دفعة للمشروعات التنموية

تترك الجولات التفقدية التي يضطلع بها المسؤولون الحكوميون على الولايات والمشاريع التنموية أثرًا إيجابيًا كبيرًا على الصعيدين الرسمي والشعبي؛ فهي تجسّد أولا اهتمام القيادة بالمستقبل، وتهدف للاطلاع على أوضاع تلك المشاريع عن قرب من خلال مقابلة المسؤولين ومعرفة احتياجاتها، وتشحذ أيضا همم الكوادر الوطنية العاملة فيها نحو مزيد من التجويد والعمل، وتختصر كثيرًا من الوقت والتأخير الذي تحتمه أحيانًا ظروف العمل والمتغيّرات الاقتصادية التي تلقي بظلالها على العالم أجمع..

فكم من مشاريع تنموية كبرى أكسبتها زيارات المسؤولين بُعدًا جديدًا ودافعًا كبيرًا نحو الإنجاز وتحقيق الإعجاز، فارتفعت فيها وتائر العمل والأداء، وبذل فيها مزيد من جهود السرعة والالتزام بمراحل التنفيذ، فضلا عن تلافي أوجه القصور والتأخير؛ فسابقت الوقت وحاربت كل العوائق من أجل أن تتجسد على أرض الواقع وتصبح منجزا ماثلا للعيان يرفد الوطن بالخير العميم.

وعلى الصعيد الشعبي فإنّ هذه الزيارات ترسم لوحة انطباعيّة جميلة مفادها أنّ الحكومة الرشيدة تتابع أوضاع شعبها عن كثب، وأنّها تولي الإنسان العماني جل عنايتها بوصفه المحرك الأساسي لعجلة التطور والسلاح الأمضى في معركة التنمية وبناء الأوطان وصنع غدها الزاهر.

إننا الآن أحوج من أيّ وقت مضى لمثل هذه الجولات والزيارات التفقدية، وذلك من أجل حفز وتعزيز جهود أبنائنا وجنودنا المجهولين الذين يتسنّمون مسؤولية العمل في هذه المشاريع التنموية الكبرى، عبر زيارتهم والوقوف على أوضاعهم وحثهم على التجويد وسرعة الإنجاز.. علاوة على أنّ هذه الجولات التفقديّة تتلمس احتياجات المواطن عن قُرب وبدون أية حواجز، وبالتالي تجعل الشعب شريكا حقيقيا في صنع القرار الوطني عبر إبداء ملاحظاته ومطالبه التنموية التي يرفعها للمسؤولين، كما أنّها تجسد صورة حيّة عن عمق التلاحم والترابط الوثيق بين القيادة والشعب، فيغدو المجتمع متماسكًا كالجسد الواحد، وتسمو فيه روح المواطنة والتعاون على البر والتقوى وترقية الخدمات والمصالح الوطنية المشتركة.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك