لولا تقنية المعلومات

مشعل المقبالي

ظلّ الإنسان طوال آلاف السنين الماضية يعتمد على البدائيات في أمور حياته، ومع حدوث النهضة الصناعية خلال القرن الثامن عشر للميلاد بدأ الإنسان في التطور تدريجيًا وأحلّ الآلات الصناعية البسيطة مكان الإنسان، وشرع في إيجاد سبل أخرى للتخلص من العمالة الزائدة ولإضفاء المزيد من الجودة على المنتجات وزيادة معدل الإنتاج بشقيه الصناعي والزراعي.

ومع التقدم الكبير الحاصل في النظريات العلمية وفي علم الرياضيات بشكل خاص ظهر في القرن العشرين جهاز الحاسب الآلي الذي شكل لوحده عصرا؛ فيعرف عصرنا هذا بالعصر الرقمي حيث من المعلوم لدى الكثير منا أن جهاز الحاسب الآلي يتعامل مع لغة (0.1) فسمي العصر بالرقمي أوعصر.

ولم يكتف الإنسان الحديث رغم قصر قامته وضعف قوته مقارنة بالإنسان القديم بالحاسوب كجهاز ملموس ذي حجم ضخم ووظائف بسيطة مقارنة بالأجهزة الحالية للحواسيب والأجهزة اللوحية، بل سعى لإيجاد الكثير من الحلول للمشاكل التي يواجهها على شكل تطبيقات وبرامج ومواقع على شبكة المعلومات الإلكترونية.

ومع تطور أنظمة التشغيل وخاصة في النظام الذي أحدث ثورة وضجة عالمية في نهايات العام الميلادي 1997 (وندز98) لسهولة استخدامه وقربه من لغة الإنسان الحسية بدأ جهاز الحاسب الآلي أكثر نضجا وسرعة وبدأت التطبيقات تظهر بشكل أوسع مما أدى إلى ظهور اقتصاد عالمي جديد يعتمد على المعرفة وحتى على مستوى السياسة ظهرت مصطلحات جديدة على مستوى العالم كحكومة المعرفة والحكومة الذكية؛ ويقصد بهذه المصطلحات الاعتماد على تقنية المعلومات لتخليص المعاملات إلكترونيا دون الحاجة لعمل ازدحامات في الطرقات والمباني الحكومية.

لنبحر بالخيال بعيدًا للعصور السابقة ماذا لو لم يظهر علم المعرفة كيف سيعيش الإنسان الحديث، سوف أتحدث عن نفسي لو لم يظهر الحاسب الآلي وتقنية المعلومات لم أكن لأستكمل دراستي الجامعيّة في هذا التخصص ولن أستطع كتابة هذا المقال بواسطة جهازي المحمول وإرساله بواسطة بريدي الإلكتروني للجريدة ولن أستطيع مشاركته للآخرين عبر برامج ومواقع التواصل الاجتماعي لأعرف مدى رضاهم عن هذا المقال.

وتتصدر اليوم شركة أبل المشهورة بهواتفها وأنظمة التشغيل الخاصة بالحواسيب والهواتف النقالة والأجهزة اللوحية السوق المعرفي من حيث القيمة السوقية؛ حيث من المتوقع أن تصل في السنوات القليلة القادمة تريليون دولار متجاوزة شركات أمريكية وعالمية ضخمة من أمثال مايكروسوفت ومحرك البحث الشهير جوجل.

وتظل تقنية المعلومات واقتصادها المعرفي اليوم محركا رئيسا للاقتصاد العالمي وجزءا لا يتجزأ من أسباب تقدم البشرية علميا واقتصاديا، ولكن ينقصنا في الوطن العربي البنية التحتية والإنسان المدرب بشكل أكبر للإبداع في هذا المجال.

تعليق عبر الفيس بوك