الندوة الرابعة للتماسك الأسري تناقش مظاهر التغير و"مؤشر الإساءة" في العائلات الخليجية

صلالة - إيمان الحريبي

انطلقت أمس أعمال ندوة التماسك الأسري الرابعة التي تنظمها المديرية العامة للتنمية الاجتماعية وبمشاركة الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي وعدد من المؤسسات الأكاديمية تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزير التربية والتعليم، ويحاضر فيها عدد من المختصين من داخل السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجي تحت عنوان (حماية الأسرة من الإساءة) وتستمر ليومين. وحضر افتتاح أعمال الندوة معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار وسعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين إلى جانب نحو 300 مشارك ومشاركة من داخل وخارج السلطنة.

وتهدف الندوة إلى مناقشة موضوع تعزيز تماسك الأسرة وحمايتها من شتى أنواع الإساءة التي يتعرض لها الطفل والمرأة وكبار السن، من أحد أفراد الأسرة أو من المجتمع المحيط بها. كما تهدف الندوة إلى التعرف على أشكال وأسباب وآثار الإساءة على الأسرة بشكل خاص، والمجتمع ومؤسساته بشكل عام، واقتراح طرق الوقاية والعلاج تمهيداً للخروج بنتائج وتوصيات في تدعيم التماسك الأسري بجانب استعراض تجارب الدول الأعضاء في مواجهة الإساءة وتأثيرها على الأسرة والمجتمع في دول مجلس التعاون، وأيضا استعراض تجارب دولية في الحماية القانونية للأسرة من الإساءة وأخيرا الخروج بنتائج وتوصيات تسهم في تدعيم التماسك الأسري والحد من الإساءة في دول مجلس التعاون.

وبدأت أعمال ندوة بكلمة عبدالله السابعي مدير عام المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة ظفار، قال فيها إن ندوة التماسك الأسري في نسختها الرابعة بمدينة صلالة تأتي في إطار اهتمام الوزارة برعاية الأسرة والعمل على تماسكها وتعزيزها موضحاً بأنّ هذه الندوة تعد استكمالا لسلسلة ندوات التماسك الأسري التي بدأت في عام 2012 لتسليط الضوء على الموضوعات المتعلقة بحماية الأطفال من الإساءة والخروج بتوصيات ورؤى موحدة لصالح الأطفال في المجتمع الخليجي.

وألقى الدكتور حسن كشوب رئيس جامعة ظفار كلمة قال فيها إنّ جامعة ظفار تسعى ضمن رؤيتها الحالية والمستقبلية إلى تقديم برامج متميزة تكون ذات فائدة علمية ملموسة للوفاء بمتطلبات المجتمع. وتسعى دائما إلى التطوير المستمر والتجديد بما يتناسب مع معايير الجودة، وقد خطت الجامعة "بحمد الله وتوفيقه" خطوات مقدرة نحو التحول إلى جامعة عصرية مزدهرة ضمن مؤسسات التعليم العالي بالمنطقة، وسعت إلى مدّ جسور التواصل مع المؤسسات العلمية والمنظمات الإقليمية والدولية بالداخل والخارج، فضلا عن إستضافة الباحثين والمختصين للمشاركة في المؤتمرات المحلية والدولية التي تعقدها من وقت لآخر لدراسة القضايا الوطنية، وإيجاد الحلول المناسبة لها للنهوض بالمجتمع نحو غاياته المنشودةانطلاقا من المبادرات الفعّالة والمساهمات الهادفة لجامعة ظفار، في إرساء جسور التواصل والمشاركة بما تقتضي متطلبات التنمية الاجتماعية.

وقد جاءت الندوة كجهد مشترك بين الجامعة ووزارة التنمية الاجتماعية الموقرة تحت شعار "حماية الأسرة من الاساءة" بمشاركة المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون الخليجي. ورحّبت الجامعة ممثلة في كلية الآداب والعلوم التطبيقية بتنظم فعاليات الندوة في إطار التعاون المثمر والبنّاء القائم بين الجامعة ووزارة التنمية الإجتماعية الموقرة

وتابع أن الأسرة هي الوحدة الأساسية الأولى لبناء المجتمع، فإن صلحت صلح المجتمع بأكمله، وقد وجدت تلكم المبادرة من الجامعة الترحيب والدعم، إذ أنّ ذلك الأمر ينسجم تمامًا مع دور الجامعة ورسالتها نحو خدمة المجتمع، وذلك بتناول همومه وقضاياه وإيجاد الحلول والمعالجات الناجعة التي من شأنها أن تساهم في دفع عجلة التنمية والتطور.

حفظ الله عمان وطنا للخير والعطاء والحضارة والتماسك الأسري، في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السّلطان قابوس بن سعيد المعظّم حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية والعمر المديد ذخرا لوطنه وشعبه.

