الممرضة أم ريّان.. تضحية من أجل راحة المرضى وحرص على مراعاة حقوق الأسرة

الرؤية - عهود الهنائية

6 سنوات تقريبا قضتها أم ريان في خدمة المرضى، دون أن تؤثر سلبًا على حياتها العائلية، فهي تبلغ من العمر 26 سنة ولديها ريان 5 سنوات وأحمد سنتين، وتقول إن ختيارها لامتهان التمريض كان ضمن عدة خيارات كانت متاحة أمامها وقت اختيار التخصص، وترى أن الأقدار وحدها دفعتها لذلك التخصص ومن ثم العمل، حيث جاء تخصصها في البداية مختلفا، وفي مكان بعيد كثيرا عن موقع سكنها، لكنها فضلت الدراسة في معهد التمريض وتعلمت منه الكثير عن المهنة وأحبتها وأخلصت فيها وهي تعمل حاليا في وحدة الكلى بأحد المستشفيات المعروفة بالسلطنة.

وعن طبيعة عملها، تقول أم ريان إن التمريض مهنة جميلة ويكفي أن تشعر الممرضة وكأنها ملاك رحمة يساعد المرضى ويعتني بهم وقت المرض وتهتم بتقديم الدواء لهم في مواعيده، وتراعي الله سبحانه وتعالى في العمل لأن الممرض يتعامل مع أرواح ونحن محاسبون عليهم أمام الله وربما تكون مهنة التمريض من أصعب المهن للفتاة خاصة بعد أن تدخل في الحياة الزوجية وتصبح مسؤولة عن أسرة لها التزاماتها اليومية.

وتضيف: بحكم عملي اعتدت أن أتعامل مع المرضى وكأنهم من أفراد العائلة وأمنحهم مزيدا من الرعاية والاهتمام عملا بمبدأ "كما تدين تدان" لأن المرض ليس اختيار أحد، وربما أجد نفسي مكان المريض يومًا ما وانتظر من يحسن رعايتي.

وتشير أم ريان إلى أهمية توفير الهدوء حول المريض وترى أن المرضى يشعرون في الأقسام المختلفة أنهم عائلة واحدة مع الطاقم الطبي ويتمازحون للتخفيف من ضغوط المرض حيث إن العوامل النفسية تساهم بقدر كبير في سرعة الاستجابة للعلاج وتجعلهم يتقبلون إصابتهم بعيدا عن التوتر وتحرص على متابعتهم بين فترة وأخرى للاطمئنان على حالتهم وتقديم كل ما يلزمهم أثناء فترة العلاج وهو ما يساعد على أن يأخذ المرضى فكرة طيبة عن الممرضين كما أن الممرض يكون سعيدا عندما يرى ابتسامة المريض ترتسم على وجهه مما يجعل المريض يجتهد ويسخر كافة خبراته لتقديم العلاج على أفضل وجه.

وتؤكد أم ريان أنّ العلاقة بين الممرض والمريض يجب أن تكون جيدة دائمًا حتى يثق المريض في الممرض، وقالت إن بعض المرضى يسألون عن الممرض في حال غيابه ليوم أو يومين، وأوضحت أن عمل التمريض بالنسبة للأنثى المتزوجة في غاية الصعوبة خاصة فيما يتعلق بالموازنة بين البيت والأطفال من جانب والعمل من جانب آخر، وتضيف: بعد عمل شاق ومتعب أعود للبيت للاهتمام بأطفالي وزوجي لأقضي معهم باقي الوقت وأعوضهم عن فترة انشغالي بالعمل وقد أصل الى مرحلة أن أضغط على نفسي وأتحمل التعب والإرهاق فقط من أجل قضاء أكبر وقت ممكن معهم ولأشعرهم بأني موجودة بينهم واهتم بهم، ودائماً ما يتذمر أطفالي وزوجي من فترة المناوبة الليلية خاصة حيث أتركهم في بيت أمي أثناء عملي لتعتني بهم أمي وأختي لحين عودتي من العمل ولم تكن لدي مربية لتعتني بالأطفال في ذلك الوقت، وبعد دخول أختي الجامعة قررت أن استعين بمربية أطفال لأبنائي بشرط أن تكون أمام أعين والدتي فكنت آخذها مع أطفالي الى أمي خوفاً من أن تتعامل معهم بطريقة سيئة على خلفية ما نسمعه عن مشاكل المربيات وعاملات المنازل مع الأطفال خاصة وأنا أعلم أن أطفالي مشاغبون وكنت ولا زلت لا أوبخهم أمامها لكي لا تتعامل معهم بنفس الطريقة أثناء غيابي. وعند مرض أحد أطفالي وأنا عائدة من مناوبة ليلية أشعر بالتعب وأجدني مجبرة على الاهتمام به وصحته مما يجعلني أكمل فترة السهر وعدم النوم حتى تتحسن صحته وفي اليوم التالي أجدني أكثر إجهاداً لكني أحرص أن أتم عملي على أتم وجه.

وذكرت أم ريان أحد المواقف التي واجهتها أثناء عملها ولازالت لا تنسى هذا اليوم الذي تشاجرت فيه مع أحد المرضى في بداية ممارسة المهنة حيث إن المريض كان يشكو من مرضٍ عضال وساءت حالته النفسية لدرجة أصبح يصيح مما تسبب في ازعاج المرضى الآخرين وهو ما دفعها إلى التحدث معه بلهجة حادة ولم يمض يومان حتى علمت أن المريض التي تنازعت معه انتقل الى الرفيق الأعلى ولا زالت ذكراه تؤلمها، وتعلمت من يومها ألا تكرر ذلك مع أي مريض.

تعليق عبر الفيس بوك