نافذة حضارية مُشرقة

تركت فعاليات الأيام الثقافية العمانية في البرازيل والتي تنظمها وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع عدد من الجهات؛ بصمة واضحة وأثرًا طيبًا في الأوساط التي شهدت فحوى الفعالية وأركانها المختلفة، حيث أعربت عن مدى إعجابها بمكونات ومفردات الثقافة العمانية، والتي تعكس تطور ورقي السلطنة في شتى المجالات. وتجيء الفعاليات في إطار التعريف بالسلطنة وما تزخر به من إرث ثقافي واجتماعي وبيئي، والترويج لعمان في مختلف المناحي السياحية والاقتصادية، وعكس جوانب مشرقة من حياة الإنسان العماني. بجانب تعزير ثقافة التسامح والتعايش الديني والتركيز على أهمية نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين شعوب العالم.

ولم تألو وزارة التراث والثقافة على مدار الأسبوعين اللذين التأمت فيهما الأيام الثقافية العمانية جهدًا في أن تخرج الفعالية في ثوب قشيب حسن، وتمثل ذلك في الإعداد الجيّد للبرنامج، والذي تضمن العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية المتنوعة، التي أبرزت خلالها الوزارة عناصر ومشاهد مختلفة من الثقافة العمانيّة، حيث اشتملت الفعاليات على إقامة معارض للوثائق والمخطوطات، ومعرض التسامح، والتعريف بتاريخ السلطنة وتواصلها الحضاري مع دول العالم عامة والبرازيل خاصة، فضلا عن تسليط الضوء على العلاقات العمانية مع مختلف الشعوب والقائمة على مبادئ السلام واحترام الآخر والانفتاح على العالم بما فيه خير البشرية وتطورها.

وترسيخا لعراقة إنسان السلطنة وبراعته اليدوية حوت الفعاليات أركانا مختلفة من العروض الحيّة لمختلف الحرف والمشغولات التقليدية العمانية كصناعة المنسوجات والفضيّات والخشبيات التي نالت إعجاب الزوار، وشكّلت معرض كتابة الخط العربي وعروض الفلكلور الشعبي والأزياء العمانية التقليدية وأهازيج الموسيقي العماني لوحة جمالية أكسبت الفعالية معنى الثراء الثقافي وعراقة أرض مجان.

ستظل الأيام الثقافية العمانية دومًا نافذة مطلة على وجه عمان الحضاري، وسفيرا يحث على القيم الأصيلة الضاربة بجذورها بعيدًا في عمق الأرض العمانية، ومثالا ساميًا يحث العالم على إرساء ثقافة التعايش ونشر رسالة التسامح والحوار وسط شعوب العالم وفق أسس التفاهم والاحترام المتبادل والانفتاح على الآخر دون تدخل في شؤون الغير.

تعليق عبر الفيس بوك