الجويرة بجعلان بني بوحسن تئن تحت سندان نقص الخدمات ومطرقة التقلبات المناخية.. والأهالي: الوعود لا تنتهي

 

السكان يطالبون بتنفيذ الخطط التنموية الموضوعة منذ عام 1993 وفي مقدمتها المساكن الاجتماعية

 

عضو "بلدي جعلان": بعض مناطق شرق الولاية تفتقر للخدمات الأساسية

التمامي: الرياح الموسمية تُغرق المنازل بالرمال وتتلف الممتلكات

عاشور: مقومات سياحية بالمنطقة لا تجد من يستفيد منها

العريمي: إنشاء مشاريع ثروة سمكية على الساحل يزيد معدلات الإنتاج

القصاص: توفير سكن ملائم للمُعلمين يسهم في تطوير العملية التعليمية

الصلطي: وعود المسؤولين تتبخر في السماء.. ولا نملك سوى الانتظار

الوهيبي: المساكن الاجتماعية توفر الاستقرار لسكان المنطقة

 

 

الرؤية- حمد صالح العلوي

 

 

يشكو سكان منطقة الجويرة بولاية جعلان بني بوحسن في محافظة جنوب الشرقية من النقص الشديد في الخدمات والمرافق العامة، علاوة على افتقار الطرق الداخلية وحتى المؤدية للطريق العام لأدنى مقومات السلامة، إذ تغص بالرمال على جانبي الطريق.

ويناشد الأهالي الجهات المسؤولةعن خطط التنمية في الولاية، والمحافظة بشكل عام، التدخل العاجل لإنهاء معاناتهم المستمرة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي وغياب خدمات مياه الشرب والإنترنت، وغيرها من ضروريات الحياة.

 

وقال عبدالعزيز بن راشد الحسني عضو المجلس البلدي لولاية جعلان بني بوحسن رئيس لجنة الشؤون العامة لمحافظة جنوب الشرقية إنّخدمات البنية التحتية تتمركز في وسط الولاية وبعض أطرافها، إلا أنّه نتيجة لحجم المساحة الإجماليةالكبيرة للولاية مع مختلف التضاريس المتوفرة بها من جبال ورمال وأودية، فإنّ عددًا من المناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية، من رصف للشوارع والأحياء التي تضم العديد من التجمعات السكنية المتزايدة، مثل الطحايم وفلج المشايخ وبعض المناطق الساحلية كقرون وبعض المناطق الغربية للولاية والمكتظة بالسكان.

وأضاف الحسني أنّ هناك توجهات لتوصيل خدمات الكهرباءللمناطق الغربية بالولاية؛ حيث إنّ خدمات الكهرباء تتسارع وتيرة إنشائها ووصولها لتلك المناطق، لكن يبقى النقص في المناطق الشرقية للولاية، علاوة على ربط الأحياء السكنية بالمخططات الجديدة. وأعرب الحسني عن أمله في أن يتم توفير البنية الأساسية اللازمة وتقديم خدمات تكاملية للجميع، لتخفيف الأعباء عن السكان في هذه المناطق.

بلدة ساحلية

وقال عبدالله بن راشد التمامي إنّ منطقة الجويرة الواقعة في محافظة جنوب الشرقية تتبع لولاية جعلان بني بو حسن، وتبعد عن قلب الولاية بحوالي 170كم، ومدخلها الأول في ولاية جعلان بني بوعلي عن طريق نيابة الأشخرة، أما مدخلها الثاني فهو عن طريق محافظة شمال الشرقية من ولاية المضيبي، سالكاً طريق نيابة سناو متجهاً إلى شنة محوت وتبعد عن محوت بحوالي 120كم.

وأضاف أنّ منطقة الجويرة تُعد بلدةساحلية تطل على بحرالعرب وهي بلدة كثبانية الرمال يقطنها حوالي 30 أسرة يعيشون في منازل مبنية بالمواد غير الثابتة، ومثبتة بالمربع وملفوف بالطرابيل، ويعمل أهالي هذه البلدة في مهنة صيد الأسماك، وهي مصدر دخلهم الأول، ويقطن أهلها فيفترة الصيف ويسمى (القيظ) في ولايات متعددة قرابة 3 أشهر فيولاية بدية، والبعض الآخر فيالمضيبي وجعلان بني بوحسن وجعلان بني بوعلي، لكنه في المقابل يواجه أهلها صعوبات ومعاناة بسبب الرياح ودخول الرمال لمنازلهم المصنوعة من سعف النخيل، وتكون الكارثة الكبرى عند هطول الأمطار وتعرضهم لخطر الغرق أو تلف الممتلكات كلما هطلت الأمطار.

