أصحاب المحلات بـ"صناعية السويق" يشكون عشوائية الطرق ونقص الخدمات والمياه والكهرباء

علي الرشيدي: توفيرالخدمات يجعل من الصناعية منطقة واعدة لتميّز موقعها بين مسقط ومنافذ الإمارات

عادل البريدعي:قطع الأراضي غير المستغلة تستخدم كطرق عشوائية بين المصانع والورش

أحمد السعدي:العشوائية وسوء توزيع المحلات تتجلى في تجاور مصانع الطابوق ومغاسل السيارات

سعيد البلوشي: كررنا مطالبنا لـ"البلديات" و"التجارة" لإعادة النظر في مستوى الخدمات بالمنطقة

محمد الذهلي:الشباب الطائشون يستغلون أراضي الصناعية في ممارسة هواياتهم المزعجة

الرؤية-خالد الخوالدي

يشكو أصحاب المحلات في صناعية السويق التي تعد إحدى أكبر الصناعيات في محافظة شمال الباطنة من نقص الخدمات الضرورية بما في ذلك الطرق المعبدة وأعمال الإنارة والمياه والكهرباء والصرف الصحي، ووصف عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم مستوى الخدمات في صناعية السويق بأنّها الأقل من بين صناعيات المحافظة مثل صناعية صحم والخابورة وإن كانت تتساوى معها في العشوائية وعدم التنظيم والتخطيط. وعلى الجانب الآخر، قال عدد من سكان المنطقة المقابلة للمنطقة الصناعيّة إنّهم يتضررون من إزعاج السيّارات المتوجّهة إلى الصناعية والأضرار الصحيّة الناتجة عن أدخنة حرق إطارات السيارات.

وقال علي بن مبارك بن مصبح الرشيدي عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية السويق ونائب رئيس لجنة الاستثمار الخارجي بغرفة تجارة وصناعة عمان بجنوب الباطنة إنّ صناعية السويق واعدة إذا ما توفرت بها الخدمات وذلك بحكم موقعها في منتصف المسافة بين مسقط والحدود الشمالية للسلطنة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وبالتالي فهي من المواقع التي قد يقبل عليها المستثمر العُماني أو الأجنبي لإنشاء مصانعه ومخازنه بحكم قربها من محافظة مسقط وميناء صحار الصناعي وارتباطها بطريق مختصر مع الظاهرة عن طريق جنوب الباطنة فضلا عن قربها من محافظات السلطنة الأخرى.

وأشار علي الرشيدي إلى تمتع صناعيّة السويق بمساحات واسعة وعدد كبير من القطع الصناعية مما يؤهلها لإقامة المصانع الضخمة والصناعات الثقيلة، كما أنّ عدد سكان ولاية السويق المرتفع يؤهل صناعاتها للنجاح ويؤهل الاستثمارات فيها للرقي والازدهار، لكن لتحقيق ذلك كله يجب أولا توفير البني الأساسية من ماء وكهرباء وطرق وبدون هذه الخدمات لن تنجح الصناعيّة، إذإنّالماء ضروري للصناعات والإنشاءات ورغم ذلك ما زالت الصناعية في السويق تعتمد على المياه التي تجلب عّن طريق خزانات نقل المياه مما يتسبب في هروب المستثمرين وإغلاق الكثير من المصانع التي مل أصحابها من المطالبة بزيادة قوة تيار الكهرباء وعدم التأخر في تمديدها لباقيالمشروعات، كما أن العمل في بعض الطرق يسير ببطء ولا يتناسب مع حجم المشروعات بالمنطقة.

تخوفات المستثمرين

وأشار علي بن مبارك الرشيدي عضو المجلس البلدي لولاية لسويق إلى أنّكثيرا من التجار وأصحاب الأراضي بصناعية السويق يترددون في إنشاء ورش ومصانع للحدادة والنجارة والألمنيوم وتصليح السيارات بعد أن لمسوا معاناة من سبقهم في ظل عدم توفر الخدمات الرئيسية كالطرق والمياه والخسائر المالية الكبيرة التي يتكبدونها بسبب عدم توفر تلكالخدمات لذا قرروا عدم المجازفة بإنشاء هذه الورش لحين توفر الخدمات، مؤكدا أنّهناك العديد من الشباب يريدون إنشاء مشاريعهم في المنطقة لكنّهم تراجعوا خوفًا من نقص الخدمات، متسائلا: هل سيطول الانتظار؟وإلى متى؟

وحذر المُهندس عادل بن سالم البريدعي من تأثير نقص الخدمات في المناطق الصناعية على جاذبية الاستثمار في السلطنة، حيث يؤكد ذلك توجه الكثير من المستثمرين المحليين والأجانب إلى مناطق صناعية في دول مجاورة بدعوى توافر السلع بمختلف أنواعها ووجود خيارات متنوعة فضلا عن تميز هذه الصناعيات بالتنظيم ووجود عمالة ماهرة صقلتها التجربة والخبرات المتواصلة، وأضاف أنّما نحتاجه في السلطنة هو فتح المجال للشباب لإقامة مشاريعهم دون تعقيدات وإجراءات بيروقراطيّة وتوفير الخدمات الأساسيّة خاصة الطرق والإنارة حيث تعمل الطرق على تنظيم الصناعيات وتجعل بينها فاصلا منظما، أمّا في الوضع الحالي فإنّ أي أرض فضاء تستخدم كطريق عشوائي من قبل الكثيرين مما يجعل غالبية أراضي الصناعية مجرد طرق غير منظمة، مما يساهم في تباعد المسافات بين المحلات والورش.

