رمضان يا زينة الشهور.. كيف نودعك؟

هاجر بنت أحمد الخزيمي

هاهي الأيام تنطوي..والساعات تمضي لتجمعنا سويا بأفخم ضيف..وهانحن سرعان مانودع هذا الضيف..

رمضان..

يازينة الشهور..نعيش فيه أجمل حكايا الأيام.. نقضيه في تلاوة عطرة،وتراتيل عذبة،وأدعيةليلية أجمل مع صلاة التراويح..فعلا تراويح...فترتاح القلوبوتهدأ الأنفس المتعبة.

نهاره صوم وتسبيح واستغفار.. ماأجملك ياأرقى الضيوف..

رمضان فرصة لنعيد للحياة رونقها..ونجدد للروح اطمئنانها..رمضان أكبر فرصة لاغتنام أثمن أوقاتنا..رمضان فرصة لنقاء القلوب بعد أن تكدرت مياهها العذبة..فرصة لإزالة المشاحنات..وتجديد العلاقات..جدد حياتك مع الله..لترقى..فيكبر أجرك..فترتاح..

يا الله..بالأمس القريب استقبلنا رمضان..وهانحن على وشك أن نودعه، على أمل أن نستقبله بعد عام..

وهاهي الأيام تمضيوالسنون تنقضي..

بالأمس كان معنا أحباب..واليوم حال بيننا وبينهم التراب..بالأمس صاموا رمضان..واليوم ذهبوا إلى ماقدموا من عمل!

أحبتي ..

رمضان فرصة جوهرية لمن يحسن استغلال ليله مع نهاره..

ما أجمل قيامك بين يدي جبار السماوات في الثلث الأخير من الليل..

تدعو فتجاب.. تستغفر فيغفر.. تتوب ويتاب عليك.. إنسان عائد إلى الله ورب غفور.. ما أشد حاجتنا لرمضان..بعدما أنهكت قوانا.. وتعبت أجسادنا..وجف ريقنا..ليأتي رمضان ليجدد فينا الروح النشاط والحيوية،ويبث فينا جرعات قوية من الأمل..

وماأجمل حلقات الذكر التي تملأ بيوت الله محفوفة بالملائكة،ما أجمل الصدقات التي توزع وأفضلها تفطير الصائمين

ما أجمل أن تعود أمّة محمد - صلى الله عليه وسلم-إلى صوابها وتسير على منهج حبيبها كما يعود أفراد العائلة الواحدة إلى مائدة الإفطار بعد تشتت في الأعمال والمصالح في سائر اليوم..

فتسمو..وترقى.. وتعلو..

فتعود خير أمة أخرجت للناس.

علاوة على ذلك في هذا الشهر الفضيل ليلة خير من ألف شهر

نزل فيها القرآن،فيابشرى من أحسن تحريهاواستغلالها .

رمضان طريق التائبين،وسبيل العائدين.. فيه ترق القلوب وتهدأ الأنفس وتطمئن الروح..

رمضان يعيد القوة لأجسادنا..ويعيد الروح..ويداوي الجروح.. نفحات الطيب ونسائم الإيمان تقود بنا للقمم وتوقظ لنا الهمم..ما أجمل أحاديث الروح..فالنفوس إليه تواقة.. أسطر كلماتي هنا لأبعث أزكى التحايا لصناع التميز..إلى من صنعوا الفارق الكبير في رمضان.. إلى من قطعوا الطريق بعزم قويم..ليسيروا بجد إلى كل غاية،وغاية المُنى هيالفردوس الأعلى من الجنة..

شباب وفتيات يتوقون نحو الثريا..ليعلو للدين مجد ورايةكل يدير محركاته بقدر عزيمته، ليرجع كل منا إلى ضالته..وليتذكر الإنسان لم خُلق؟

فاليوم عمل وكفاح وغدا الحصاد والفلاحقال ابن عطاء الله السكندري:"من كانت بداياته محرقة، كانت نهاياته مشرقة".

اليوم على هذه الأرض وغدًا سوف ترحل الأرواح إلى بارئها منها من سترحل روحه بسلام إلى النعيم،ومنها من سترحل روحه بعذاب إلى الجحيم .

(ليوم الحشر قد عملت أناس،فصلوا من مخافته وصاموا)

رمضان هو الفيصل..

وهو الفرصة العظمى..فالأجورمضاعفة،والصالحاتكثيرة ..نأمل أن نكون من أحسن جدولته ورتب أوقاته فيه..

كفانا غفلة..اللهم لاتجعلنا من الغافلين.. وتقبل الله الصيام والقيام في شهر الطاعات..رمضان الهدى..والصوم جنة..

والملتقى عند أبواب الجنةإن شاء الله.

تعليق عبر الفيس بوك