أسواق النفط والمال..!

يوسف علي البلوشي

يحدق العالم بأسره هذه الأيام إلى شاشات البورصات وإلى أرقام أسعار النفط ، فهناك من يندب حظه وهناك من يمسك رأسه وهناك من فقد الغالي والثمين جراء تذبذب أسعار النفط في حالات صعبة تؤجج مواقف الاستثمار والاقتصاد بشكل عام .

شد الحزام عبار أطلقها الاقتصاديون على الوضع المزري الذي تمر به ميزانيات العالم المقلصة والتي تبعاً لها بدأت خطط ترشيد الإنفاق العالمية بل والتقتير على الأنظمة بالنزر اليسير حتى لا تهوي الدول مثلما هوت كبريات الدول وأغلقت بنوكها وسدت أبواب مصارفها حتى على مواطنيها. رأى البعض ضرورة اللجوء إلى سياسة التقشف، وإيقاف المشروعات غير الضرورية، فيما رأى آخرون أن الحل يكمن في رفع الدعم عن المحروقات وتحرير التجارة والاعتماد على المنتجات الأخرى وتنويع مصادر الدخل وكل هذه الحلول قد تكون محاور للوقاية من أزمة قد تمتد بحسب المراقبين زمناً طويلاً.

ولكن في بعض الدول ولاسيما التي تعاني من اعتماد كلي على النفط كمدخل رئيسي لموازناتها ومخرج وحيد لأزماتها يفترض أن تضع عدداً من الوسائل والخطط والتدابير بل وترفع حالات الطوارئ القصوى إلى مرحلة الخطر فالمستقبل مبهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية والسياسية وكلها تلتقي مع النفط في مسار واحد. يعتبر اعتماد السلطنة منذ القدم وفي وقت الرخاء سياسات الترشيد في الموازنات العامة أمراً يخفف وطأة الأزمة، بقدر أن التأثير أيضا ليس بمنأى عنّا مع ضرورة الحيطة في تداعيات الهبوط الزائد في أسعار النفط والذي تبعاً له تتداعى أسواق المال والعقار، ولذا يجب مراعاة أن تقوم جهات الاختصاص بضبط الأسواق من تصرفات المحتكرين والتجار، الذين يقومون بضخ بإغراق السوق بالسلع ورفع أسعارها وبالتالي فإنّ ذلك يحتم أيضًا اتخاذ تدابير أخرى . ويرى الكثير من المحللين الاقتصاديين أن دول الخليج ومن بينها السلطنة ستستخدم احتياطياتها المالية الضخمة التي راكمتها في الأعوام الماضية للحفاظ على مستويات الإنفاق الحكومي المرتفعة وهو ما يضمن نموا اقتصاديا قويا على الأقل حتى 2016.

ومن المتوقع أيضًا أن توازن قوة إنفاق المستهلكين واستثمارات القطاع الخاص بدعم من النمو السكاني أي تباطؤ في القطاع النفطي بهذه الدول ولو جزئيا على الأقل. ولكن مع الاعتقاد أن الاحتياطات المالية لا تزال ضعيفة نسبيا بعكس ما يعتقده البعض وأن هذه الاحتياطات لن تصمد أمام ما هو متوقع في المستقبل من انتكاسة في أسواق النفط العالمية.

وحتى ذلك الوقت علينا التحلي بالصبر والحكمة والوقوف جنبا إلى جنب مع جهات الاختصاص والتريث في ما سيكون في قادم الأيام، والذي يحتاج بالفعل لشد الأحزمة والوقوف مع الحكومات والمختصين لتجنب تأثير الأزمة شيئاً فشيئاً.

تعليق عبر الفيس بوك