وأضاف البريدعي أنّه في الوقت الذي تطالب فيه الجهات المختصة بولاية السويق أصحاب الورش والمصانع نقل ورشهم ومصانعهم إلى المنطقة الصناعية نجد أنّ الصناعية تفتقر إلى الخدماتالضرورية التي من المفترض أن تتميز بها الصناعيات من طرق معبدة وتوصيل شبكة المياه، مؤكدا أنّ العشوائية ساهمت في هروب المستثمرين بعد أن تكبد أصحاب المحلات خسائر كبيرة وإهدار أموال طائلة على تعمير المحلات وإغلاقها فيما بعد نظرًا لبعد المسافة بين المستفيد من الخدمة ومقدمها إلى جانب نقص الخدمات ووعورة الطرق بالمنطقة الصناعية مما يصعبمن وصول الزبائن إلى الورش وعزوف العمالعن العمل في الصناعية مما حدا بالمستثمرين إلى غلق محلاتهم والبحث عن أماكن خارج المنطقة الصناعية وهو ما يفقدها جدواها.

وأضاف المهندس عادل البريدعي: نسمع كثيرًا عن تشجيع الحكومة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهذا الدعم لن ينجح في ظل غياب البنية الأساسية القوية والخدمات المتكاملة، حيث إنّ قوة أي اقتصاد تعتمد بالأساس على المصانع الصغيرة والمتوسطة بفضل ما توفره من فرص جيدة لتشغيل الشباب العماني الباحث عن عمل، لذلك نناشد الجهات المسؤولة الوقوف على الأوضاع في المنطقة الصناعية ووضع حلول عاجلة لحل المشكلات المتعلقة بالبنية الأساسية في المناطق الصناعية.

تضرر المنطقة السكنية

وقال أحمد بن ساعد بن ناصر السعدي أحد الشباب العاملين بصناعية السويق إنّ المنطقة تفتقر إلى خدمات الطرق والمياه والمشكلة الكبرى أنّ على يمين الشارع للمتجهين إلى ولاية الرستاق توجد الصناعية وعلى يسار الشارع مناطق سكنيّة ولا يفصل بينهما إلا الشارع فقط لذلك تكثر الحوادث في المنطقة.

وأضاف أحمد السعدي أنّ العشوائيّة في صناعية السويق تتكشف أمام من يزور المنطقة للمرة الأولى حيث مصانع الطابوق محاذية لورش تصليح السيّارات ومغاسل وتشحيم السيّارات التي تقع بالقرب من ورش الحدادة والنجارة مما يخلق تناقضًا كبيرًا بين من يريد أن ينظف سيّارته وبين قرب المغسلة من مصنع طابوق أو ورشة حدادة وهكذا، كما أنّ المستهلكين لا ينجذبون إلى الصناعية في ظل سوء وضع شوارعها التي يغلب عليها الغبار والوعورة وإذا وجدت طريقا مستوية غالبا ما يكون قد نفذه صاحب المشروع وليست الحكومة على الرغم من إنشاء المنطقة قبل خمس سنوات.

وأشار السعدي إلى أنّ صناعية السويق توجد بها ثلاث مراحل وهي المرحلة الأولى التي تعمل بصورة أفضل عن غيرها أمّا المراحل الأخرى فتوجد بها محلات متباعدة لا تشجع المستهلك على أن يذهب إليها، كما أنّ المرحلة الأولى تعمل فيها أكثر المحلات الأمامية،أمّا المحلات الخلفية فهي تعاني، واستغربنا عندما رأينا أنّه سوف يتم رصف الطرق الخلفيّة للصناعية واتضح فيما بعد أنّ هذه الأراضي لناس كبار وواصلة بينما كان يفترض أن يتم رصف الطرق الأمامية أولا بحكم أنّها الواجهة للصناعية من جهة؛ وبحكم أنّها أكثر اكتمالا من جهة أخرى، ونحن نطالب بتوفير الخدمات الأساسيّة من طرق ومياه وكهرباء أمّا الوضع الحالي فإنّ الصناعيّة تشبه أي سوق من الأسواق ولا يمكن أن يطلق عليها صناعيّة.

