طلاب ومعلمون: تفاوت نتائج الدبلوم العام أمر طبيعي في ظل الفروق الفردية بين الطلاب

الهاشمي: كثير من الطلاب يشعرون بخيبة أمل في نتائجهم الدراسية هذا العام

◄ الشملي: نتائج الدبلوم متقاربة مع السنوات الماضية نسبيا.. وتفاوت الدرجات طبيعي

◄ المقبالي: نسب النجاح في الفصل الدراسي الثاني ساهمت في تحسُّن النتائج العامة

◄ الشحية: المعلمات لم يدَّخرن جهدا ولم يقصرن في إيصال المادة العلميلة بسهولة

◄ الخروصية: تمنيت أن أحصل على درجات أعلى تؤهلني للتخصص الذي أريد

◄ الكمزاري: النتائج جيدة بشكل عام بفضل ما بذله جميع أطراف العملية التعليمية من جهود

تفاوتتْ رُدود أفعال الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين على نتائج دبلوم التعليم العام، التي أُعلنت مؤخرًا؛ حيثُ رأي البعضُ أنَّ النتائج هذا العام مُتقاربة مع نتائج العام الماضي، وأنه من الطبيعي أن تتباين ردود أفعال الطلاب مع اختلاف درجاتهم ومستواهم التحصيلي، فيما عبَّر بعضُ الطلاب عن رضاهم عن نسبهم النهائية، واعتبروها ثمرة جهدهم على مدار العام الدراسي. وقالوا إنَّ دَرَجاتهم تؤهِّلهم للالتحاق بجامعة السلطان قابوس التي يحلمون بالالتحاق بها.

وقال مُحمَّد الهاشمي: إنَّ هناك عددا كبيرا من الطلاب يشعرون بخيبة أمل في النتائج هذا العام؛ حيث إنَّ نسبة قليلة منهم حصلوا على نتائج جيدة فوق 80 بالمائة. أما النسبة الأكبر، فلم يحصلوا على النتائج التي كانوا يطمحون إليها؛ لذلك فهم غير راضين ويشعرون بإحباط كبير؛ لأنهم لم يتوقعوا النتائج بهذه الصورة المخيبة. وحول المواد التي أثرت في نتائج الطلاب، يرى الهاشمي أنَّ مادة اللغة الإنجليزية هي أول عائق أمام الطلاب؛ لذلك فإنهم يشكون من صعوبتها كل عام، كما يواجهون صعوبة في بعض المواد العلمية التي أثرت في النتيجة العامة لكن بنسبة بسيطة، وأشار إلى أنَّ معظم النتائج لا تتناسب مع التخصصات التي كان يطمح إليها الطلاب، وأرْجَع الهاشمي تدني النتائج هذا العام إلى عدَّة عوامل تتعلق بالطالب نفسه، ومدى اهتمامه وإدراكه لحقيقة مستواه، إلى جانب دور المعلم الذي يكون أحيانا أحد أسباب ضعف التحصيل لدى الطلاب؛ بسبب سوء تعامله مع طلابه وتقصيره في طريقه الشرح وتوصيل الفكرة بالشكل الصحيح.

الرُّؤية - سالم المقبالي - سارة الشحيَّة

وقال مُحمَّد الشملي أستاذ رياضيات إنَّ نتائج هذا العام مُتقاربة مع الأعوام الماضية إلى حدٍّ ما، وكالعادة تتفاوت الدرجات بين الطلاب ومنهم من حقَّق معدلات جيدة أو ممتازة، ونالت رضاهم، والبعض حصل على نتائج مُتوسطة لم يكن يتوقعها، لكن في الغالب فإنَّ النتائج مُنخفضة، ولم تكن بالمستوى المتوقع والمرغوب من جانب جميع الطلاب؛ حيث أصيب الكثيرون بخيبة أمل إزاء الأمر. وأوضح أنَّ هناك أسبابًا وراء انخفاض نتائج الدبلوم العام؛ منها: أسباب تعود للطالب نفسه ومدى دافعيته ورغبته في التعلم وتحقيق الهدف الذي يطمح إليه، كما أنَّ موقف الطالب ورأيه في المادة أو المنهج وعلاقته بالمعلم عوامل تدفع الطالب للدراسة أو إلى الإهمال إذا ما حدث موقف سلبي في هذا الجانب، إضافة إلى عدم إيمان الطالب بقدراته الذاتية وعجزه عن القيام بمهامه فرديًّا، وهي من أهم أسباب تدني مستوى التحصيل الدراسي خلال هذه السنوات، وتعدُّ البيئة المحيطة بالطالب سببًا مهمًّا، فإذا كانت البيئة المدرسية غير مناسبة للتعليم فلا تتوقع من الطالب أن يحصل على الدرجات العالية.

