مشاهدون: ندرة المعاهد الفنيّة تساهم في تراجع مستوى الأداء التمثيلي في الأعمال الدراميّة

الرواحي:الممثلون الشباب في حاجة إلى مزيد من الدعم المادي والمعنوي للوصول إلى الاحتراف

اللمكي: صلاحية الفكرة وقوة النص وتمكن المخرج من أدواته عوامل تحسن من أداء الممثل

السليماني: الموهبة وحدها لا تصنع ممثلا ناجحًا.. والتدريب المستمر على التقمص هو الحل

مسقط - أحمد الشماخي

عبر عدد من المشاهدين ومتابعي الأعمال الدرامية والمسرحية في السلطنة عن استيائهم مما وصفوه بتراجع مستوى الأداء التمثيلي في كثير من الأعمال الدرامية المعروضة مؤخرا، وحذروا من استمرار تراجع المستوى على المدى البعيد مما يضر بسوق الدراما المحلية مقارنة بسوق الدراما الخليجية والعربية. وطالبوا المسؤولين بتفعيل دور لجنة تطوير الدراما وتوفير المسارح للفرق المسرحية الشبابية للمساهمة في صقل مهاراتهم وتنظيم المزيد من المهرجانات الفنية التي تساهم في الترويج للأعمال المسرحية الشبابية. وأشاروا إلى أهمية إنشاء المعاهد الفنيّة التي تؤهل المواهب الشابة وتدعمهم لتطوير قدراتهم للوصول إلى المستوى الاحترافي.

بداية، يقولحيان بن سعود بن حمدان اللمكي إنّالفرق كبير بين الممثل في التلفزيون وزميله على المسرح، وعادةً ما يكون ممثل المسرح أكثر حرفية في ظل ما يتعرض له يوميًا من تجارب وعمل تحت ضغوط الوقت والجمهور الذي يعبّر عن رأيه مباشرة في صالة العرض، لذلك نلاحظ أنّ المسرحيين الذين ينخرطون في التمثيل التلفزيوني يكون أداؤهم من حيث المصداقية والعفوية بارز جداً، لكن لا ننكر أنّقلة الإمكانيات في الأعمال المسرحية تساهم في إحباط الممثلين وتدهور مستوى غير المثابرين منهم.

ويرى اللمكي أنّالممثل الناجح يحتاج إلى مزيد من المصداقية والأداء الواقعي في تقمصه للشخصية، وليس الاكتفاء بقراءة النص أمام الجمهور أو أمام الكاميرا فحسب، وهو ما يعتمد على إدارة المخرج وقوة النص والفكرة المطروحة، وهو ما يلاحظه المتابعون مؤخرا من انتشار النصوص الهزيلة التي لا تلامس الواقع في طريقة الطرح وهو ما يفقدالعمل الدرامي النجاح في النهاية، خصوصًا في ظل ضعف أداء الممثلين الذين لا يتمكنون من نقل النصوص المكتوبة إلى المشاهدين بالأداء المناسب.

ويضيف اللمكي أنّ بيئة التمثيل في السلطنة ليست خصبة لإخراج ممثل ناجح ربما لأن أغلبية الممثلين يمارسون التمثيل من باب الهواية في أوقات الفراغ بعيدًا عن الالتزام والاحتراف، ولا يعتبرونها مصدر دخل ثابت، إلى جانب وجود قلة من الممثلين يحافظون على التدريب والتأهيل المستمر لضمان تطورهم وحفاظًا على مصدر دخلهم. وتساءل اللمكي عن دور المختصين وأساتذة المسرح والدراما في الساحة الفنيّة العمانية، وهل دورهم ينحصر فقط في النقد بعد إتمام العروض المسرحية أو الأعمال الدراميةونشر مقالاتهم النقدية عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي؟وطالب بمزيد من الاهتمام بتكثيف الدورات التدريبية للفرق الأهليّة ولكل موهوبفي المسرح الجامعي وخضوع كل موهوب لتقييم لجنة مختصة قبل الظهور على الشاشة أو المسرح لأنّه يمثلنا جميعاً ولا نريد مزيدًا من الهرج والإسفاف والميوعة غير اللائقة.

ويطالب اللمكيبتنفيذ مزيد من الدورات التدريبية التي تعتمد على تطبيق المحتوى النظري لضمان تأهيل الممثل عمليا، والعمل على إعداد خطة طموحة لإنشاء معاهد تدريبية في كل محافظة في مجال المسرح والدراما وتأهيل مدربين من داخل السلطنة ونقل الخبرات من الدول العربية المشهورة في هذا المجال،على أن يختص المعهد في التدريب بداية من تأسيس الممثل إلى وقوفه على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، وتكون هناكدروس وحصص واختبارات مستمرة حتى يكون المتدرب بارعاً في مجاله، مع الوضع في الاعتبار أنّ الممثل هو ضمير كل مشاهد لأنه يطرح واقعا ويناقش قضايا مجتمعية هامة.

دعم مادي ومعنوي

ويقول خميس بن لاهي الرواحي إن الممثل العماني يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي لتقديم الأفضل والوصول إلى مرحلة الاحتراف،ومن ذلك زيادة الأجور لكي يكون هناك تشجيع ملموس يرضي الممثل عن الأجر مقارنة بالتضحيات التي يقدمها، كما أنّه معنويًا بحاجة إلى تسويق محلي وعربي فضلا عن أنّ العمل في ظل غزارة الإنتاج والمشاركات يصقل مواهبه إلى جانب المطالعة والدراسة طبعا.

