مركز الخليلي يستعرض سيرة حياة وفكر العلامة المالكي في الملتقى العلمي ببهلا

بهلاء - سعيد الهنائي

نظم مركز الإمام محمد بن عبدالله الخليلي بالتعاون مع الدرس العلمي بولاية بهلا الملتقى العلمي الثالث بعنوان "العلامة عامر بن خميس المالكي.. حياته وفكره"، برعاية فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا وذلك بحضور جمع من المشايخ والباحثين والأكاديميين وطلبة العلم ومن عموم أفراد المجتمع بولاية بهلا ومن مختلف ولايات السلطنة. وأقيم الملتقى في جامع الامام محمد بن عبدالله الخليلي بولاية بهلا وبدأ الملتقى بتلاوة آيات من الذكر الحكيم رتلها الطالب إبراهيم بن عيسى البوسعيدي، لتبدأ جلسات الملتقى وتضمنت الجلسة الأولى تقديم ثلاث أوراق بحثية وبدأ بالحديث الباحث محمد بن حمد المالكي وهو من أحفاد العلامة الشيخ عامر المالكي وتناول في ورقته جانبا من حياة وآثار الشيخ العلامة عامر بن خميس المالكي وأشار في سياق ورقته البحثية إلى نسبه فهو الشيخ عامر بن خميس بن مسعود بن ناصر بن مسعود أحمد بن حديد بن خميس بن عبدالله بن عمر المالكي وقد ولد رحمة الله عليه في ولاية وادي بني خالد حيث منازل قومه وذكر الشيخ محمد بن عبدالله السالمي أنه ولد ما بين 1280 و 1283 هجري وعاش بين قومه في منطقة سيح الحيل في وادي بني خالد.

وعن دراسته قال الباحث: من المعروف أن الآباء كانوا يرسلون أولادهم إلى مدارس القرآن الكريم حيث يتعلمون القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم وهو قد بدأ خطواته الأولى في طلب العلم في هذه المدارس وواصل طريقه العلمي بعد ذلك مع عمّه الشيخ ناصر بن مسعود المالكي الذي كان قاضياَ للإمام عزان، وشقّ طريقه نحو طلب العلم بعد ذلك متنقلا بين المدارس والمراكز العلمية في زمانه، وتطرّقت الورقة كذلك إلى نبذة مختصرة عن شيوخه ورحلته إلى الحج وانتقاله إلى بدية وسفره إلى زنجبار وأهم أعماله وصفاته وتلاميذه ومكانته ووفاته، حيث توفي في الربع الأخير من الليلة الخامسة من شهر رمضان من شهور سنة 1346 هـ كما تناول الباحث آثاره العلمية والتي من أبرزها كتاب غاية المطلوب في الأثر المنسوب وهو كتاب نثري حاول أن يجمع فيه بعض آثار الأقدمين من أحاديث شريفة وأقوال الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم وكتاب طلعة القمر وكتاب في أصول الفقه أخفاه بعد أن ألف السالمي طلعة الشمس سأله عنه السالمي مرة فقال طلعت الشمس على القمر ومنظومات وأشعار متفرقة بقيت منها ميمية في أحكام الدماء موجودة في الدر النظيم والأجوبة النثرية وقد جمع بعضها الشيخ سالم بن حمد الحارثي في مجلد واحد لا يزال مخطوطا وكتاب غاية التحقيق في أحكام الانتصار والتغريق والدر النظيم من أجوبة أبي مالك بالمناظيم وهذا الكتاب فيه الأسئلة النظميّة التي وجهها إليه طلبة العلم وأغلب هذه الأسئلة في الفقه وقليل منها في العقيدة واللغة وفيه أسئلة وجهها الشيخ عامر وغيره إلى الشيخ نور الدين السالمي.

