"مرسى الموج" يحقق نتائج مُبهرة في تجربته البيئية الرائدة لإنتاج المحار

مسقط - الرؤية

حقق مرسى الموج نتائج مبهرة من تجربته البيئية الرائدة والأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط لإنتاج المحار. وأثمرت التجربة التي تمت من خلال تثبيت سلسلة طويلة من خطوط المحار بمرسى الموج، في تنمية إعداد كبيرة من المحار وبأحجام مجدية خلال ستة شهور فقط. ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع البيئي المتقدم في الحدّ من حالة الانخفاض المستمر في أعداد المحار التي شهدها العالم على مدار العقد الأخير. وكان مرسى الموج قد بدأ هذه التجربة بإنزال سلسلة خطوط طويلة من الحبال في قاع البحر وتثبيتها عند الطرفين والمنتصف باستخدام عوامات. وقد لوحظ بعد فترة التصاق المحار على الخطوط مع حركة جيدة للمياه مما يحفز النمو. كما استخدمت هذه الخطوط لتنمية المحار المروحي الشكل والاعشاب البحرية. وتُعد الخطوط المستخدمة في مشروع مرسى الموج لانتاج المحار الأطول من نوعها حيث تمتد لمسافة مائة متر تقريباً. وقال خليل أبو جابر مدير المرسى: "يمثل النجاح الذي حققناه في هذه التجربة البيئية المتقدمة علامة بارزة في سجل إنجازات مرسى الموج وإتباعه لمعاييرعالمية في الممارسات الصديقة للبيئة لضمان نظافة المياه"، وأضاف أبو جابر: "وباعتبارنا نمثّل أبرز مرسىً على مستوى السلطنة، فإنّنا نواصل سعينا الدؤوب نحو تعزيز البيئة البحرية العُمانية وتطوير مشاريع مستدامة تعود بالنفع على المجتمعات المحلية".

ولم يتم تسجيل أي حالات لنفوق المحار في المشروع الذي يحتضنه مرسى الموج تحت إشراف الدكتور أوليفييه جولورجيت، مستشار تربية الأحياء المائية في وزارة الزراعة والثروة السمكية، ومدير المشروع، محققاً نجاحاً كبيراً مقارنة بمعدل نفوق المحار اليافع الذي يبلغ 25 بالمائة بسبب عدم التكيف مع الظروف البيئية المحيطة. كما أثرت هذه التجربة المبتكرة بشكل إيجابي على المياه المحيطة التي سجل الباحثون فيها زيادة مطردة في عدد الأحياء البحرية. وعلاوة على ذلك، فإنّ المحار يعمل كمرشح طبيعي للمياه ويساهم في تنقية مياه المرسى من الملوثات الكيميائية والميكروبيولوجية. ومن المتوقع أن يعود مشروع استزراع المحار بنفع هائل على الثروة البحرية بالسلطنة من حيث تنويع قطاع الثروة السمكية العُماني وإيجاد مصدر جديد للدخل للمجتمعات المحلية التي تعمل في مجال الصيد.

فيما قال الدكتور جولورجيت: " سيكون لهذا المشروع التجريبي صدى كبير من كافة الجوانب، وخاصة مع الانخفاض المتواصل لأعداد المحار في جميع أنحاء العالم. وفي هذا السياق، فقد برهنت هذه التجربة على نجاحها من خلال التطور السريع الذي شهده المحار المستنبت في المياه العُمانية، والذي أثبت جودته بعد تجربته في عدد من أشهر الفنادق والمطاعم الموجودة في مسقط، والتي باتت تفضله عن المحار المستورد من فرنسا". وأضاف بقوله: "تدل الزيادة الحادثة في التنوع البحري الذي شهده موقع التجربة على كون السلطنة تشكّل ملاذاً ملائما للرخويات وغيرها من أشكال الحياة البحرية. وإنني آمل أن يشكل نجاح هذا المشروع حقبة جديدة لزيادة أعداد المحار في مختلف مناطق العالم".

تعليق عبر الفيس بوك