السلطنة تواصل المشاركة في "مهرجان كاوس".. والخيمة العمانية تبرز جماليات المقومات السياحية

كاوس (بريطانيا) - عادل البلوشي

تتواصل مشاركة السلطنة في مهرجان كاوس للإبحار الشراعي في بريطانيا، والذي يدخل يومه السادس، وسط إقبال كبير من الجمهور على زيارة الخيمة العمانية، بتنظيم من عمان للإبحار، وبدعم من وزارة السياحة.

وتُقام، اليوم، فعالية خاصة للإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام البريطانية -المرئية والمسموعة والمقروءة- وسيتم خلال الفعالية تقديم نبذة تفصيلية كاملة عن مشروع عمان للإبحار والقوارب الخاصة بها، إضافة إلى استعراض أبرز المشاركات والنتائج التي حققها في تلك المشاركات. وسيحظى الإعلاميون بجولة في الخيمة العمانية للتعرُّف عن قرب على أهم المقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة، كما سيحظى كافة الإعلاميين بأخذ جولة بحرية على متن القارب "مسندم"؛ وذلك على شواطئ جزيرة وايت بمدينة كاوس، وسيتولى أفراد طاقم القارب بقيادة البحار الفرنسي سيدني جافنيية وعدد من البحارة العمانيين تقديم شرح مفصل عن القارب وأهم أجزائه وأهميته في الترويج السياحي للسلطنة.

ومن جهة أخرى، شارك أسطورة كرة الرجبي الفرنسي سيرجي بيتسن مع المستكشف البريطاني المشهور بين ساندري ضمن طاقم عمان للإبحار في سباق تحدي أرتيمس 2015م على متن القارب مسندم من فئة المود 70، والذي انطلق صباح أمس لمسافة 50 ميلًا بحريًّا حول جزيرة وايت البريطانية. وأشاد سيرجي وبين بأداء القارب العماني مسندم.. مؤكدًا على أنَّ السلطنة من الدول الأكثر اهتماما بالرياضات البحرية.

أشهر لاعبي الرجبي

ويُعد بيتسن وساندرس كلاهما رياضيين مشهورين ومن أشهر لاعبي كرة الرجبي؛ حيث لعبا أكثر 65 مباراة للمنتخب الفرنسي بين عامي 1997 و2007م، أما ساندرز فهو من أشهر مستكشفي القطب المتجمد وحامل لقب أطول مسافة تزلج على الأقدام، ولكنهما رغم ذلك يمتكلمان خبرة ضئيلة في الإبحار، وسيكون وجودهما على القارب حضوراً شرفيا تشجيعياً حسمبا يقول ربان القارب.

كما يشتهر بيتسن بشغفه ومثابرته في اللعب، وهي خصال محمودة وأصيلة في ثقافة التنمية في مشروع عمان للإبحار، كما أنها خصال لقيت استحسان ربان القارب سيدني جافنييه.

ويُدير الفرنسي بيتسن أكاديمية سيرجي بيتسن في الكاميرون مسقط رأسه في قارة إفريقيا، وتهدف الأكاديمية إلى مساعدة الأطفال المحرومين من التطوير، ولكونه رياضياً مخضرماً استطاع سيرجي إدراك بعض التشابهات بين رياضة الرجبي، وقال: "الإبحار رياضة شبيهة برياضة الرجبي حيث يتوجب أن تلعبهما خارجاً في الجوالطلق، وأن تلعبهما بأقصى ما أوتيت من قوة وحنكة، كما أنها تعتمد كثيراً على العمل الجماعي، وتحتاج إلى إتقان جميع أركانها للوصول إلى النجاح". وأضاف سيرجي: "لم أبحر كثيراً من قبل، ولذلك سأحتاج إلى بعض الإرشادات قبل الانطلاق، ولكنني متحمس جداً لخوض هذا التحدي والإبحار مع هذا الطاقم".

وليس ساندرس بأحسن حظاً من سيرجي في خبرته في الإبحار، وعن ذلك يقول: "هذه أول تجربة لي في الإبحار الشراعي، وكانت اختباراً صعباً لقوة التحمل واللياقة البدنية، وكنت متحمسا جداً للإبحار والمنافسة بين أكبر أسماء الإبحار الشراعي المحيطي". وأضاف ساندرس: "كوني مستكشفاً للقطب المتجمد فأنا أعشق المغامرات الطبيعية، وأستمتع بالتحديات الجديدة، ودفع قدرات الجسدية والذهنية إلى حدود أبعد من حدود المستحيل".

