مسيرة تعليميّة متواصلة

قطعت مسيرة التعليم في بلادنا أشواطًا واسعة منذ بواكير فجر النهضة المباركة، حيث عمّت منارات العلم واتقدت مشاعلها في جميع أرجاء السلطنة. وقد أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- التعليمعناية خاصةمن أجل نشره والنهوض به؛بوصفه أحد المرتكزات الأساسية لتنمية الموارد البشرية، وإيماناً بأن تنمية السلطنة ونهضتها رهين بتعليم أبنائها.

وتأتي مناقشة مجلس التعليم في مايو الماضيلـ"الإستراتيجية الوطنية للتعليم في سلطنة عمان 2040 " تنفيذًا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة - أبقاه الله- لتطوير منظومة التعليم بما يتماشى ومسيرة التنمية الشاملة التي تنتظم كافة المناحي التعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وتهدف فلسفة التعليم التي اختطها جلالته- أيّده الله-إلى بناء الإنسانالعماني، وتحرير الوطنمن براثن الجهل والتخلّف، باعتبار أنّ التربية والتعليم هي الوسيلة الأساسيّة لاكتساب القدرات والمهارات، التي تساعد على تفهّم طبيعةالعصر العلميّة والمعرفيّة، فضلا عن دور التربية في تقوية عرى اللحمة الوطنية والمواطنةبين أفراد المجتمع،وغرس حب الوطن في قلوب أبنائه، والتأكيد على رسالة التعليم السامية في تعميق الإحساس بالموروث الفكري والحضاري.

ويظهر الكم الكبيرللمدارس والتي يبلغ عددها أكثر من ألف مدرسة وتضم أكثر من نصف مليون طالب،وآلاف الكوادر التعليمية، بجانب الجامعات والكليات ومؤسسات التعليم العالي المختلفة؛ يظهر بجلاء واضح حرص جلالته وحكومته الرشيدة على إرساء نظام تعليمي يكفل لعمان أن تأخذ مكانها بين كبريات الدول بوصفها دولة ذات حضارة عريقة وتاريخ ضارب في القدم.

إنّ مسيرة التعليم في بلادنا تمضي قدمًا نحو الهدف المنشود؛ وبإمكانها تحقيق كثير من النجاحات إذا ما تكاتفت جميع الجهود من أجل مواجهة التحديات التي تكتنف القطاعمثل مراجعة مراحل ومسارات التعليم، والعمل على تطوير المناهج،علاوة إيجاد نظام تعليمي تسمبالجودة ويواكب متغيرات روح العصر ومستجداته؛ مع التأكيد على ضرورة إعداد خارطة طريق مستقبليّة، تضمن التكامل والنظرة الكليّة للنظام التعليمي؛ والقاضية بتحسين مستويات مخرجات التعليمحتى يكون أكثر مواءمة لمتطلباتسوق العمل؛ باعتبار أنّ ذلك مرتكز أساسيفي مسيرة العملية التنموية.

تعليق عبر الفيس بوك