مطالب مختلفة

وأثنى أهل الجويرة على جهود الحكومة الرشيدة في تطوير المنطقة، غير أنهم ناشدوا المختصين في الدوائر الحكومية الإسراع في العمل، وايجاد الحلول الناجعة لتوفير الأمن والأمان والاستقرار.

ويطالب الأهالي بإنشاء مركز صحي أو وحدة صحية مزودة بكادر طبي مؤهل، علاوة على توفير منازل ملائمة لهم تحميهم منأخطارالرياح الموسمية والأمطار، علاوة على حشرات الصحراء مثل العقارب والأفاعي وغيرها، فضلاً على مطالبهم بتملك المنازلالسعفية، إذ لا يزال أهل الجويرةدون ملكيات للمنازل التي يقطنونها فضلاً عن توصيل الكهرباء لكفاة أنحاء المنطقة.

وقال أشرف عاشور (معلم) إنّ منطقة الجويرة تحتاج إلى أن تضعها الحكومة في بؤرة الاهتمام مثل الشواطئ، فالشواطئ تساهم في إنتاج الثروة السمكية بكميات وفيرة من السمك، ويمكن الاستفادة من الطبيعة الخلابة في السياحة العلاجية والرياضية، من خلال طرح مشروعات منتجعات سياحية لجذب السياحة الداخلية والخارجية ليستفيد منها أهل المنطقة وعمان عامة.

وأضاف أنّ المنطقة في حاجة إلى تأهيل الطرق الداخلية بها، بما يساعد على سهولة نقل الأسماك، وكذلك إنشاء مستشفى أومركز صحي لخدمة الأهالي والعاملين في المنطقة، بجانب توفير مساكن فردية تراعى فيها خصوصية كل فرد. وتابع عاشور أنّ من بين الخدمات التي تحتاج إليها المنطقة توصيل الكهرباء، بجانب خدمات الاتصالات والإنترنت، والمياه، وإعادة تأهيل المنطقة بشكل عام، والاستفادة من المقومات التي تتمتع بها ووقوعها على الشاطئ، وأن تتسارع وتيرة التنمية بشكل أفضل مما هي عليه الآن.

وتابع أنّالمنطقة تحتوي على عدد من المباني الخدمية، والتعليمية، منها مدرسة الجويرة"مدرسة ذات الصواري"، والتي تضم قرابة181 طالباًوطالبة، وتبعد عن الطريق الرئيسي بمسافة ليست بالبعيدة، لكن الأهالي والطلاب والعاملون فيها يجدون صعوبة في الوصول إلى المدرسة عبر طرق ممهدة ومعبدة، إذ لا تزال الطريق المؤدية إلى المدرسة تمتلئ بالكثبان الرملية ويصعب الوصول إلى المدرسة بالسيارات الصغيرة.

لكنه أوضح أنّجدران المدرسة تعاني من التشققات وترهل المباني القائمة، علاوة على ضعف الأصباغ المتشققة فعليا، والأبواب تعاني من الشقوق والتكسرات، كما أنّ الملعب يمتلئ بالرمال. وأشار عاشور إلى أن سكن المعلمين أيضا يعاني من ضعف مستوى الخدمات فيه، ويفتقر للكثير من المقومات التي توفر حياة كريمة لقاطنيه بما يساعدهم على أداء مهمتهم بشكل أفضل.

ثروة سمكية

وقال ناصر بن صالح العريمي إنّالجويرة قرية تطل على بحر العرب وتقع شرقي الولاية وتبعد عن قرية خويمة حوالي 40كيلومترا تقريبا، ويعتمد اقتصادها كليا على صيد الأسماك مثل السردين والروبيان والحبار وأسماك القاع، وتباع الأسماك في الأسواق المحلية ويتم تصدير بعضها إلى الخارج.

لكن العريمي أوضح أنّمنطقة الجويرة تفتقر إلى العديد من الخدمات؛ فهي في أمس الحاجة إلى إنشاء مستشفى ورصف الطريق من الشارع العام إلى داخل القرية، بجانب إنشاء وحدات سكنية لأهل القريةوتوصيل الكهرباء والاهتمام بأعمال البلدية وتوفير الخدمات البيطرية لمعالجة المواشي وغيرها من الأنعام.