وأضاف أحمد بن ساعد السعدي أنّ التنظيم مهم لتطور صناعيّة السويق وباقي صناعيات السلطنة لأنّه يساهم في توفير الوقت والجهد والمال ويضمن التنافسيّة بين المحلات حيث يتجه المستهلك مباشرة لتحقيق هدفه بسهولة بدلا من أن يهدر وقته في البحث عن الخدمة على طول الصناعية ويجد محلا في الشرق ومحلا في الغرب وورشة لتصليح السيّارات وإلى جانبها محل لبيع الخردة أو ورشة نجارة أو حدادة لذلك نرجو من الجهات المختصة أخذ قضيّة التنظيم بعين الاعتبار وعدم إغفالها في المراحل المقبلة وإعادة الترتيب قدر الإمكان.

تكرار المناشدات

وقال سعيد بن إسماعيل بن يوسف البلوشي: نتردد كثيرًا على صناعيّة السويق ويهمنا أن نرى هذه الصناعيّة وهي تنعم بكل الخدمات الضروريّة التي يحتاجها المستثمر والمستهلك فالوضع الحالي صعب على الجميع حيث لا طرق معبدة ولا مياه تتوفر بسهولة وإنّما عن طريق ناقلات المياه فكيف بصناعية لها أن تتطور والمستثمر فيها يستجدي المياه وغيرها من الخدمات. وأشار إلى أنّ توفير الخدمات يسهم في تذليل الصعوبات للتجار ويدعم فرص الاستثمار بالولاية وسيكون له مردود إيجابي في انتعاش الحركة الاقتصادية بالولاية، وهناك الكثير من المطالبات من قبل المواطنين لوزارة البلديات الإقليميّة وموارد المياه ممثلة بالمديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة ووزارة التجارة والصناعة ممثلة بالمديرية العامة للتجارة والصناعة بشمال الباطنة بالنظر إلى وضع المنطقة الصناعيّة بالسويق.

وحذر سعيد البلوشي من خطورة قرب المنطقة الصناعية من الحي السكني المقابل لها مضيفا أنّه ليس من المعقول أن تقع منطقة صناعية بالقرب من المنازل، وبالمقارنة بين صناعية السويق والصناعيات الأخرى خاصة صناعية ولاية صحم نجد أنّ الوضع في السويق لا يزيد على 10% من مستوى صناعية صحم، لافتًا إلى وجود مسجد في صناعية صحم ولا يوجد مسجد واحد في صناعية السويق، وانتقد التوجه إلى تنفيذ الطرق في المنطقة الخلفية من الصناعيّة، بينما كان من الأولى تنفيذها بالمنطقة الأمامية أولا، مطالبًا بتسوية المواقف بالطابوق المتشابك (الانترلوك) للمحلات الأمامية، وانتقد عدم تنظيم المحلات بالشكل الذي يسهل على المستهلك الوصول إليها من خلال نشر اللوحات وتمهيد الطرق الجانبية.

وأشار البلوشي إلى أنّالمنطقة الصناعيّة لها أهميّة اقتصادية للدولة الأمر الذي يجعلها على رأس اهتمامات وأولويات المسؤولين عن العمل على تطويرها وصيانة الخدمات بها ومع ذلك لا تتوفر فيها الخدمات والمرافق التي تحتاج إليها مثل هذه المناطق الصناعية،إذإن شبكة الطرق هي الأهم والأساس في نهوض أي موقع من المواقع، كما أنّ تمهيد الشوارع يشجع المستثمرين على إنشاء الورش الصناعية ويساهم في تنشيط الحركة التجارية بالصناعية التي تبعد كيلو مترات قليلة عن مركز الولاية، كما أنّهطول الأمطار يؤثر سلبًا على المنطقة نتيجة وصول المياه إليها بسبب خلو المنطقة من شبكة لتصريف مياه الأمطار وعدم وجود طرق ممهدة تضمن ابتعاد المياه عن الورش وهو ما يحول معظم المواقع إلى مستنقعات، كما يجب على الجهات المعنية التمسّك بنقل اﻷنشطة ذات الصلة إلى المنطقة الصناعية بعد توفير الخدمات ومنها ورش الحدادة والنجارة والألمنيوم وإصلاح المركباتوتغير الزيوت ومصانع الطابوق وبيع قطع غيار السيارات وعدم منح تصاريح أو تجديد المنتهي خارج الصناعية.

من جانبه، قال محمد بن بن راشد بن سيف الذهلي أحد سكان المنازل المواجهة لصناعية السويق: نعاني من إزعاج السيّارات المتوجهة إلى صناعيّة السويق كما يزعجنا أكثر الشباب الطائشين الذين يستغلون وجود الصناعية في ممارسة هواياتهم الغريبة، كما نعاني من روائح حرق الإطارات إلى جانب مضارها الصحيّة، وكان يفترض أن تكون الصناعية بعيدة عن المناطق السكنية التي لابد أن تكون لها خصوصية.

تعليق عبر الفيس بوك