وألقى محمود علي حافظ خبير في إدارة الشؤون الاجتماعية المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي كلمة، قال فيها إن سلطنة عمّان تستقبل في مدينة صلالة الساحلية الخلابة وبحفاوة بالغة المشاركين في أعمال ندوة التماسك الأسري "حماية الأسرة من الإساءة" والتي ينظمها المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية بسلطنة عمّان وجامعة ظفار ويأتي اللقاء الأخوي الهادف تنفيذاً للقرار الصادر عن المجلس وتجسيداً للعمل الجماعي الجاد لدول مجلس التعاون الخليجي في الإسهام في التنمية الاجتماعية المستدامة المرتكزة على بناء الإنسان ورسم السياسات الاجتماعية وتفعيل دورها في ضمان تحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعيين لمواطنيها وبناء الخطط الضامنة لمواجهة أي خطر قد يحدق بهم بشكل مفاجئ. وأضاف: نرحب بجميع الأخوات والأخوة الكرام في بلدهم الثاني سلطنة عمّان، التي كما هو العهد بها سباقة دائماً في احتضان اللقاءات الأخوية الهادفة لتعزيز مسيرة العمل المشترك، المبادرة دائماً في دعم فعاليات وأنشطة التعاون المشترك بفضل التوجيهات الحكيمة لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وما تقدمه حكومته الرشيدة من دعم سخي ومتواصل لتعزيز المسيرة الاجتماعية الخليجيّة المشتركة.

وأضاف في كلمته: يغتنم المكتب التنفيذي هذه المناسبة للإعراب عن صادق مشاعر الشكر والامتنان إلى معالي الشيخ محمد بن سعيّد بن سيف الكلباني وزير التنمية الاجتماعية على ما يقدمه من دعم متواصل وتوفير كل التسهيلات وأسباب النجاح لأعمال هذه الندوة، والشكر والتقدير موصولان إلى جميع المسؤولين والعاملين في الوزارة على حسن تعاونهم مع المكتب التنفيذي لتنظيم هذه الندوة الخليجية وعلى رأسهم سعادة الدكتـور يحيى بن بدر بن مالك المعولي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، وكذلك الشكر والتقدير إلى الإخوة المسؤولين والعاملين في جامعة ظفار على تسهيل كافة الأمور التنظيمية والفنية والإدارية الخاصة بالندوة، والشكر في النهاية موصول إلى جميع الوفود المشاركة وإلى الخبراء وإلى كل من أسهم في الإعداد والتحضير لإنجاح هذا الملتقى العلمي المؤمل فيه أن يخرج بنتائج وتوصيات تسهم في حماية الأسرة بوصفها قلب التنمية المستدامة في غاياتها نحو تحقيق المساواة والعدالة والحرية لأبناء المنطقة.

وبدأت أعمال الندوة بورقة عمل قدمها بعنوان أوضاع ومظاهر التغيرات التي تعيشها الأسرة الخليجية ومشكلاتها والفرص والمخاطر والتحديات قدمها الدكتور د. حميد الشايجي جامعة الملك سعود المملكة العربية السعودية و قال أن الأسرة تمثل النواة الرئيسية في المجتمع الذي يتشكل بدوره من مجموع الأسر. لذلك فإن ما تعيشه الأسرة من ظروف اجتماعية واقتصادية وصحية ينعكس بدوره على المجتمع الكبير سلباً أو إيجابا، وعندما تعيش الأسرة حياة مستقرة فإن ذلك يعني مزيدًا من الاستقرار المجتمعي، وفي حالة مرور الأسرة بظروف غير مرغوبة فإن تأثيرات ذلك تمتد لتشمل البناء الاجتماعي في شكله الكلي. وقد مرّ المجتمع الخليجي بالعديد من التغيرات الاجتماعية السريعة التي شملت بناءه الاجتماعي ونظمه الاقتصادية والتربوية والثقافية والإدارية وتركيبته السكانيّة والطبقية وأنماطه السلوكية وعلاقاته الاجتماعيّة. وكانت هذه التغيرات ناتجة عن عدد من العوامل الداخلية والخارجية، وقد ترتب على هذا التغير بطبيعة الحال ظهور عدة مشكلات من أبرزها: التفكك الأسري وزيادة المشكلات الأسرية والعنف الأسري والطلاق، ومشكلة الفقر وانخفاض مستوى الدخل لدى شريحة من أفراد المجتمع، خصوصا بين النساء.

وأوصى في ختام ورقته بالنهوض بوعي الأفراد نحو تأكيد قيم التعاون والمحبة والمودة والسكن ومعرفة الأمور النفسية الداخلية التي تدفع الناس إلى التنافس مما يساهم في ضبط النفس والمشكلات والصراع، ضمن الحدود المقبولة الإيجابية والتي تساعد على البناء والازدهار ولابد لوزارات الشؤون الاجتماعية ومجالس الأسره في الدول الخليجية أن تلتفت إلى إعداد برامج تعمل على ترقية الأسرة وتنميتها عن طريق تمكين الأسرة في عمومها من العيش في رغد وسد كافة احتياجاتها دون معاناة، وهو الدور المعتاد منها، ولكن يبقى دورها مهما في إنشاء وحدات إرشاد أسري في الأحياء لتكون قريبة من الأسرة لتقديم الدعم والمشورة اللازمة.

وتناولت المحاضرة الثانية مؤشر الإساءة في الأسرة الخليجية وسبل مواجهتها وقدمها الدكتور عبدالودود حسن من المملكة المغربية إضافة إلى تقديم عرض لتجارب ثلاث دول هي السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.

تعليق عبر الفيس بوك