مهرجان صلالة يطوّع مختلف الفعاليات لإبراز الموروث الحضاري والترويج للسلطنة سياحيا

الرؤية - خاص

تحرص إدارة مهرجان صلالة السياحي على مراعاة صياغة الأهداف التي يقام من أجلها المهرجان من خلال خطة العملالتي تهدف بشكل مباشر إلى عدد من الركائز الأساسيةمنها المساهمة في إثراء الحركة الثقافية والفنية وتفعيلها بالصورة الأمثل محليا وعربيا وعالميا والمساهمة في إبراز الموروث الحضاري والثقافي للسلطنة ودعم المبدعين في كافة المجالات الثقافية والفلكورية وكذلك المساهمة في الترويج السياحي وتفعيل البرامج السياحية على مستوى السلطنة بشكل عام ومدينة صلالة على وجه خاص، فضلاً عن خلق مناخ اقتصادي وسياحي وثقافي وترفيهي في صلالة وفي هذا الاطار تتم صياغة برنامج يتلاءم مع هذه الأهداف والرؤى ويبرز الركائز التي يقوم عليها المهرجان منذ انطلاقه.

وتتضمن التسميات والشعارات التي يختارها المهرجان في كل عام رسائل وطنية يقدمها من أجل التأكيد على تلك الروح الوطنية التي تغلف الأهداف التي ينطلق من أجلها المهرجان فإبراز التراث والمساهمة في إيجاد مناخ اقتصادي وسياحي وثقافي وترفيهي وغيرها من الأهداف الأخرى هي ركائز يقوم عليها برنامج المهرجان. فلما كان المهرجان يهتم بالأسرة والطفل اعتنى بذلك وخصص إحدى دوراته لتسليط الضوء على العناية بالطفل العماني والاهتمام بالابتكار والتنشئة السليمة لأطفال عمان فكان عنوان المهرجان وشعاره في تلك الدورة (طفولة آمنة.. عمان واعدة) وكان للمهرجان في هذه الخطوة السبق لأن يهتم بفعاليات مخصصة للطفل في مهرجان كبير بحجم مهرجان صلالة السياحي الذي تخطى حدود المحلية من زمن.

وجسد المهرجان معاني السلام وهي رمزية للسياسة الحكيمة التي هيأت لعمان الاستقرار والأمانفنشط الاقتصاد واتجه الجميع للبناء والتعمير واستكمال مسيرة الخير في ظل قيادة حكيمة ومستنيرة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- ولولا ذلك لما كانت التنمية وهذه النهضة الزاهرة المباركة والتي يعد المهرجان إحدى ثمارها فاحتفى المهرجان بهذا الشعور الوطني وعبر عن امتنان كل مفردة على هذه الأرض الطيبة لقائدها وباني نهضتها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس.

واختار المهرجان شعار (حب عمان يجمعنا) وهي دعوة قدمها المهرجان للجميع للتعبير عن حبهم لهذا البلد والعمل والإخلاص فكانت تلك الدورة معنى إضافيا آخر للتعبير عن الامتنان والشكر والثناء لمن ينبي هذا الوطنويستكمل المهرجان هذا العام مابدأه قبل أعوام للتعبير عن نفس مضمون السلام والمحبة فلم يجد القائمون على المهرجان مفرا من أن يعبر مهرجان صلالة السياحي بما فيه من زخم محلي وإقليمي واسع أن يكون منصة للمحبة والسلام لاسيما وأن النهضة المباركة تكمل خمسة وأربعين عامًا من عمرها المبارك فأتى شعار هذا العام ليحتفي بثمار هذه السياسة الحكيمة لقائد البلاد المفدى - أيده الله - واحتفالا بسلامة مولانا أطال الله في عمره.

أرض الصداقة والسلام

ويعد معرض عمان أرض الصداقة والسلام واحدا من أهم الفعاليات الثقافية والفنية الثابثة بالمهرجان التي تتناول مظاهر تطور التعليم والنشأة واتصال القائد بشعبه في مواقف مختلفة أبرزها الجولات السامية والمناسبات وغيرها، إضافة إلى الزيارات المتبادلة بين جلالته - أبقاه الله - وقادة الدول الخليجية والعربية والعالمية ومشاركة جلالته في المحافل المختلفة التي تحتفي بالسلم والسلام ومع المنظمات الدولية المعروفة. كما يحتوي المعرض على صور أخرى تبرز كراسي جلالة السلطان العلمية وصورا فوتوغرافية توضح استقبال صاحب الجلالة - أيده الله- لقادة ودول وزعماء العالم الذين زاروا السلطنة في فترات مختلفة وهناك من الصور التي تترك الأثر الطيب في النفس وخصوصا تلك التي تبرز تلاحم القائد مع الشعب واستماع جلالته لحديث أبناء شعبه في السهول والجبال وأقدم صورة في المعرض تعود إلى العام 1972، وكانت لزيارة أحد قادة الدول العربية إلى السلطنة، وأحدث صورة كانت للمقام السامي - حفظه الله ورعاه- خلال افتتاح المركز الثقافي بجامعة السلطان قابوس في أواخر العام الماضي.

