أوباما يكلف وزير دفاعه بجولة في الشرق الأوسط لطمأنة الحلفاء بعد الاتفاق الإيراني

الرئيس الأمريكي يتصل بالعاهل السعودي وولي عهد أبوظبي

واشنطن -رويترز

يعتزم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إرسال وزير دفاعه الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط حيث يواجه مهمة شاقة لطمأنة حلفاء مثل إسرائيل أن الاتفاق النووي مع إيران لن يقوض التزام أمريكا تجاه أمنهم.وحتى الآن لم يكشف البيت الأبيض سوى عن محطة واحدة في الجولة وهي إسرائيل حيث أدان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتفاق الثلاثاء وقال إنه "خطأ تاريخي مذهل".وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن وزير الدفاع أشتون كارتر سيتوجه إلى أماكن أخرى داخل المنطقة لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل.

وقد يغير الاتفاق بين إيران والقوى الست وجه الشرق الأوسط من خلال كبح الأنشطة النووية الإيرانية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات في عملية تبدد بشدة افتراضات بشأن عزلة طهران.وتناصب إيران القوة الشيعية المهيمنة إسرائيل وأصدقاء واشنطن العرب السنة وخاصة المملكة العربية السعودية العداء. وخاض حلفاء الرياض وطهران عقودا من الحروب الطائفية بالوكالة في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

ويعترف مسؤولون عسكريون أمريكيون أن تخليص الاقتصاد الإيراني من العقوبات الخانقة سيترجم على الأرجح إلى مزيد من الأموال للجيش الإيراني وأتباعه في الخارج.وفي إشارة إلى رسالته للحلفاء قال كارتر في بيان حول اتفاق إيران إن الولايات المتحدة تقف مستعدة "لمراجعة نفوذ إيران الضار".وأضاف "نبقى على استعداد وفي وضع لتعزيز أمن أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة بما في ذلك إسرائيل."

وقال فيليب جوردون الذي كان حتى مارس أكبر مسؤول في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في شؤون الشرق الأوسط إن هناك حاجة لشرح أن الاتفاق النووي ليس "مصالحة شاملة مع إيران" وهو الأمر الذي يخشاه حلفاء مثل إسرائيل.وأضاف أنه إذا كان حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يقولون إنهم بحاجة إلى المزيد من التعاون الدفاعي والمخابراتي فإن "هناك حاجة لأن يكون ذلك محل مناقشة."

وقام أوباما أمس بعدد من المكالمات الهاتفية مع حلفاء بالمنطقة من بينهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبوظبي.

وقال البيت الأبيض إن أوباما شدد على الالتزام بالعمل مع شركاء الولايات المتحدة في الخليج لمواجهة أنشطة إيران التي "تزعزع الاستقرار" في المنطقة ومساعدتهم على تعزيز قدراتهم الدفاعية. وكان أوباما قد استقبل زعماء دول الخليج العربية في الولايات المتحدة في مايو وتعهد حينها بدعمهم في مواجهة أي هجوم خارجي.

وأكد البيت الأبيض اتصال الرئيس باراك أوباما بالشيخ محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبوظبي لبحث اتفاق يضع قيودا على البرنامج النووي الإيراني. وقال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما اتصل بالعاهل السعودي الملك سلمان أمس وهو على متن طائرة الرئاسة لبحث الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم الثلاثاء والوضع في اليمن.وناقش الزعيمان الحاجة الملحة إلى وقف القتال في اليمن وضمان مساعدة كل اليمنيين عبر القنوات الإنسانية الدولية.

وعلى الجانب الآخر، قال مسؤول سعودي إن اتفاق إيران النووي مع القوى الدولية سيجعل الشرق الأوسط "جزءا أكثر خطورة في العالم" لو صاحبته تنازلات كثيرة في إشارة للقلق العميق الذي تشعر به دول الخليج العربية حيال الاتفاق.

ويخشى السعوديون والحلفاء الخليجيون أن يؤدي الاتفاق الذي سينهي عزلة إيران ويحرر اقتصادها من قبضة العقوبات لمنح طهران قوة إضافية لدعم خصومهم في الشرق الأوسط.

وبعد عشر ساعات من الإعلان عن الاتفاق في فيينا لم يصدر عن السلطات السعودية إلا رد فعل علني مقتضب لكن المسؤولين داخل الغرف المغلقة عبروا عن خشيتهم من تأثير محتمل في منطقة تشهد منذ فترة طويلة تنافسا بين السعودية السنية وإيران الشيعية على النفوذ.

ورغم الاعتراف بأن الاتفاق الموقع في فيينا سيعني "يوما سعيدا" للشرق الأوسط لو منع إيران من امتلاك ترسانة نووية فإن المسؤول السعودي قال لرويترز عبر إحدى شبكات التواصل الاجتماعي إنه يخشى أن يسمح بدلا من ذلك لإيران "بنشر الفوضى في المنطقة."وقال إننا عرفنا من خلال جيرتنا لإيران في آخر 40 عاما أن النوايا الطيبة جعلتنا نحصد المر.

ورغم الترحيب العلني الفاتر بالمفاوضات بإن المسؤولين السعوديين أكدوا في السر أنه لا يمكن الوثوق بإيران ليبقى الاتفاق.وترى السعودية في دعم إيران للرئيس السوري بشار الأسد وللمجموعات الشيعية في العراق ولحزب الله اللبناني وللحوثيين في اليمن دليلا على سعيها للهيمنة على الشرق الأوسط وتمكين نفسها وحلفائها الشيعة.وفي تعليقها على الاتفاق النووي مساء الثلاثاء أكد بيان مقتضب نشر في وسائل الإعلام على أهمية وجود آلية تفتيش صارمة مع آلية لإعادة فرض العقوبات.

تعليق عبر الفيس بوك