رسالة وطنيَّة

إيمان الحريبى

ما يُقدمه مهرجان صلالة السياحي في نسخته التاسعة عشر لهذا العام يُعبِّر عن رسالة وطنية سامية تتمثل في أهمية وضرورة أن نتآلف ونتكاتف جميعا لحب الوطن، وأنَّ السمة الوطنية التي تغلب على أيِّ عمل يدفعها رضا الله والعمل الوطني وحب الوطن والقائد.

وما أريد توضيحه في هذا المقام أنَّ مهرجان صلالة السياحي يقوم بجهود كبيرة وواضحة في إبراز التراث والفنون والعادات والتقاليد العمانية المختلفة كرسالة وهدف وطني يبرز الهوية الحضارية لهذا البلد الغني ثقافةً وحضارةً وتاريخاً. ومع الزخم الكبير الذي يقدمه مهرجان صلالة السياحي من أجل التعريف الموروثات العمانية المختلفة، من المتوقع أن يُصاحب ذلك شغف كبير من الجيل الحالي من الشباب...وغيرهم من المهتمين بالفنون، واستهواهم ما رأوا من أصالة وفن واعتزاز لافت بالتراث العماني لأن يتعرفوا على المزيد من هذا التراث وفنونه وما يرتبط بهذه الفنون من طريقة الأداء والإيقاعات والإشعار...وغيرها؛ فلا نجد ما يمكن أن نقدمه لهم كمرجع يعرف بالفن ويحفظه ويعرف بأبرز فنانيه.

أما آن الأوان لإيجاد موسوعات ومؤلفات تقدم للباحث والسائل المعلومة الكاملة والواضحة حول فنوننا وتراثنا. وبعد انقضاء المهرجان، لابد من فكرة أخرى دائمة تقدم المعلومة اللازمة عن التراث العماني المؤلفات والمواقع الإلكترونية والسير الذاتية والموسوعات والبرامج التليفزيونية والإذاعية غدت أمرا مطلوبا مع تواصل مثل هذه المعلومات حول التراث العماني في المنهج الدراسي؛ بهدف تقديم المعلومة الصحيحة عن هذا المكنون الحضاري الخالد وعد السماح بأي متغيرات تحيط به وتشوبه أو أن يكون يوما ما في طي النسيان في ظل نمط الحياة المتسارع.

وفي قراءة متأنية لما يوليه مهرجان صلالة السياحي للتراث، نأخذ مسابقة الولايات التنافسية كمثال؛ فهذه المسابقة التي دشنها المهرجان منذ أكثر من ست اعوام أو اكثر تغيرت في اسلوبها وحجم الاقبال والمشاركة فيها كما وكيفا وتعدت مستوى التنافس للحصول على المراكز الاولى الى اعداد منظم وتخطيط مدروس حول كيفية إبراز الولاية والمحافظة التي تشارك في المسابقة خير تمثيل بكل تفاصيل اجتماعية واقتصادية وتراثية وملامح الحياة العامة بشكل يختلف عاما بعد عاما، وهذا في حد ذاته مؤشر نجاح كبير لهذه المسابقات واهميتها وأهمية الاستمرار في تحقيق الاهداف التي أتت من أجلها هذه المسابقة وغيرها. ولعل من أبرز المشاهد التي تستوقف أيَّ متابع هي حضور كبار السن ومشاركتهم بفاعلية واضحة وهو ما يمكن أن نعبِّر عنه ضمن مفهوم الاستلام والتسليم ونقل كل المعارف والخبرات والادوات والملامح والحياة العمانية الأصيلة بشكل عملي تفاعلي ملموس للاجيال المعاصرة. هذه هي الروح العمانية التي نبحث عنها وهذه هي الشخصية العمانية التي عرفناها دائما محبة لهويتها وتعتز بها وتسعى في كل محفل لتجسيدها خير تجسيد؛ فكان شعار مهرجان صلالة السياحي لهذا العام تحت عنوان "عمان المحبة والسلام" خير محفز وخير داعِ للجميع للعمل والحضور المجيد المطلوب لإبراز التراث العماني والهوية الحضارية أمام الجميع.

أخيرا.. لا يجب أن نقف عند هذا الحد طالما يجمعنا حب عمان وقائدها؛ فهناك المزيد مما يمكن أن نقدمه، وهنيئا لمهرجان صلالة السياحي هذه الخطوات الرائدة في المحافظة على التراث العماني، وفي انتظار الجديد منهم في النسخة القادمة من المهرجان.

eman@alroya.net

تعليق عبر الفيس بوك