فيصل الكندي: صيام رمضان يهدف لتحقيق أمر عظيم وغاية شريفة وهي التقوى

-الامتناع عن الطعام والشراب يغرس فينا صفة الصبر وترويض النفس عمّا حرم الله تعالى

-في رمضان يزداد الشعور بالفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات وتكثر الصدقات والزكوات

الرؤية-مالك الهدابي

أكد الباحث العماني فيصل بن زاهر الكندي أن الله سبحانه وتعالى فرضعلينا صيام شهر رمضان المبارك لتحقيق أمر عظيم وغاية شريفة وهيالتقوىالتي يفترض أن نكتسبها من مدرسة الصيام والتي بها يتحول الإنسان عبدا ربانيا يراقب الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، في المنشط والمكره، في الصحة والسقم ليتحقق بذلك قول الله تعالى في الحديث القدسي : "وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه".وأضاف:لشهر رمضان المبارك دروس ومعاني ينبغي علينا أن نقف عليها ونتعلمها، ونعلمها أبناءنا وأهالينا ومكتسبات ينبغي ألا نفرط فيها بعد انقضاء شهر رمضان المباركفمن تلك الدروس والمعاني "الصبر" فالامتناع عن الطعام والشراب يغرس فينا صفة الصبر وترويض النفس عمّا حرم الله تعالى فإذا كان الحلال قد حرم عليك طاعة لله تعالى فكيف لا تصبر عمّا حرم الله تعالى، وكذلك يجتهد الصائم في شهر رمضان ﻷداء شتى أنواع العبادات و الطاعات والمستحبات وصنوفا من النوافلوالمندوبات تقربا إلى الله تعالى، فينبغي أن يواصل صبره هذا على أدائها حتى بعد رمضان بحيث تكون نفسه قد تعوّدت الصبر عليها بل وحب أدائها ومن بينتلك المعاني التي نتعلمها في رمضانحفظ الجوارحفالصائم يجاهد نفسه بألا يفسد صومه بأية كلمة أو نظرة أو صوت أو سعي للحرام أو بطش باليد أو حتى لمجرد التفكير فيه فيحفظ سمعه وبصره ولسانه وأذنه ويده وبطنه ورجله وكل جوارحه عن كل شبهة وحرام ومكروه وريبة وهذه المعاني يجب أنتستمر مع الصائم حتى بعد رمضان فالله تعالى يعبد ويتقي في كل وقت وحين وليس في رمضان فحسب ومن الدروس التي نستفيدها في رمضان " المعاني الإنسانية " ففي هذا الشهر يزداد الشعور بالفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات وتكثر الصدقات والزكوات وتتبادل اﻷسر صحون المأكولات وتكثر الدعوات للإفطار وتنصب خيم اﻹفطار لعابر السبيل ومن بين تلك الدروس المستفادة من رمضان " الصحة البدنية " فبالصيام تحصل المعدة على اجازة عمل لمدة شهر كامل تتم فيها عملية تصفية الجسم من الشوائب المتبقية في جدران المعدة والأمعاء والكبد والمرارة والبنكرياس فالكبد أثناء الصيام يتفرغ لعملية تنقية الجهاز الدموي من المواد الضارة الناتجة عن عمل خلايا أجسامنا المتواصل طوال العام والصيام يعين على استهلاك المخزون من بعض الأغذية والدهون وسكر الجلوكوز التي في الجسد والصائم يزيل من جسده المواد الضارة الموجودة في الجسم من خلال القولون والكليتين والمثانة والجلد والرئتين والجيوب الأنفية وبالتالي نلاحظ أثناء شهر رمضان زيادة إفرازات الجسم خاصة المخاط والتي تعمل على إزالة هذه المواد الضارة الناتجة عن تراكمات عمليات الخلايا الحيوية والصيام يزيد كريات الدم البيضاء التي تقوي الجهاز المناعي ويفيد الصيام مرضى الضغط والقلب والربو والقرح والقولون العصبي والجلد.

واختتم:من الدروس المستفادة من رمضانالوحدةفالصيام يبدأ بتوقيت معين وينتهي بتوقيت معين والمحافظة على صلاة الجماعة في وقت معين كل هذه المعاني تغرس روح الوحدة في الأمة والتعاون والتآخي والمحبة حيث تتجلى في رمضانأرقى صور التآلف والمحبة والتسامح بين اﻷقارب والجيران هذه المعاني اﻹنسانية من اﻷسس التي قام عليها الإسلام ودعا اليها وهي سبب وحدتنا وتآلفنا ورأب الصدع بيننا ونبذ الخلافات والنزاعات وكل ما من شأنه النيل من أمتنا أو المساس بكيانها ووحدة صفها.

تعليق عبر الفيس بوك