وتحدث الدكتور سليم بن سالم آل ثاني عن اهتمام العلامة المالكي بعلم الأصول وقسم الورقة البحثية على أربعة محاور وتطرق المحور الأول إلى ما ألفه الشيخ المالكي تفي مجال أصول الفقه ومنها موارد الألطاف نظم مختصر العدل و الإنصاف وذلك لشدة اعتناء العلامة المالكي بفن أصول الفقه لما يمثله من أهمية كبيرة، ولما له من منزلة سامية رفيعة، قام بنظم مختصر العدل والإنصاف في أرجوزته التي سماها: موارد الألطاف، تزيد على ألف ومائتي بيت بعبارة ميسرة تأخذ بالألباب، سهلة الحفظ لطالب هذا الفن، والمحور الثاني: فتأويه في أصول الفقه ومن المسائل الأصولية التي وجهت إليه فيما اطلعت عليه عن قول الأصوليين: إن الاستثناء من الشيء دليل عمومه و المحور الثالث: المصادر التي يعتمد عليها وهي القرآن الكريم والسنة النبوية وتعتبر المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، والعلامة المالكي عندما يستدل بالسنة قد يشير إليها دون ذكر لنص الحديث الشريف والإجماع، فقد اعتمد العلامة المالكي على الإجماع في كثير من جواباته، وكان يعبر عنه بقوله: قولا واحدا بلا خلاف، بمعنى أنّه لا يوجد خلاف في المسألة والقياس وهو الأصل الرابع من أصول الشريعة عند جمهور الأصوليين؛ والمصادر التبعية ومن ذلك استصحاب الأصل، العرف، وختم ورقته بالمحور الرابع: نماذج من اختياراته في المسائل الأصولية المختلف فيها من خلال فتاويه. وتناول الدكتور الباحث راشد بن حمود النظيري في الجلسة الأولى موضوع الشيخ عامر بن خميس المالكي فقيها، حيث أكّد في بداية حديثه على أهمية الندوة كأول ندوة تتناول سيرة العلامة الفذ الشيخ المالكي الذي لربما لم تتناوله كتب الباحثين والمؤرخين بصورة موسعة نظرا للمكانة العلمية والفكرية التي اتصف بها الشيخ المالكي بين أعلام زمانه ودوره في علوم الفقه وتناوله للكثير من المسائل الفقهية واشتغاله بهذ الجانب، وتطرق في حديثه إلى ما تركه المالكي من آثار ومؤلفات ومراجع ذات أهميّة في علوم الفقه وما نقله عن مشايخه وما أعطاه لتلامذته، وساق في ورقته ثناء الإمام نور الدين السالمي رحمه الله تعالى على العلامة المالكي وعلى غزارة علمه وفهمه رحمهم الله أجمعين.

وفي الجلسة الثانية من الملتقى تحدث في الورقة الأولى الدكتور الباحث ماجد بن محمد الكندي متناولا موضوع الشيخ عامر المالكي مفتيا؛ مؤكدا تلك الصفات الجليلة التي اتصف بها العلامة المالكي والتي جعلت منه مرجعا علميا وما أفتى به في الكثير من المسائل الدينية والجوابات التي نظمها في ردوده العلمية التي تستند في أدلتها على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية والاجماع و القياس وغيرها من المصادر.

وفي الورقة الثانية تحدث الباحث خالد بن هلال العبري عن العلامة المالكي أديبا ولغويا حيث ركز المبحث الأول على الشيخ المالكي أديبًا و أشار إلى أنّه شاعر مجيد، يقرض الشعر سجيّةً وطبعًا لا تكلّفًا، ويظهر ذلك جليًّا في بعض المواقف في حياته التي دفعته إلى الردّ على خصم أو توجيه نصح وإرشاد إلى صديق أو متعلّم. ومما يؤكد تمكنه من زمام القصيد أرجوزته (غاية المرام في الأديان والأحكام)، التي تقع في أربعة مجلدات، وتزيد على ثمانية وعشرين ألف بيت ، واستطرد الباحث في ورقته للحديث عن جمالية اللغة والمفردات في أدب العلامة المالكي وأشعاره التي جاءت متنوّعة فريدة في نظمها.

واختتم الملتقى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا، متناولا موضوع الشيخ عامر بن خميس المالكي قاضيا، مؤكدا على أهميّة الملتقى والندوة وثمارها المباركة ورسالتها النبيلة سبر أغوار سيرة العلامة المالكي ليعرف طلبة العلم وعموم المجتمع جانبا من حياة وفكر هذا العلامة العدل، وعرج في الحديث على اشتغال الشيخ المالكي بأعمال القضاء وأفرد جانبا من أحكامه وعدله.

تعليق عبر الفيس بوك