لم يكتمل التنزيل...!

طالب المقبالي

عبارة كرهناها عند تنزيل صور أو مقاطع فيديو من الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي -الفيس بوك وتويتر وإنستجرام وجوجل بلاس والواتساب...وغيرها- هذه العبارة أصبحت مزعجة ومؤرقة لكل مستخدمي شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت"؛ فلعلَّ المستخدم يصاب بالإحباط وينتابه الغضب حين يعجز عن تحميل صورة أو تحميل مقطع فيديو أرسله له أحد أفراد عائلته المسافر، أو أنه التقط صورة جميلة وأراد أن يشارك بها أصحابه وأقرباءه في مكان ما، في حين أنَّ شركات الاتصالات قد قبضت الثمن مسبقاً أو لاحقاً من قيمة الخدمة المباعة للمستهلك، في الوقت الذي يبقى المستهلك يندب حظه على ضياع نقوده دون عائد.

لذلك؛ نتمنَّى أن تلتفت هيئة تنظيم الاتصالات إلى نوعية الخدمة المقدمة للمستهلك وجودتها، فهناك معاناة حقيقية، وقد سئم المستهلك من القصة الطويلة للاتصال بمركز الخدمة للشكوى عن سوء الخدمة ومطالبة المستهلك بغلق المودم لمدة خمسة عشر دقيقة من أجل عملية التحديث، وفي النهاية تكون النتيجة ذاتها.. هذا بالنسبة لشبكة (adsl) المنزلية.

فإذا ما قدَّمت شكوى عبر مركز الاتصال، فإنك ستتلقى رسالة فورية بشكواك، وسوف تتلقى مكالمات الواحدة تلو الأخرى للاطمئنان فيما إذا كان مندوب الشركة قد عاين خط الكابل في منزلك أم لا. وإذا ما زارك المندوب ستتلقى الرد بأنه لا يوجد أي خلل في الكابل.

وخَيْر مثال على ذلك، فقد قدمت بلاغاَ بتاريخ 25/7/2014م عن ضف الإنترنت، فقال المندوب بأن بعض المناطق داخل مدينة الرستاق تفتقر إلى شبكة الألياف البصرية، مما لا يمكن معه رفع السرعة من 2 م.ب إلى 4 م.ب؛ وبالتالي سيبقى المواطن رهن هذا الخيار؛ بمعنى يدفع مقابل خدمة سيئة.. ولا يفوتني أن أشكر القائمين على الدعم الفني في صالة الرستاق، فهم لا يدخرون جهداً في خدمة المشتركين، ولكن وفق الإمكانيات المتاحة.

والسؤال الذي يطرح نفسه: "أين الخلل في هذه الحالة؟". ويبقى السؤال حائراً بلا إجابة إلى ما شاء الله، كم سيبقى المستهلك يدفع الفواتير بلا مقابل؟!

أمَّا الهاتف المتنقل، فمن سيئ إلى أسوأ؛ فالشركات تقدِّم عروضاً بتقديم خدمة الاتصال والإنترنت، وفي المقابل لا تتوافر شبكات مناسبة.

فبينما تصل إشارة شبكة الجيل الرابع في مكان ما، ما يلبث أن تنخفض إلى الجيل الثالث أو الثاني، ثم تعود إلى الصعود بشكل غبر مستقر؛ متنقلة بين مختلف المستويات ونحن في موقع ثابت.

ففي شهر أبريل الماضي، نظمت جمعية الصحفيين العمانية رحلة جماعية لعدد تجاوز السبعين صحفيا إلى جبل شمس؛ فقضينا ليلة دون تغطية للإنترنت، مع العلم بأنَّ الشبكة الظاهرة هي شبكة الجيل الثانيE من الشركتين عمانتل وأوريدو، إلا أنَّها لا ترسل ولا تستقبل أية بيانات، في الوقت الذي كنا كصحفيين بحاجة ماسة لشبكة الإنترنت، وكذا السياح سمعناهم يتذمرون من عدم وجود خدمة الإنترنت في هذا المكان الجميل.

فهل نحن في عمان بحاجة إلى إعادة لترتيب الأوراق في مجال الاتصالات التي أصبحنا نخجل أن نذكر مستوى الخدمة في عمان مع أصدقائنا على شبكات التواصل الاجتماعي من الدول الأخرى المجاورة وغير المجاورة، مقارنة بالخدمات المقدمة للمستهلك في الخارج، وقد تصدعت رؤوسنا بأن الخدمة في عمان جيدة وأفضل من كثير من الدول. فالقيمة باهظة الثمن والخدمة سيئة!!!

وهنا أحبُّ أن أوضح أننا في دائرة التنمية الاجتماعية بالرستاق نضطر لتحويل الشبكة إلى النمطGSM كي نستطيع تلقي المكالمات ناهيكم عن خدمة الإنترنت، والتجربة خير برهان، ونحن على بعد 300 متر من المقسم.

تعليق عبر الفيس بوك