وعلاوة على سيرجي وساندرس، يُشارك ضمن الطواقم الأخرى بعض من أشهر الأسماء العالمية في رياضة الإبحار الشراعي والرياضات الأخرى؛ مثل لاعب الرجبي البريطاني مايك تيندال، والفرنسي سيلفين ماركونت، إضافة إلى بعض الربابنة أصحاب الإنجازات المشهودة في الإبحار حول الأرض مثل البريطانية دي كافاري التي كانت تشرف على البرنامج النسائي في عمان للإبحار.

الخيمة العمانية

وحرص المهندس مايك جون على زيارة الخيمة العمانية في مهرجان كاوس للإبحار الشراعي لهذا العام؛ حيث ذكر أنَّ زيارته للمهرجان لا تكتمل إلا بزيارة الخيمة العمانية سنويا. وأضاف جون: "تربطني ذكريات رائعة بالسلطنة حينما كنت مهندسا باليخوت السلطانية ومشرفا على جميع اليخوت والقوارب الخاصة لجلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث تشرفت بأن أكون بجوار جلالته في أكثر من رحلة بحرية". وأضاف جون: "لشعب العماني محظوظ بوجود قائد حكيم مثل صاحب الجلالة حيث يمتلك جلالته رؤية ونظرة مستقبلية واعدة في كافة الأمور، ولا أنسى نصائحه وتوجيهاته التي فتحت لي آفاقا أوسع وأرحب في مجال صيانة القوارب واليخوت، وأتمنى دائما التطور والتوفيق لهذا الشعب العظيم الذي يستحق كل الإشادة والتقدير".

وقال البريطاني باتريك أحد زوار الخيمة العمانية: "ليس لدي معلومات كثيرة عن سلطنة عمان، ولكنني أجد دائما نتائج مشاركات القوارب العمانية في مختلف السباقات العالمية، وتدهشني النتائج المقدمة التي يحققها، وأجد دائما بأن هناك تطورا جيدا وتسارعا مميزا لرياضة الابحار الشراعي في عمان". وأضاف باتريك: "يتمتع العمانيون بأنهم ذوو أخلاق رفيعة، ويتصدرون بكرم الضيافة الأصيلة، فلدى زيارتنا للخيمة العمانية تم استقبالنا بتناول التمر والقهوة العمانية، والتطيب بالبخور واللبان، وهذا يبعث فينا السعادة تجاهكم بأنكم شعب طيب وخلوق". وأوضح باتريك أن السلطنة تمتلك مجموعة من المزارات السياحية الجميلة المختلفة كالشواطئ والجبال الشاهقة والجزر والمحميات والصحاري، وهذا من شأنه بأن يضعها في مقدمة الوجهات السياحية المقبلة.

ثراء طبيعي

ومن جانبها، أشادتْ البريطانية سوزان بإعجابها بما شاهدته في جنبات الخيمة العمانية؛ حيث أكدت أنها تعرَّفت على الثراء الطبيعي للسلطنة والتنوع التضاريسي لمختلف المناطق -ممثلة في جبل شمس وجزر الديمانيات ومحمية السلاحف برأس الحد...وغيرها من الأماكن السياحية الرائعة. وأضافت بأنَّ من أبرز الأمور التي شدت انتباهها في الخيمة "المندوس" الذي يتميز بنقوش وزخارف مميزة، اضافة إلى شكله الرائع، وقالت إنَّ المجوهرات والفضيات والازياء النسائية الجميلة هي الأخرى شدت انتباهها أثناء الزيارة. ومضت تقول إنها علمت من أصدقائها أنَّ السلطنة افتتحت في السنوات القليلة الماضية دار الأوبرا السلطانية، وشاهدت صور المبنى بأنها مميزة وذات طابع معماري أصيل، وقالت إنَّ مثل هذه المعارض الترويجية عن عمان في الدول الأوروبية والمحافل الدولية تعمل على اثراء السياحة في عمان كون الجميع قد لا يملك المعلومة والأفكار الكاملة عن السلطنة.

