الرئيس التنفيذي للطيران العماني لـ"الرُّؤية": مساهمة الشركة في الاقتصاد الوطني ارتفعت إلى 440 مليون ريال

◄ لن نستلم "دريملاينر" قبل التأكد تماما من سلامتها.. وأول رحلات الطائرة ستكون إلى صلالة

الرُّؤية - نجلاء عبدالعال

كشفَ الرئيس التنفيذي لشركة "الطيران العماني" بول جريجورويتش، عن موعد ووجهة الطائرة الجديدة التي ستنضم لأسطول الشركة. وقال في حوار مع الرؤية: إنَّ الشركة لم تستلم الطائرة سوى بعد التأكد التام من سلامتها وخلوها من أية مشكلات تقنية، كما تطرق إلى الوضع المالي للشركة. مؤكدا أن الشركة تسير نحو تحقيق هدفها المعلن وهو الوضوع إلى نقطة التعادل في نهاية العام 2017، ومن ثم تحقيق الأرباح. وأشار إلى أنَّ الدعم الحكومي الذي تحصل عليه الشركة انخفض من 80 مليون ريال إلى 60 مليون ريال هذا العام، ومع ذلك استطاعت الشركة تعظيم مساهمتها في الاقتصاد المحلي الإجمالي.

◄ متى ستتسلم الشركة أولى طائراتها من طراز بوينج "دريملاينر"، والتي أُعلن عنها قبل عدة سنوات؟

أول طائرة من هذا الطراز سيتم تدشينها في العاشر من أكتوبر، وستكون أولى رحلاتها إلى صلالة، واخترنا هذه الوجهة حتى يكون للعمانيين الفرصة الأكبر في التعرف على أحدث طائراتنا، كما ستتاح الطائرة على هذا الخط الداخلي لفترة قصيرة وذلك ليتسنى لأكبر عدد ممكن من المواطنين استخدامها، وهي لن تكون فقط متاحة امام العامة العاديين بل وكذلك سنعمل على استفادة أكبر عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة من المواطنين من هذه التجربة الفريدة لأحدث تكنولوجيا الطيران في العالم، والفرصة أيضا ليكونوا ضمن سجل أوائل ركاب الطائرة الجديدة للناقل الوطني.

وبعد هذه الفترة الأولية، سيجرى تشغيل الطائرة الجديدة على الخطوط الجوية الخارجية للشركة؛ حيث ستذهب إلى فرانكفورت وميلان...وغيرها، وعندما نستلم الطائرات الأخرى من هذا الطراز سيتم توزيعها على شبكة خطوطنا، خاصة للعواصم الرئيسية والشرق الأقصى.

◄ ولكن اسم هذا الطراز ارتبط ببعض العيوب والمشكلات، حتى إن البعض فسر تأخير تسلم الطيران العماني لهذه الطائرات بأنه تخوف منها، فهل تأكدتم من سلامة الطائرة؟ وما هي حقيقة التأخير؟

بداية، لابد من الإشارة إلى إجماع على أن هذا الطراز من الطائرات يمثل حاليا قمة استخدام التكنولوجيا وأحدث ما وصل إليه العلم في صناعة الطائرات، وبالطبع ككل منتج تدخل فيه تكنولوجيا جديدة فإنه قد يظهر به مشكلات، وهذه المشكلات بالفعل ظهرت في البطاريات وبعض المشكلات التقنية الأخرى، وهذه المشكلات تم علاجها بشكل نهائي، والمؤكد أن الطيران العماني لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن يتهاون مع أهم أولوياته بل الأولية القصوى لديه وهي الامان؛ لهذا فإنه رغم الاتفاق على صفقة الطائرات إلا أننا تعمدنا استلامها بعد فترة كافية تكون خلالها قد جربت وتم التأكد من سلامتها، ودائما فإننا نجدول الاتفاقيات ونُصرُّ على ألا نستخدم أية طائرات سوى بعد تجربتها والتأكد تماما من سلامتها، لذلك لم نحصل على هذه الطائرات مباشرة عندما تم صنعها والاتفاق عليها قبل عام ونصف بل انتظرنا حتى تم انتهاء القياسات والتطويرات عليها، ومن ثم التأكد تماما من جودتها وتجربتها للغير وللطيران العماني والتطورات الاساسية اللازمة والتخلص نهائيا من أية مشكلات، أما فيما يخص التأخير، فأؤكد أن هناك بعض التأخير، لكنه لا يعتبر تأخيرا كبيرا فقد كان وكان يفترض ان نستلم الطائرة في 30 سبتمبر وسنستلمها في السابع من أكتوبر وبالتالي فإنه لا يعد تأخيرا حقيقيا.