وأشاد الشملي بدور المعلم في هذا المجال.. وقال إنَّ أساسَ العملية التعليمية هو المعلم وهو القادر على أن يُحفِّز طلابه ويغرس فيهم حبَّ التعلم؛ فالمهارات التي يمتلكها والوسائل التعليمية المتطورة التي تتوافر حاليا تجعله قادرا على توصيل الفكرة بالشكل الصحيح. وحول المناهج الدراسية، قال إنها موضوعة على أساس علمي، كما أنها بسيطة وتتلاءم مع المستويات التعليمية للطلاب في هذا العمر، إضافة إلى المرونة التي تتميز بها، وأعتقد أنَّ أيَّ طالب في هذا العمر قادر على استيعاب المواد والمواضيع التي يتضمنها المنهج.

وقال الطالب عزان المقبالي إنَّ كلَّ إنسان يطمح للحصول على أعلى النتائج. وبطبيعة الحال، كنت أطمح إلى نتيجة أكبر مما حصلت عليها، لكنَّ الظروف التي واجهتها لم تساعدني على ذلك. ويرى عزان أنَّ النتائج هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة جيدة جدا، خصوصا وأن نسبة النجاح في الفصل الثاني ارتفعت عن الفصل الأول، وبشكل عام فإنَّ النتائج مُرضية ولله الحمد.

صعوبة اللغة الإنجليزية

وأكَّد المقبالي صُعوبة اختبار مادة اللغة الإنجليزية.. وقال: نُواجه مشاكل معقَّدة، خصوصا في جزء الاستماع والقواعد التي تتطلَّب مهارة عالية لحلها، كما أنَّ مادة الفيزياء من المواد التي أثرت على نتيجتي النهائية بحكم الصعوبات التي واجهناها، خاصة في اختبار الفصل الثاني. وأضاف: متفائل بهذه النتيجة؛ لأنها تؤهلني للحصول على التخصص الذي أصبو إليه؛ حيث اطمح لدخول كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس.

وبارك مُحمَّد السعدي للطلاب الناجحين وفرحتهم باجتياز مرحلة دبلوم التعليم العام المهمة في مسيرة حياتهم، وقال: إنَّ نتائج هذا العام جيدة، كما أنها تفاوتت؛ حيث حقق البعض درجات عالية والبعض الآخر حصل على درجات متوسطة. ومن الطبيعي أن نلحظ هذا التفاوت بسبب الفروق الفردية بين الطلاب، فكل طالب لديه قدرات تميزه عن الآخر.

وأعرب السعدي عن رضاه بما حققه إخوانه وأبناؤه من درجات هذا العام، وقال: أشعر بسعادة كبيرة تجاه الأبناء وما حصدوه من نتائج مشرِّفة، وأتمنَّى أن يستمروا في تحقيق النجاحات والتميز. وعن المواد التي يشتكي من صعوبتها الطلاب والتي أثرت على نتائجهم، قال إنَّ الكثيرَ منهم يشتكي من صعوبة مادة اللغة الإنجليزية، وأعتقد أنَّ المشكلة تكمُن في تأسيس الطلاب في بداية تعلم هذه المادة؛ حيث يجب بذل مزيدٍ من الجهد من قبل الطالب والمعلم لتجاوز الصعوبات التي يواجهها الطالب في هذه المادة، كما يُؤكد أنَّ المناهج الدراسية تتناسب مع مستوى الطلاب.