نقل التجربة

أما البريطاني بيين، فقد قدم إلى الخيمة العمانية مع عائلته؛ حيث حرص على نقل التجربة لعائلته بعد أن تواجد في السلطنة لعدة سنوات سابقة بحكم عمله؛ إذ قام بيين بدور المرشد في الخيمة وقام بتعريف ابنته بالازياء العمانية وتميزها، إضافة إلى نقش الحناء الذي تقوم به الفتيات في أغلب المناسبات والأفراح. وذكر بيين لعائلته وشرح لهم طبيعة الاجواء المميزة لمحافظة ظفار وأنها تتحول في فصل الخريف الى جنة خضراء ويتساقط عليها الرذاذ، وأوضح أنه سيرتب في الفترة المقبلة زيارة سياحية أخرى لعائلته الى السلطنة، بعد أن سبق وزارها.. مشيرا الى أن عمان بلد متطور، وكلما أتى إليها في كل مرة يجد فيها شيئا مختلفا في العمران والتطور.

وفي لقاء آخر مع هولدن -أحد الزوار- قال: "أعتقد أنَّ السلطنة بكل تفاصيلها الجميلة تعد من البلدان العربية والخليجية ذات الطابع المتفرد سواء في التضاريس او في طبيعة الحياة الهادئة، وتتميز بتواجد فنادق ومنتجعات رائعة كمنتجع شنجريلا برالجصة وفندق قصر البستان"؛ حيث كانت له تجربة جيدة هناك، واستمتع خلال تواجده بالسلطنة في تلك الفترة، وشاهد تنوع التضاريس الرائع للجبال والأودية وغيرها. وأشار هولدن الى أنه خلال تواجده في السلطنة جرب تناول التمر والقهوة العمانية؛ حيث وصف القهوة بانها تختلف كليا عن بقية أنواع القهوة الاخرى كالتركية وغيرها. وأضاف أنه حرص على تناول القهوة العمانية لدى زيارته الى ركن الخيمة العمانية.. مشيرا الى أن القهوة تعد خفيفة جدا ومناسبة وذا طعم مميز، وشد انتباه هولدن في الخيمة العمانية، الشاب الذي قام بعمل تصاميم فريدة للفخار عبر استخدامه للطين، مشيرا الى حرفة الفخار تعد مثيرة وتدلل على الفن العماني الرائع.

اكتساب الخبرات

فيما عبَّر يوسف بن حمود العامري (من عمان للابحار) عن سعادته بأن يكون ضمن وفد السلطنة المشارك في مهرجان كاوس للابحار الشراعي، مشيرا إلى أنها تمثل فرصة لجميع المشاركين لاكتساب الخبرات. واضاف ان المهرجان يعتبر من ضمن المهرجانات العريقة في بريطانيا وتحديدا في كاوس فهويطل على الجمهور بشكل سنوي في ثوب جديد وبروح تستمد طاقتها من اعماق التاريخ. وحول اهم التساؤلات التي يطرحها الزوار على المنظمين للخيمة العمانية، قال: "هناك أسئلة كثيرة تدور في اذهان الزوار منها ما هو يختص بموقع السلطنة الجغرافي وارتباطها بدول العالم هذا من جهة والبعض الاخر يتعمق في التركيبة السكانية واهم العلامات الفارقة في حياة الشعب العماني سواء من الناحية الثقافية أوالتراثية والسياحية".

وأضاف: "كون الخيمة العمانية تضم بين جنباتها بعضا من الحرف، فإنَّ البعض يطرح مزيدا من الأسئلة حول الصناعات الحرفية -سواء من ناحية استخداماتها أو المواد المستخدمة في الصناعة- لكنَّ الملاحظة المهمة هنا تتمثل في أنه للأسف الشديد أكثر من 55% من زوار الخيمة العمانية لا يعرفون الكثير عن السلطنة، وربما ذلك ناتج عن ضعف الجانب الترويجي في الوقت السابق، لكن هذا الأمر يتم تداركه بشكل متواصل من خلال المشاركة في المعارض والمهرجانات العالمية".