ويضم المعرض الذي يستمر حتى نهاية مهرجان الخريف، أربعة أقسام رئيسية هي «السلم الاجتماعي» الذي يعبر فيه عن تواصل جلالته - أيده الله- مع أبناء شعبه في صور تذكارية خالدة من خلال الجولات السامية والاحتفالات وغيرها، في حين يبرز في جانب «السلم الاقتصادي» ملامح من النهضة الاقتصادية وبداياتها في السلطنة، ويعتبر قسم «السلم السياسي» محطة بارزة في مسيرة القيادة الحكيمة وشخص جلالته، فهو رجل السلام في بلد السلام والأمان. وفي قسم «السلم البيئي» تبرز مجموعة من الصور جهود السلطنة في حماية البيئة ومشاركاتها الدولية.

برنامج حافل ومنوع

ويحتضن المهرجان هذا العام أنشطة وبرامج مختلفة تناسب كل الفئات العمرية تمثلتفي إقامة الفعاليات الترفيهية والثقافية والمعارض المتخصصة وتقديم الفنونالتقليدية العمانية والمسابقات الرياضية والأمسيات الفنية، إضافة إلى فعاليات الطفل التعليمية والاجتماعية والصحية والثقافية والمهاراتية والفكريةوالإبداعية والأدبية إلى جانب مسابقات وجلسات السمر والطرب. وبدأت الحفلات الفنية بمشاركة نجوم الفن في الوطن العربي بالفنان حسين الجسمي كما تشارك الفنانة أحلام وفنان العرب محمد عبده .

وأقيمت معظم فعاليات مهرجان صلالة السياحي 2015م، بمركز البلدية الترفيهي المجهزبعدد وافر من القاعات والمسارح والساحات وقرية تراثية تضم البيئات المتنوعةلمحافظة ظفار والأسواق الشعبية حيث يرى الزائر فعاليات تراثية متنوعة من أهمهامسابقة الولايات التي أقيمت على المسرح الدائري بمشاركة ولايات من كافة محافظاتالسلطنة

ومن أهم المعارض التي احتضنها مركز البلدية الترفيهي معرض(عمان أرض الصداقةوالسلام) ومعرض وزارة التربية والتعليم والمعرض الزراعي إلى جانب القرية الحرفيةومعرض الهيئة العامةللوثائق والمحفوظات. كما يحتضن مركز البلدية الترفيهي معرض الجمعية العمانية للفنون التشكيلية ومعرض شرطة عُمان السلطانية ومعارض جمعيات المرأة العمانيةومراكز الوفاء الاجتماعي التطوعي ومعرض السفارة الأمريكية ومعارض أخرى والفنانين والجمعيات المتخصصة .

وأقيمت ضمن الفعاليات الفنية لمهرجان صلالة السياحي حفلات غنائية على مسرح المروجبمشاركة العديد من الفنانين من داخل وخارج السلطنةإضافة إلى عروض مسرحيةشارك في تقديمها عدد من الفرق المسرحيةالمحلية وفي مجال الأنشطة الرياضية نظم المهرجان هذا العام مسابقة مهرجان صلالة السياحيللرماية المفتوحة وبطولة مهرجان صلالة السياحي لكرة القدم إلى جانب سباق القدرة للخيلومسابقة المزاينةوالمحالبة.

وفي جانب الفعاليات والأنشطة الترفيهية شهد المهرجان ألعاب الخفة وكرنفال الأطفال العالمي والعروض الصينيةإضافة إلى تجهيز عدد كبير من المحلاتالخاصة بالمهارات وعروض الدراجات والسيارات وركوب القطارات إلى جانب توفيرالعديد من الألعاب الكهربائية والهوائية .

وتشهد قرية سمهرم السياحية التيأقيمت تحت مظلة المهرجان وتعد رافدا منروافد مهرجان صلالة السياحي العديد من الفعاليات والأنشطة التي تعنى بالمعارضالتجارية والألعاب الكهربائية والهوائية وألعاب المهارات وعروض الحيوانات وركوبالخيل والجمال والفرق الشعبية والعروض المسرحية ومسابقات الأطفالإلى جانب عروضالفنون التقليدية التي أقيمت بسوق الحصن بمنطقة الحافة.

وشهد مركز البلدية الترفيهي هذا العام زيارة أعداد غفيرة من السياحمن داخلالسلطنة وخارجها الذين يقضون إجازاتهم الصيفية في محافظة ظفار للاستمتاع بالطقسالجميل لموسم الخريف السياحي الذي يستمر حتى منتصف سبتمبر المقبل .

