معًا لبناء أسرة متماسكة

أفردت ندوة التماسك الأسري التي استضافتها مدينة صلالة على مدى يومين، حيزًا خاصًا للتأصيل لحماية الأسرة الخليجية من كل أشكال الإساءة والعنف والاستغلال، باعتبارها الخلية الأولى في بناء المجتمع؛ والتي إن صلحت صلح المجتمع بأكمله.. فهي أهم مؤسسة اجتماعية توكل إليها مهمة تربية النشء وفق المسار الصحيح الذي تتأسس عليه الجذور الأولى للفرد وشخصيته وخبراته.

وتأتي الندوة التي نظمتها التنمية الاجتماعيّة بمشاركة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في إطار العمل الجماعي الجاد لدول المجلس في الإسهام في التنمية الاجتماعية المستدامة المرتكزة على بناء الإنسان الخليجي، ورسم السياسات الاجتماعيّة وتفعيل دورها في ضمان تحقيق الأمن والاستقرار لمواطني دول التعاون وبناء الخطط الضامنة لمواجهة أي خطر قد يحدق بالمجتمعات الخليجيّة.

وطرحت على مائدة البحث عددًا من الموضوعات منها تعزيز تماسك الأسرة وحمايتها من شتى أنواع الإساءة التي يتعرض لها الطفل والمرأة وكبار السن، والتعرّف على أشكال وآثار الإساءة على الأسرة بشكل خاص، والمجتمع ومؤسساته بشكل عام، واقتراح طرق الوقاية والعلاج التي تضمن تكوين أسرة متماسكة تنهض بمستقبل الأوطان وتكون محركًا رئيسيًا في عجلة التنمية.

وخرجت الندوة بعدد من التوصيات التي تصب في مصلحة الأسرة وتعافيها، حيث سلطت الضوء على تربية وحماية الطفل، ودعوة وسائل الإعلام الخليجي لإيلاء مزيد من الاهتمام والتركيز على قضايا الطفولة، كما حثث على ضرورة تطوير التشريعات والقوانين المتصلة بالزواج والأسرة، وتعريف المتزوجين حديثاً بحقوقهم وواجباتهم وتدريبهم على طرق إدارة النزاعات والاختلافات.

لقد مرّت المجتمعات الخليجية بالعديد من المتغيرات الاجتماعية السريعة التي شملت بناءه الاجتماعي ونظمه الاقتصادية والتربوية والثقافية، وكانت هذه التغيرات نتاجًا لعدد من العوامل الداخلية والخارجية، وقد ترتب على هذا التغير بطبيعة الحال ظهور عدة مشكلات كان أبرزها التفكك والعنف الأسري والطلاق.

وحتى لا ينفرط عقد المجتمع أكثر من ذلك فإنّ الواجب يحتم علينا اليوم مجابهة هذه المتغيرات عبر انتهاج خطط توعوية وتشريعية؛ وطالما أنّ ما تعيشه الأسرة من ظروف ومشكلات ينعكس بدوره على المجتمع الكبير فإنّ المنطق يقتضي أن نضع نصب أعيننا دوما أنّ استقرار الأسرة يعني مزيدًا من الاستقرار المجتمعي.

تعليق عبر الفيس بوك