وتستمر معركة دحر الأمية

تُعد الأمية أحد أضلاع ثالوث التخلف المقيت "الجهل والفقر والمرض"، فهي ورغم الجهود الدولية للتصدي لها، إلا أنّها لا تزال تطل برأسها كتحدٍ ماثل يستوجب المزيد من تضافر الجهود للقضاء عليه..

وتكشف إحصائيات منظمة اليونسكو عن واقعٍ غير مُشرق فيما يتعلق بتفشي الأمية، حيث إنّ هناك 757 مليون شخص في العالم يعانون من الأمية ويفتقدون لمهارات القراءة والكتابة الأساسية أكثر من 60% منهم نساء، كما أنّ هناك 124 مليون طفل في العالم خارج المدرسة فيما يفتقر 250 مليون طفل للمعرفة بالقراءة والكتابة الأساسية.

هذه الأرقام المفجعة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أنّ معركة العالم لدحر الأمية لا تزال مفتوحة وتحتاج إلى حشد العتاد، وإعداد العدة لتحقيق النصر المؤزر فيها على جحافل الجهل لنشر نور العلم والمعرفة..

وينبغي استلهام ذكرى الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية والذي يوافق الثامن من سبتمبر من كل عام، للتأكيد على أنّ محو الأمية حق أساسي من حقوق الإنسان ويمثل عنصراً أساسياً لتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية، والعمل على تفعيل دور هذا اليوم باعتباره نقطة فارقة في التضامن الإنساني لتكثيف الجهود وتبادل الخبرات للقضاء على الأُمية باعتبارها معوقاً لدور التنمية الفاعل، إضافة إلى السعي إلى تضمين برامج محو الأمية ضمن سياسات التنمية على نطاق واسع من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع.

وعلى الصعيد الوطني، حُقّ لنا أن نفخر بما تحقّق من تطور نوعي وكمي لمسيرة التعليم في جميع مجالاتها منذ بزوغ شمس النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المُعظم -حفظه الله ورعاه-.
كما أنّ السلطنة خطت خطوات واسعة على صعيد القضاء على الأمية، وفي هذا الصدد يمكن الاستدلال بما تحقق من تقليص نسبة الأمية من 9.1% في الفئة العمرية من 15-44 في عام 2003 إلى 3.5% لنفس الفئة في عام 2010 م، وهو إنجاز كبير بجميع المقاييس، وحافز للسير قدمًا للقضاء نهائيًا على الأمية.

تعليق عبر الفيس بوك