وقال منى عبدالله إنها راضية كلَّ الرضا وسعيدة بالنتيجة التي حصل عليها ابنها رغم تذمره وتشاؤمه من صعوبة بعض الاختبارات كمادة الرياضيات واللغة الإنجليزية. وأضافت بأنَّ نجلها حصل على النتيجة التي يستحقها ولله الحمد، وتتمنَّى أن تُؤهله نسبته لدخول الجامعة والتخصص في المجال الذي يطمح إليه.

فرحة التخرج

وقالت آمنة مُحمَّد إنَّ نتائج طلاب الثانوية العامة لهذا العام جيدة. وقالت إنَّ ابنتها حازت نتيجة ممتازة بعد جهد مستمر بذلته طوال السنة الدراسية، وهذه النتيجة هي ثمرة جهدها وتعبها، ووجَّهتْ الشكر لجميع المعلمات اللائي بذلن جهدا كبيرا لشرح المعلومة وتبسيطها وتسهيلها للطلاب منذ بداية الفصل، وكانت العملية مستمرة منذ اليوم الأول فكان لهذا الأمر الأثر الكبير لضمان سهولة المذاكرة لخوض الاختبارات، كما ساهم ذلك في تقليل الضغط والعبء الدراسي على الطلاب، وعبَّرت عن سعادتها بتخرج ابنتها من الثانوية بعد اثنى عشر عاما من الدراسة المتواصلة، وتتمنَّى أن تقبل ابنتها في جامعة السلطان قابوس أكبر صرح في السلطنة لتحقق حلمها بدخول هذه الجامعة ونيل درجة البكالوريس.

وقالتْ فاطمة علي إنَّ نتائج الثانوية لهذا العام جيدة، وأكدت رضاها عن نتيجة ابنها الذي ربما يكون كغيره من الأولاد الأشقياء الذين لا يهتمون كثيرا بالدراسة ودرجاتهم، بل همهم الانتهاء من الدراسة ذاتها، وأضافت أنها كانت تتوقع نسبة أكبر قليلا من التي حصل عليها؛ وذلك لأنَّ ابنها كان أداؤه أفضل في المرحلة السابقة، لكنه أهمل دراسته قليلا في الفصل الثاني، وهو ما أدى لتراجع نسبته قليلا، وأكدت أنها سعيدة وراضية وفخورة بنجاحه، وتتمنى قبوله بإحدى الكليات أو الجامعات المناسبة.

وعبَّرت عائشة مُحمَّد عن عدم رضاها عن نتيجة ابنها في الثانوية العامة، وتعلل ذلك بسبب الاختبارات الصعبة.. وقالت إنَّ صعوبة هذه الاختبارات أدت لنتائج سلبية على الطالب حيث تقلل من تركيزه في المواد الأخرى، وترى أن بعض اللوم يقع على ابنها الذي ركز على مواد محددة وقصر في المواد الأخرى.

وقال الطالب محمد علي إنه سعيد بالنسبة التي حصل عليها بشكل عام، لكنه غير راض تماما عن درجته في مادة اللغة الإنجليزية التي يرى أنه يستحق الحصول على درجة أفضل فيها كانت سترفع من نسبته العامة، وأضاف بأنَّ بعض الاختبارات كانت صعبة وتحتاج إلى تركيز، لكنه رغم ذلك لم يجد من الكلمات المناسبة للتعبير عن فرحته بالتخرج من المدرسة، وتمنى أن تكتمل فرحته بقبوله في إحدى مؤسسات التعليم العالي كجامعة السلطان قابوس أو الكليات المختلفة.

جهود المعلمين

وقالت رقية بنت مُحمَّد الشحية معلمة مادة التاريخ بمدرسة آمنة بنت وهب للتعليم الأساسي في بخاء: إنَّ نتائج الثانوية هذا العام جيدة ولله الحمد، وهى ثمرة جهدهم المتواصل رغم صعوبة الامتحانات على طلاب العلمي. وأضافت بأنَّ جميعَ المعلمات لم يدخرن جهدا ولم يقصرن أبدا وعملن بجد مع الطالبات، وبذلن جهدهن لشرح المادة العلمية بسلاسة؛ وذلك بإعداد الكتيبات والأنشطة المختلفة والمتنوعة التي تساعد الطلاب على الفهم ومراجعة المادة.. وأضافت بأنَّ نتائج الطلاب تعتمد على جهد وتركيز وقدرات الطالب طوال السنة الدراسية.

