عايدة الحراصية: رمضان فرصة حقيقية لنمحو عن جوهرنا غبار الغفلة ونعيد صقل قلوبنا

الرؤية-مالك الهدابي

أكدت الداعيةعايدة الحراصيةأنرمضان فرصة حقيقية لنمحو عن جوهرنا غبارباقي شهور العام ولنعيد صقل قلوبنا، مشيرة إلى أنكثيرا مما نراه حولناحاليا من مظاهرلا تمت الى هذا الشهر الفضيل بصلةحيث إن رمضان الحقيقي يتطلب البعد عن مظاهر التكلف المبالغ فيه..منالدعاياتوالأطعمةوالتنزيلات والمسلسلاتوالفوازير والأمسيات..حتى أصيبت بطون الناس بل وقلوبهم بتخمة الاستهلاك.. والسعي نحو إبهار الآخرين..فشُرِّعت لرمضان أبواب غير التي تليق بمقدَمه .

وقالت:يجب أن نشرع لرمضانأبواب قلوبنا وعقولنا حتى نحصل على شيء من عظيم هباته.. ونتزود فيه لما بعده.. فما هو إلا (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ) [سورة البقرة 184] لكن فيه من البركات العظيمة مالا يعد ولا يحصى..
وأضافت: أنرمضان شرع لأجل أن نكون في مواجهة أنفسنا.. ومواجهة حقيقتنا .. بعد أن تغل الشياطين.. ونبقى نحن وجوهرنا الحقيقي الذي ربما غفلنا كثيرًا عنه..

وتابعت: إن رمضان مدرسة إيمانية روحية ومن فيض دروسه الإيمانية التالي:

الدرس الأول: رمضان جاء ليفسح لنا فرصة الاغتراف من معين القرب ويعرج بقلوبنا في معراج الأنس بالله.. فنذوق ونتلذذ ونستشعر فضل الله ولطفه ورحمته.. حتى إذا خرجنا منه.. خرجنا بقلوب مشتاقة .. قلوب تواقة.. همها أن تواصل الاغتراف من ذاك المعين.. فتسمو الأرواح وتحلق في سماء طاعة الله والقرب منه.. ويكون رمضان سبب لاستمرار ذاك الوصال..

الدرس الثاني:صيام رمضان عبادة من أعظم العبادات والعبادة هي انقياد المُحب الرَّضِيّ إلى ما يحبه مولاه ويأمره به. فحقيقة العبادة شعور وجداني قبل أن تكون أعمالا مادية.

رمضان يعلمنا أنّ العبادة رغبة قبل أن تكون رهبة.. فالصائم المخلص لله وحده يراقب نفسه في كل لحظة فلا يفطر بأكل أو شرب أو كلام بذيء حتى لو كان وحده منفردا.. مالذي يدفعه لذلك؟ إنّه استشعار القرب الرباني والمراقبة الإلهية.

رمضان تربية عملية على الإحسان والإخلاص. يقول الله تعالى في الحديث القدسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به" ما أعظم العبادة التي لا تكون إلا لله!

الدرس الثالث:رمضان التلذذ بالإيمانيات هو رمضان المرتبط جذريا بالتقوى فالله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة 183]والتقوى أن تتخذ حائل يحول بينك وبين ما تكره.. فرمضان فرصة للتخلص من صفاتك التي تكره، من الأخلاق التي التصقت بشخصيتك وأخْفَت جوهرك وحقيقتك، فرصة للتطهر واكتساب العادات الإيجابية.

ليست أجواء رمضان الروحانية ونسماته الإيمانية فقط التي تدفعك لذلك بل حتى الرغبة عند من حولك ليكونوا أفضل تعينك على أن تحقق ما تريد بإذن الله. في رمضان تقل مظاهر تبرج النساء و تكثر أعداد المصلين في المساجد وغير ذلك مما يدفعك لتنافس وتسابق الآخرين. بل وتسابق الكون المسبح!

فتدخل في رمضان موكب الكون العابد، سيرا إلى الله تسبيحا وتمجيدا، حتى تستشعر صحبة الكائنات كلها فتنافسها وتسابقها في مسراها عبر قافلة العابدين القانتين المخلصين.

الدرس الرابع:رمضان أيضا مع كل ذلك محطة إيمانية كبرى ليسلك المؤمن مسلك التوبة، فيغترف من شلال جمالها المتدفق من كوثر عفو الرحمن . فالتوبة وضوء النفس وطهورها كما للأعظاء وضوءها وطهورها. فالنفس في رمضان تتجرد من خبائثها بإدمان الاستغفار و الإكثار من محاسبة النفس حتى يصل الصائم لمرتبة الغفران و العتق من النيران..

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له"

وغير ذلك دروس عظيمة يستشعرها الصائم لله بحق، فليكن رمضان هذا العام رمضان الوعي بما فيه، رمضان الإحسان، فننتبه للحظاته العظيمة وهباته الجليل، ونكون فيه وفيما بعده خير مما قبله. ورمضانكم جنة قرب بإذن الله.




تعليق عبر الفيس بوك