من عشرين طوافة (هليكوبتر) روسية مقاتلة من طراز مي-28.

تعليق عبر الفيس بوك