ويرى الرواحي أنّه على الرغم من وجود شركات إنتاج متعددة في السلطنة إلا أنّ الواقع لم يصبح أفضل كثيرًا، في ظل المقارنة بدول الخليج التي دائمًا ما تكون في المقدمة من حيث الكم والكيف في الإنتاج الدرامي لذلك يمكن القولأنّ واقع التمثيل والإنتاج الدراميصار في مرحلة متأخرة، كما أنّعدم التصنع والتكلف في الأداء يلقى إعجاب المشاهد والمتابع لتلك الأعمال الخليجية بدرجة أكبر.

ويضاف الرواحي أنّ البيئة العمانية من المفترض أن تثري الشاشة حيث يمكن استغلال تنوعها البيئي في تحسين مظهر الأعمال الدرامية على الشاشة، حيث قال الفنان الكويتي جاسم النبهان، (لو كانت بيئة وتضاريس عمان عندنا بالكويت ما كنا توقفنا عن الإنتاج أبدًا). ويتابع: أنا مع ضرورة وجود معاهد للفنون لأنّها تساعد في صقل المواهب الحقيقية لأن الهواية وحدها لا تكفي لخلق فنان محترف ممتاز،مستدلا على ذلك بأنّه في حال مقارنة الوضع في البلدان التي بها معاهد فنون نرى طاقاتهم تختلف ليس فقط كممثلين بل حتى في فنون الإضاءة والصوت والمونتاج والتأليف والإخراج وغيرها.

وأشار الرواحي إلى أنّبعض المسؤولين في قطاع الإنتاج يبحثون عن المناصب والمسمى فقط وهم السبب في تأخر الدراما وهم المعول الذي يهدم الدراما ويعطل الطاقات الفني، متسائلا عن مصير لجنة تطوير الدراما التي طالب بها جلالته، وما قدمته حتى الآن في ظل تكاسل هؤلاء المسؤولين؟

وتطرق الرواحي إلى الجانب المسرحي، وقال إنالمسرح يعاني من قلة المهرجانات التي تساهم في صقل موهبة الممثل وإظهار طاقات فنية جديدة، كما تعاني السلطنة من عدم وجود مسرح وطني يحتضن المسرحيين وأعمالهم، حتى أنّكل الفرق المشاركة في مهرجان المسرح طوال فترة البروفات يرهقون في التنقل لعدم وجود مكان مخصص لذلك،ومنهم من يكون محظوظابأن يجد مسرحا مدرسيالعملالبروفات ومنهم من يتدرب فيساحة منزلهأو فصول مدرسيّة وغيرها من الأماكن.كما أنّالمسرح يعتمد على عوامل فنية كالإضاءة والديكور وإذا لم تتوفر هذه العوامل فلن يكون هناك عرض مسرحي مكتمل،فالممثل والمخرج بمفردهما لا يكملان العمل الفني.

دور مؤثر في المجتمع

ومن جانبه، يقول إدريس البشريإنّالمواهب الشابة تدرك جيدا أهمية مايقدمهالممثلللمجتمعوكيفيسعىمنخلالهذاالفنإلى الوصولإلىغاياتترقىبأموركثيرةكفيلةبإحياءجانبمنجوانبالحياةوالوقوفعليهومعالجتهمنخلالفنالتمثيل،فالذييلفتنظرالشابفيالممثلهوقدرةهذاالممثلعلىتوظيفمهاراتهالمسرحيةفيإيصالرسالةمعينةبطريقةدراميةمؤثرة.

ويشير مازن بن عبدالله السليمانيإلى أنّ للتمثيل في السلطنة ماضيا عريقا وهناك فرق كثيرة مهتمة بالتمثيل مثل نادي عمان وفرقة الدن للثقافة والفن وفرقة تواصل إضافة إلى الفرقة التمثيلية الإنكليزية الأولى على مستوى السلطنة.

ويرى مازن السليماني أنّ على الممثل حتى يتقن التمثيل أن يمارس عمله بكثافة ويتدرب على تقليد شخصيات كثيرة في المواضيع العلمية والاجتماعية والصحية وينوع بين الكوميديا والتراجيديا، كما أنّعلى الممثل أن يخصص وقتا محددا للتمثيل يوميا ليزيد من مهاراته.

ويضيف السليماني أنّالكاريزما التي يصنعها الممثل هي التي تجذب المتابعين وتصنع قاعدة جماهيرية كبيرة وتجعل المشاهد ينتظر بشغف الأعمال الدراميّة والتمثيلية التي يشارك فيها هذا الممثل، كما أنّالبيئة العمانية خصبة ومناسبة لولادة ممثلين بارعين لكن ينقصها الاهتمام والتنمية لهذه القدرات واحتضانها في الأعمال الفنية لخلق جو من التنافس التمثيلي بين شباب الممثلين.ويضيف: لمراكز التدريب والتأهيل في فن التمثيل دور مهم في خلق جيل واع بماهية التمثيل،كما يستطيع الممثل المبتدئ أن يتدرب بنفسه من خلال متابعة أعمال العديد من الشخصيات والممثلين البارعين وتقليدهم.

تعليق عبر الفيس بوك