توافق خليجي يرسّخ أمن المنطقة

من شأن الترحيب الخليجي بالاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية الغربية، أن يرسّخ للأمن والاستقرار في المنطقة، علاوة على تعزيز مبدأ حسن الجوار، والذي دعت له السلطنة مبكرًا، وانتهجته في إطار المصالح المشتركة لشعوب منطقتنا الخليجية.

وأسهم الاجتماع الذي جمع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي بنظرائه أصحاب المعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون، في طمأنة دول الخليج فيما يتعلق بتداعيات هذا الاتفاق، الذي أنهى أعواما عديدة من الصراع بين الغرب وطهران على خلفيّة البرنامج النووي.

وينبع الاجتماع من واقع الثقل الذي باتت تشكله منظومة دول مجلس التعاون في العالم بوصفها من أكثر المنظومات الإقليمية تماسكًا، فضلًا عن تفاعلها وتأثيرها في مسار السياسة الإقليمية والدولية.

ويعد وصف الوزراء الخليجيين- على لسان خالد العطية وزير الخارجية القطري- الاتفاق النووي مع إيران بأنه "أفضل خيار" لحل القضية عبر الحوار، تأكيدا على أنّ الحلول الدبلوماسية ستظل هي البديل المناسب لأي صراع، ويعكس التوجّه الحالي للاعبين الإقليمين والدوليين في المنطقة، وهو ما قد يمهد لإبرام اتفاق دبلوماسي أيضًا يعتمد الحل السياسي في دول مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا.

وتبرز هذه التصريحات الإيجابية قدر التحول اللافت على صعيد العلاقات الإيرانية الخليجية؛والتي تسعى قدما لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتجنيبها ويلات النزاعات والحروب التي لاتبقي ولاتذر.. إذ أنّالتطبيق الكامل للاتفاق من شأنه أن يسهم في تحقيقالأمن بالمنطقة،بجانب حثّ طهران على عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي من دول مجلس التعاون.

إن هذا الاجتماع يأتي في توقيت مناسب ويمثل سانحة مثاليةلبحث جملة من القضايا الإقليمية ذات الصلة،والتي تلقي بتداعياتها على مجمل الأوضاع العربية؛ كالتعاون في القضاء على الإرهاب، ومكافحة خطر تنظيم "داعش" والمليشيات المسلحة،وغيرها من المجموعات المتشددة. كما أنّ الاجتماع يزيد من فرص التباحث حول الملف السوري للخروج بنتيجة تكفل الحل السياسي هناك. وليس ببعيد عن الاجتماع الأزمة اليمنية، والحاجة لبدء عملية سلامة شاملة تستند إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني.

.. ويبقى القول إنّ اجتماع الدوحةرسم ملامح جديدة بشأنالشراكة الإستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة،وأّمن على تعزيز سياسة التواصل المستمر والتنسيق المشترك بين الجانبين حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية؛ بغيّة التوصل إلى أفضل السبل والآليات لمواجهة مختلف التحديات التي تواجهها دول المنطقة وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين.

تعليق عبر الفيس بوك