◄ ولماذا تتعاقدون على طائرة بهذه الحداثة التكنولوجية إذا ما كانت الحداثة مرتبطة بالمشكلات؟

نحن نتحدَّث عن طائرة تدخل أسطولنا لتشكل أحد محاوره، فهذه الطائرة وبقية الطائرات المتعاقد عليها ستشكل جزءا من مستقبل الشركة لفترة غير قصيرة؛ لذلك فعندما ندخل طائرة في أسطولنا علينا أن نعمل على الاستفادة من أحدث ما هو متاح في هذا الوقت ولا نستخدم طائرات تصبح من الطرز القديمة بعد سنوات بسيطة.

وهذه الطائرة "دريملاينر" تعد حاليا أكثر طائرات بوينج كفاءة في استهلاك الوقود، كما انها أول طائرة بهذا الحجم وهذا الوزن حيث أنها مصنوعة من مواد أخف وزنا كثيرا من المواد التي تصنع منها عادة الطائرات مع نفس المتانة والقوة، كما ان بها العديد من المميزات الأخرى التي تجعل ركوبها متعة أكبر لعملائنا فلديها تعديلات في النوافذ مثلا كما أنها قادرة على استيعاب حوالي 296 راكباً مع توفير راحة أكبر للركاب مع كمية أكثر توازنا من الأكسجين في الكابينة ومقاعد أكثر راحة خاصة لركاب المسافات الطويلة، هذا بجانب أنها أكثر توافقا مع البيئة.

◄ ننتقل إلى وضع الشركة المالي، والذي يُثير كثيرًا من التحفظات مع استمرار تحقيقها لخسائر؛ فهل يمكن أن يشهد وضع الشركة المالي تحسنا؟

نحن بالفعل نشهد تحسنا لا بأس به في الوضع المالي للشركة خلال العام الحالي، وساعدنا فيه انخفاض أسعار الوقود، إضافة إلى تقليص التكاليف مع توسع الأسطول والخطوط، فما كان الطيران العماني يحتاجه في الفترة الأولية لانطلاقه يعتبر بنية أساسية في أي مشروع تزداد كلفة هذه البنية الأساسية كلما كان المشروع أكبر والهدف استدامته، فهناك تكالف لفتح خطوط وبناء أسطول وكوادر ومحطات وتعريف بالاسم وجذب عملاء في ظل تنافس حاد عالميا.

وقد أعلنَّا من قبل أننا نستهدف الوصول إلى نقطة توازن بين الانفاق والدخل بنهاية 2017 على أقصى تقدير وهو ما نعمل بالفعل عليه عبر برنامج مدروس، وخلال العام الحالي قلصت الحكومة الدعم الذي تخصصه للطيران العماني إلى 60 مليون ريال بدلا من 80 مليون ريال فيما سبق، ومع ذلك فإنَّ الناقل الوطني حقق إسهاما في الاقتصاد المحلي بقيمة تزيد على 440 مليون ريال، وكلما زاد الأسطول والوجهات زاد الدخل وقلت التكلفة؛ لأنَّ الصيانة والتشغيل لا يتضاعفان مع تضاعف عدد الطائرات في الأسطول خاصة الكوادر البشرية والمعدات الخاصة بالصيانة.

◄ وماذا عن نسبة التعمين؟

نعتمد على ضم كوادر عمانية باستمرار ونفتح الباب للمواطنين للعمل في كل مستويات ووظائف الشركة، ليس لأن هذا يجري الحديث عنه، لكن لأن الشركة هي الناقل الوطني ومن واجباتها أن تكون الاولوية بها لمواطنيها، علاوة على أنه من المفيد للشركة أيضا أن يكون أطقمها من المواطنين، ووصلت نسبة التعمين بالشركة حاليا إلى 62% ارتفاعا من 59% في العام الماضي ولا يزال التدريب والتوظيف للعمانيين والعمانيات يجري لرفع النسبة.

تعليق عبر الفيس بوك