نائب والي المضيبي يرعى احتفالية "الحضار.. أصالة وتاريخ" في ثالث أيام العيد

المضيبي- وليد الحسني

تزامناً مع اليوم الثالث لعيد الفطر المبارك، واحتفالا بالموروث التراثي، أقيمت صباح أمس ببلدة برزمان بنيابة سناو ولاية المضيبي، فعالية "الحضَّار.. أصالة وتاريخ"، والتي تجسِّد حضور أهل البادية إلى المناطق الحضرية؛ وذلك تحت رعاية الشيخ مسلم بن محمد بن حمد الوحشي نائب والي المضيبي بنيابة سناو، وحضور مشايخ النيابة والمواطنين والمهتمين.

وبدأتْ الفعالية بكلمة المنظمين، ألقها عبدالله العامري.. قال فيها: "إنه ليوم يجمع بين العيد والعيد، عيد الفطر المبارك وعيد لقائنا بإخواننا الحضَّار الذين زانوا الولاية مرحاً بين إخوانهم وأصحابهم؛ إذ إنَّ وجودهم لا يعني حضورهم في الولاية فقط، بل حضور في قلوبنا فأهلا وسهلا ومرحبا بكم بيننا". وأضاف العامري: "يتشرف أهالي ولاية المضيبي بنيابة سناو ببلدة برزمان أن ينظموا هذا الملتقى ليعيشوا هذه الفعالية المتواضعة تعبيرا عن ابتهاجهم بقدوم إخوانهم من الحضَّار والإقامة بينهم؛ فنقول لهم إنكم نزلتم قلوبنا قبل مكاننا، سائلين المولى -عزَّ وجل- أن يجمع بيننا دائما على الخير والمحبة والسلام".

إلى ذلك، توالت الفقرات التي بدأت بلقاءات مع عدد من الحضَّار الذين عايشوا الماضي والحاضر أوضحوا من خلالها العادات والتقاليد المتعارف عليها عند الحضَّار، وتفاصيل الرحلة في الماضي ومقارنتها بالحاضر؛ فقد أشادوا بعصر النهضة المباركة وما تحقق فيها تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان، وتضرعوا بالدعاء لجلالته على ما تحقق في أرض عمان من الراحة والأمن وسهولة الحركة؛ نتيجة وجود البنية الأساسية كالشوارع والخدمات. ومن ثمَّ قدِّمعددٌ من اللوحات التي جسدت الماضي والحاضر، واستعرضت فيها الجمال والفنون الشعبية العمانية، إضافة إلى إلقاء القصائد المعبرة، فيما تم توزيع الهدايا التعريفية بالفعالية وبعض المؤن على المارة والحضور؛ تجسيدا لما كان يتم في الماضي لتبادل الهدايا عند وصول الحضَّار الى برزمان. وأعدت اللجنة المنظمة كتيبا تعريفيا عن الحضّار؛ تناول تاريخ هذه العادة السنوية وأهدافها وأهم البضائع التي يتبادلونها مع السكان في الحضر، إضافة لتقرير وخارطة للطريق عن الرحلة التي قام بها بعض الأهالي لتتبع الطريق القديم الذي كان يسلكه الحضَّار.

ومن جهته، قال الشيخ مسلم بن محمد بن حمد الوحشي نائب والي المضيبي-راعي المناسبة- إنَّتنفيذ هذه الفعالية يأتي تجسيدا لهذه العادة القديمة والتي لا تزال مستمرة إلى وقتنا الحاضر، رغم تطور الحياة في السلطنة في عصر النهضة بقيادة جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه. وأضاف بأن تنفيذ الفعالية في بلدة برزمان يأتي لأنها أول بلدة يصل لها الحضار قديما، وعند وصولها كان الأهالي يكبرون فرحا واستبشارا.

وقال سالم بن سعيد العامري -أحد أعضاء لجنة التنظيم- إنَّ الاحتفالية هي احتفال بأهل البادية والذين يطل عليها الحضَّار الذين قدموا من عدة مناطق صحراوية للبلدان الحضرية مثل الجوبة والسيل ومحوت وجزيرة مصيرة وراس الرويس.. مضيفا بأنهم تعودوا أن يأتوا في مثل هذا الوسم وهو فصل الصيف للقيظ. وأكد أن أول نقطة يصلون لها من الجنوب هي بلدة برزمان؛ حيث يقيمون بها حتى وقت العصر، ويتم تبادل الهدايا مع السكان وتقديم الرطب لهم. وفي المقابل، يقدمون لهم السمك المجفف، ثم يواصلون سيرهم كلحسب مكان سكنه في العيون أو سناو أو غيرها من البلدان المجاورة.

تعليق عبر الفيس بوك