وقال عمَّار حربي إنَّه راض تماما عن معدله، وأضاف بأنَّ كلَّ طالب يتمنَّى الحصول على أعلى النسب، لكنَّ نسبته تتوافق في النهاية مع ما بذله من جهد خلال العام. وأكد أنَّ الامتحانات كانت صعبة نوعا ما خاصة في مادتي الرياضيات والعلوم. وقال إنه يُواجه صعوبة في هاتين المادتين منذ بداية العام، ولم يحصل على درجات جيدة فيهما؛ مما أدَّى لحصوله على معدل جيد فقط، وكان يتوقع أن يحصل على معدل أفضل في مقرَّر اللغة العربية لكنه لم يجد سببا لنزول المعدل المفاجئ رغم سهولة الاختبار، وقال إنه يشعر بالرضا ويتمنَّى قبوله في إحدى مؤسسات التعليم العالي، وهو راضٍ عن العمل في أي مؤسسة، المهم ألا يكون باحثا عن العمل بعد تخرجه من المدرسة، وأشار إلى أنَّه يطمح لأن يلتحق بكلية الزراعة في جامعة السلطان قابوس.

وقالت شيخة الخروصية إنها كانت تتمنى أن تنال نسبة أعلى لتدخل الفرحة على نفوس عائلتها، لكنَّ النتيجة جاءت عكس ذلك وشعرت بالخيبة وبكت لأنها كانت تحلم بنسبة عالية، وأكدت أنها كانت تستحق درجات أفضل في مادة الرياضيات، ومتعجبة من المعلمة التي أعطتها درجة أقل عن بقية زملائها، وتؤكد أنها راضية بما كتبه الله لها وأن هذا الأمر من فضل الله ووالديها وأهلها الذين شجعوها دائما ووقفوا إلى جانبها. وأوضحت أنَّ نسبتها ستؤهلها لدخول التخصص الذي تريده فلديها العديد من الخيارات التي تطمح لأن تتخصَّص بها، وهذه النسبة التي حصلت عليها لن تقف عائقا في طريقها بإذن الله.

وعبَّر يوسف الكمزاري عن فرحته بتخرج ابنه من الثانوية. وقال إنَّ النتائج بشكل عام جيدة جداً، والجميع بذل جهده للحصول على النتائج العالية، والكل أخذ نصيبه وحقه، لكنه عبَّر عن عدم رضاه بنتيجة ابنه، إلا أنه يحمد الله على هذه النتيجة، ويُثني على جهود المعلمين والطاقم التدريسي، ويتمنى لابنه وللجميع الحصول على التخصص المناسب والالتحاق بالمؤسسة المناسبة.

وترى معلمة الثقافة الإسلامية زليخة علي الورسي، أنَّ نتائج الثانوية العامة لهذا العام جيدة، وكان من المؤمَّل أن تكون أفضل من ذلك؛ حيث كانت نسب الفصل الأول منخفضة وكانت تأمل في ارتفاعها في الفصل الثاني، لكن النسب ارتفعت بنسبة ضئيلة جدا. وقالت إن دورها كمعلمة للصف الثاني عشر يحتم عليها اجتهادات كثيرة حيث كانت تبذل جهدها لتقوية ثقة الطلاب في أنفسهم أولا، وأن تسهل للطالبات المنهج بالشرح الواضح لكي يسهل على الطالبات الفهم والحفظ والاسترجاع؛ سواء في الأيام الدراسية أو في أوقات الاختبارات، وكانت تقدم للطالبات الإجابات المناسبة لأسئلتهم واستفساراتهم، إضافة إلى تكثيف المراجعات وحل اختبارات السنوات السابقة بالإجابات النموذجية وتدريبهم على طريقة الأسئلة.

تعليق عبر الفيس بوك