وقال العامري إنَّ الملابس العمانية تجتذب الكثير من النساء البريطانيات؛ حيث يبدين إعجابهن بجمال الزي العماني، وهذا ما يدفع البعض لمعرفة المزيد من الأزياء العمانية والمقارنة ما بين الطابع القديم وملاءمته لروح العصر الحديث من خلال نماذج تزخر بالكثير من المشغولات والأكسسوارات الجميلة. وتابع بأنَّ بعض الزوار يتوقف طويلا امام العماني الذي يقوم باستخراج نماذج فنية من الفخار، وآخرون يطيب لهم الحديث مع حرفة النسيج؛ حيث يحظى الصانع باهتمام الجمهور الزائر ويحاولون تقليد ما يقوم به من أعمال.

وأشار العامري إلى أنَّ الكثيرَ من الزوار يفضلون ألوان المطويات والكتيبات التي تتواجد في الخيمة العمانية تجمع في كتاب واحد؛ بحيث يشمل أهم المناطق السياحية والأثرية...وغيرها من المعلومات التي تهمُّ الزائر؛ وذلك تسهيلا لهم في الحصول على الكتاب في شكله الشامل.

ركيزة أساسية

أما طارق الزدجالي -الذي يعمل في مجال التصميم الجرافيكي- فقد ثمَّن جهودَ السلطنة بمختلف مؤسساتها في إتاحة الفرصة للجمهور البريطاني والأوروبي؛ للاطلاع على ثقافتنا العربية الأصيلة، والدور البارز الذي لعبه العمانيون في الوصول إلى العالم، والإسهامات التي عرفت عنهم في مجالات كثيرة؛ أبرزها: ريادة البحار. وحول أهمية المشاركة في مهرجان كاوس، قال: "في الوقت الحالي تتوجه جميع دول العالم نحو صناعة السياحة، فهي مورد اقتصادي نابض بالكثير من الفائدة، ولا شك أنَّ السلطنة جزء لا يتجزأ من هذا العالم؛ فهي تسعى إلى استغلال هذا الجانب ليكون إضافة حقيقية وركيزة أساسية نحو تحقيق مزيد من الأهداف".

وأضاف بأن المشاركة في المعارض الدولية لا يختلف على أهميتها اثنان؛ فهي من جهة تُبرز للعالم وجودها على خارطة الدول الأكثر نشاطا واهتماما بالأمور الإنسانية، وأيضا تعرِّف بإمكانياتها التي تؤهلها لتكون محطة مهمة بين الدول الأكثر ثراء من الناحية السياحية؛ وبالتالي علينا أن نعي أهمية دور المؤسسات في الترويج للوطن. وتابع بأنَّ الترابط الوثيق بين مشروع عمان للإبحار ووزارة السياحية يُشكل نواة مهمة تنطلق منها السلطنة لتحقيق أهداف تسمو باسم عمان في كثير من المحافل الدولية، وهذا كله يصبُّ ايجابا في مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء.. مشيرا إلى أنَّ التاريخ كتب الكثير من الصفحات المشرقة للسلطنة، لكنَّ الأجيال الجديدة في العالم ربما يغيب عنها الكثير من المعلومات؛ وبالتالي هذه المهرجانات تنشط ذاكرة الشعوب وتفتح لهم آفاق واسعة لمعرفة الحقائق وايضاح الصور الخفية.

احتفالية عالمية

وقال يوسف الحسني إداري غوص بعمان للإبحار: "سعيد بالمشاركة في الاحتفالية العالمية التي تعد الاولى بالنسبة لي فكما اشار زملائي السابقين يعد مهرجان كاوس للابحار الشراعي ضمن اهم المهرجات التي تقام سنويا في المملكة المتحدة ويحضره عدد كبير من الزوار". واضاف بأن كاوس بموقعها الجغرافي تجعل منها قبلة لكثير من الزوار فهي نقطة التقاء لكثير من العائلات بفضل ما تتمتع به من جماليات الحياة وهدوء المكان وغير ذلك من عوامل الجذب الاخرى. وتابع أن مشاركة السلطنة غاية في الاهمية كونها تطلع الشعوب على ثقافتنا العربية وما وصلنا اليه من تطور في شتى المجالات الاقتصادية والسياحية وغيرها.. مشيرا الى ان السلطنة بها الكثير من المقومات السياحية التي تحتاج إلى كشف النقاب عنها. وأوضح أن جهود القائمين على مشاركة السلطنة في المهرجان واضحة للجميع، فهناك عمل جماعي يلتقي في غاية واحدة وهدف محدد وهو الترويج للسلطنة كقبلة سياحية مهمة في قلب الوطن العالم.

تعليق عبر الفيس بوك