23 يوليو.. منجزات تتجاوز حدود التاريخ والجغرافيا

تلبس عمان الفتيّة اليوم أحلى حللها وزينتها احتفالاً بالذكرى الخامسة والأربعين ليوم النهضة المجيد؛ التي أشرق فجرها فيالثالث والعشرين من يوليو 1970 على يد باني نهضة عمان الحديثة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.

ويعد هذا اليوم الأغر أحد الأيامالخالدة في ذاكرةالوطن التاريخية، وأحد أهم اللحظات السعيدة الراسخة في وجدان الشعب العماني، والذي جسّد أسمى آيات التلاحم والوفاءمع القائد المفدىالذي وضع اللبنات الأولى لنهضة عمان الحديثة.

وتشهد فيهالبلادمن إقصاها إلى أقصاها ابتهاجاً وطنياً كبيراً؛ تعبيراً عن الولاء والعرفان لحضرة صاحب الجلالة، حيث تنتظم كرنفالات الفرح وأهازيج الحبور جميع أرجاء الوطنفرحا واستبشارًا بقدوم هذه المناسبة السعيدة.

تحل الذكرى الخامسة والأربعين ليوم النهضة المباركة وبلادنا ترفل في نعمة الأمن والأمان،وتقطع خطوات واسعة في مضمار المنجزات سواء على المستويين المحلي أو الخارجي، فعلى الصعيد الداخلي تواصل السلطنة تحت ظل قيادة جلالتهالسير قدمًا في تطوير التجربة العمانيةالتنموية والتي ترتكز على رؤية ساميةتمكنت من تحقيق تطور ضخم على المستويات الاقتصادية والسـياسية والاجتماعية والثقافية، مما جعل تلك التجربة تحت دائرة الضوء ونموذجا يحتذى به.حيثقطعتالسلطنة مراحل مهمة على صعيد التنمية المستدامة، والتي يعد محور الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني أحد أبرز محاورها وركائزها، في وقت تواصل فيه الحكومة تحت ظل قيادة جلالته الحكيمة العمل في عدد من المشروعات الإنتاجية والخدمية الكبيرة؛ رغم تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية التي طالت مختلف دول العالم والتي تعاملت معها السلطنة برؤية حكيمةجعلتها موضع إشادة وتقدير من مختلف المؤسسات المالية الدولية.

أمّا على الصعيد الخارجي فقد نجحت الدبلوماسيّة العمانية في نشر السلام والأمن العالميين، واستطاعت السلطنة بما تملكه من مصداقية مرموقة وقبول حسنفي محيطها الإقليمي والعالمي تقريب وجهات النظر ونزع فتيل التوتر والأزمة بين إيران والغرب؛ ولم تقفمساعي الدبلوماسية العمانية عند هذا الحد فحسب بل كان لها دور ملموس في حل عقدة الأزمة اليمنيّة.هذا بجانب تعاطيها مع عدد من الملفات الخارجيّة ومشاركة العالم في قضاياه التي تهم إنسان الكون والشأن العالمي.. فالسلطنة تحرص دومًا على بناء جسور المودة والتواصل مع كل الأشقاء والأصدقاء في المنـطقة والعالم تحقيقاً للمصالح المشـتركة والمتبادلة وإسهاماً في تحقيق السلام والاستقرار.

سيظل يوم النهضة يومًا استثنائيا في تاريخ عمان والشعوب الأخرى؛ فهو يوم تتجاوز عطاءاته ومنجزاته حدود المكان والجغرافيا.. وسيظل يومًا يحمل في مبناه ومعناهانطلاق مسيرة التنمية القاصدة والوعد الصادق لصاحب الجلالة حين بشر بالمستقبل الزاهر إيذانا ببداية حقبةجديدة من تاريخ هذا الوطن الذي تتسع طموحاته وتكبر تطلعاته يومًا بعد يوم.

ويشرفنا في هذه المناسبة الغالية أن نرفع أسمى آيات التهاني والولاء لحضرة المقام السامي لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، داعين المولى عزّ وجل أن يعيده على جلالته وأبناء شعبه بالرفاه والرفعة.

تعليق عبر الفيس بوك