الثراث والفنون

ويعد مهرجان صلالة السياحي أحد الداعمين للمواهب والحرف العمانية التقليدية والحرفيين والفنون والتراث إذ أفرد المهرجان الكثير من المساحات لهذه المشاركات فوصل عدد الفرق الشعبية والمشاركة من مختلف محافظات السلطنة أكثر من 90 فرقة شعبية من داخل وخارج المحافظةوبلغ عدد الحرفيين نحو 70 حرفيا وحرفية فضلاً عن التعريف بالهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى جانب معرض لصندوق الرفد. ومن أوجه الدعم للمهرجان مشاركة العنصر الشبابي على رأس الفعاليات والمناشط المنتشرة في مرافق المهرجان المختلفة في إطار منحالثقة وبناء القدرات والمهارات الشبابية في التعامل المباشر مع الجمهور واكتساب خبرات الإدارة والتنسيق للفعاليات بشكل لن يتوفر لهم ربما في أي مكان آخر يقصدونه. هذا فضلا عن تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لإدارة الفعاليات والمناشط المختلفة في المهرجان وتوفير فرص العمل المؤقتة لأبناء المحافظة وهو عادة حميدة دأب المهرجان على توفيرها وحرص على تقديمها لدعم الشباب ومنحهم الثقة في أنفسهم وقدراتهم بل وأن يضعهم على الخطوات الأولى لاكتساب مايلزمهم لمواصلة مشوارهم في عالم ريادة الأعمال.

مسابقة الولايات

وتشارك في مسابقة الولايات إحدى عشرة ولاية من مختلف محافظات السلطنة واختلفت هذه المسابقة كما وكيفاًهذا العام، وهو ما يدل على أهمية المسابقة وإيمان الولايات المشاركة بجدواها. وقد خصصت اللجنة المنظمة لمهرجان صلالة السياحي مساحة كبيرة لهذه المسابقة.

ومسابقة الرقيد واحدة من المسابقات التي يسعى المهرجان لإبرازها وقد حظيت الدورة الأولى منها بتفاعل كبير وزيادة في حجم المشاركات بما يعكس مدى اهتمام جيل الشباب وإقبالهم على تقديم فنون وتراثهم وكذلك الرغبة في تقديم الفنون التراثية التقليدية للجمهور بالطرق الصحيحة والسليمة لتلك الفنون. ويعد الرقيد من الفنون الأصيلة التي تصاحب فن الهبوت وهو يرمز للعزة والشموخ التي تغلب على أغلب الفنون التقليدية.ويحسب لمهرجان صلالة أنه يسلط الضوء على مثل هذه الفنون التي إذا لم يتم إبرازها وتعريف جيل الشباب بها ستندثر. وتشتمل المسابقة تقديم هذا الفن وفق ما يؤديه أهل الريف والمدينة والبادية وقد تخلل أولى المنافسات تقديم عروض مجيدة للشباب المشاركين في هذه المسابقة.

ليلة خريف يوميا

ويعد برنامج ليلة خريف منصة إعلامية تسهم مع بقية البرامج الإعلامية التي تسلط الضوء على المهرجان في نقل المهرجان بصورة تعكس مدى الزخم الذي يصاحب المهرجان وتبرز أهميته الاقتصادية والاجتماعية. ويأتي البرنامج انطلاقا من إيمان اللجنة المنظمة لمهرجان صلالة السياحي بأهمية دورالإعلام في دعم الفعاليات والمنشاط بحجم المهرجان فالإعلام هو لسان حال هذه الفعاليات وهو يعبر عنها بالصورة المطلوبة التي تحقق الترويج المناسب وهي رسالة ومسؤولية ليست باليسيرة ولكن الجميع يتكاتف من أجل نجاح مهمة التعريف بالمقومات السياحية على الوجه الأكمل.

وضمن البرنامج تُسلط الأضواء على مسابقة فن البرعة التي لاقت رواجا كبيرا ومتابعة جماهيرية واسعة لما لهذا الفن من شعبية بين الجمهور. وقد ساهمت المسابقة في التعريف بفن البرعة الأصيل الذي يعد واحداً من أكثر فنون محافظة ظفار انتشاراً وشعبية وقدأثمرت الجهود الحثيثة التي بذلتها السلطنة من أجل توثيق تراثها غير المادي في القائمة العالمية فجاء إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة فن البرعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانيةوذلك في شهر نوفمبر من عام 2010م .ويعد فنالبرعة تعبيرًا عنالعزة والشموخ ويتم التركيز في المسابقة على عدد من الأساسيات لأداء فن البرعة مثل كيفيةمسكة الخنجر وحركته والدوران وكيفيته من أهم العناصر التي تعكس مدى حرفية راقصي البرعة وحركة وثب القدمين والموازنة بين الحركة.

وأعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان صلالة السياحي عن الجوائزة المالية التي يحظى بها الفائزون في مسابقة البرعة، وحددت اللجنة مبلغ 4000 آلاف ريال عماني للفريق الفائز بالمركز الأول ومبلغ 3000 آلاف ريال للمركز الثاني و2000 ريال وللمركز الثالث. وانتهى الأسبوع الأول من منافسات مسابقة البرعة باعتماد 21 فريقا تبدأ تصفيتهم الأسبوع الجاري. ويسلط البرنامج الضوء على الفنون الأخرى حيث يخصص البرنامج حلقة جلسة طربية لفن الطبل النسائي وتناول في حلقة كانت في غاية الروعة الحديث فن النانا وكذلك فن الشرح.

تعليق عبر الفيس بوك