وأضاف أنّ الطلاب في المدارس يحتاجون بشكل عاجل إلى خدمات الإنترنت، كما أنّ المنطقة تحتاج إلى وجود مسجد أو جامع، يخدم التوعية الدينية في المنطقة، بجانب ضرورة تفعيل دور مجلس الآباءوالأمهات، وإشراكهم في الفعالياتوالمناسبات التي تنفذها مدرسة ذات الصواري بشكل أكبر وتفعيل دورهم في النهوض بمستويات أبنائهم.

وقال عادل سالم القصاص (معلم) إنّ منطقة الجويرة تحتاج إلى اهتمام كبير من المسؤولين، بما يضمن توفير سبل الحياة الكريمة، موضحًا أنّ توفير خدمات الكهرباء يأتي في مقدمة الاحتياجات العاجلة، فلا يزال الأهالي يستخدمون المولدات حتى الآن رغم انتشار التنمية في ربوع البلاد، كما أنّ هذه المولدات عرضة للعطب وانقطاع التيار بشكل متكرر، ما يزيد من معاناة السكان، خاصة في أوقات الليل وارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف القصاص أنّ السكان في حاجة ماسة إلى توفير مياه شرب صالحة، واهتمام المسؤولين بالفعاليات التي تقام في المدرسة وحضور المسؤولين إليها.

وقال حمد بن حمدان بن سالم الوهيبي إننا نطالبالمسؤولين بإمداد المنطقةبالتيار الكهربائي، الذي لم يتم توصيله حتى الآن في المنطقة، رغم أنها تبعد بمسافة 50 كم فقط عن منطقة الخويمة و20 كم من منطقة النجدة التابعة لولاية محوت. وأضاف أنّ الأهالي يناشدون المسؤولين منذ 10 سنوات إنشاء مركز صحي ومسجد، مشيرًا إلى أن الأرض المخصصة ممسوحة وملكية المسجد موجودة، لكن لم يتم إنشاؤه حتى الآن.

وأضاف: "طالبنامرارا بتملك أراضينا ولم نملك حتى الآن، وإذا أردنا بناء مطبخ أو دورة مياه أو غرفة يأتي موظفوالبلدية بمخالفتنا والشكوى عند الادعاء العام".

وقال محمد بن سعيد الصلطي إنّمنطقة الجويرة التي تتبع ولاية جعلان بني بوحسن منطقة بحرية بعيدة عن مركز المدينةوقد تسبب ذلك في بعدها عن الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء، لكن رغم ذلكمازال أهلها يتمسكون بالسكن فيها من أجل ممارسة أنشطة صيد الأسماك والذي يعتبره أهالي المنطقة من أهم مصادر الدخل، ويعتمد عليه أغلب السكان. وأضاف أن الأهالي يناشدون المسؤولين منذ سنوات توفير هذه الخدمات، لكنهم لم يتلقوا إلا الوعود، رغم النهضة المباركة التي تعم مختلف أرجاء السلطنة، لكن أنظار المسؤولين تتغافل عن الجويرة.

وتابع الصلطي أن الأهالي يطالبون كذلك بإنشاء وحدات سكنية مؤهلة، واستبدال مساكنهم الحالية المصنوعة من مواد غير ثابتة، بما يضمن توفير الحماية لهم ولأبنائهم منارتفاع درجات الحرارة وتصاعد الغبار والأتربةوإيصال تيار الكهرباء وإمدادها بالمياه.

وأوضح أن من بين مطالب الأهالي تنفيذ عدد من كاسرات السرعة "مطبات" في الطريق المؤدية إلى المنطقة، لتفادي حوادث السير المتكررة بشكل يهدد حياة الأطفال والطلاب، علاوة على تقوية شبكة الهاتف النقال والإنترنت، بما يساعد طلاب المدرسة على الاستفادة من المعلومات والمعارف المتوفرة على الشبكة العنكبوتية، وكذلك توفير التواصل الإلكتروني بين المدرسة والمؤسسات الحكومية الأخرى.

مساكن اجتماعية

أما سليم الشريقي بن حمد الوهيبي فقال إنّ الحكومة أقرت في سنة 1993 بناء مدرسة ومساكن اجتماعية ومستشفى ومسجد جامع، لكن حتى الآن لم يتم تنفيذ أي منها، إلا المدرسة وسميت بمدرسة ذات الصواريللتعليم الأساسي (1-12)، وطالبنا مرارًا بتوفير سكن اجتماعي، وتفقد المسؤولون المنطقة المقترحة لإنشاء المساكن في عام 2006، وأقرت إنشاء مساكن اجتماعية، لكن لم ينفذ منها أي مشروع حتى الآن.

تعليق عبر الفيس بوك